ملابس السياسيين قد تلعب ضدهم او لصالحهم في الانتخابات واحيانا تكون عامل حسم في تكوين وجهة نظر الناخب عن مرشحه المفضل. والانتخابات الرئاسية التمهيدية التي تجري الآن في الولاياتالمتحدة تشهد على ذلك. فمنذ ان بدأ مايك هوكابي القيام باعلانات يظهر فيها، على عكس منافسه ميت رومني، بملابس توحي بانه «الرجل الذي يعمل بجانبك لا الشخص الذي سينهي خدماتك» (اي زميلك المتعاطف معك لا مديرك المتسلط)، اصبحت مسألة ملابس المرشحين تشكل نقطة مهمة في الحملات الانتخابية. ولم تعد المسألة مجرد ارتداء ربطة عنق ام لا، بل اصبحت القضية ان تعكس ازياء المرشحين شخصياتهم الحقيقية والصفات التي تمكنهم من ان يكونوا رؤساء ناجحين. سلاح ذو حدين ملابس المرشحين قد تلعب ضدهم اذا بالغوا في اناقتهم، فربما يشعر الناخب بان اهتمام مرشحه كثيرا بمظهره سيأخذ اهتمامه على حساب مسؤولياته تجاه الشعب الاميركي، كما يقول جيمس روبن المحلل السياسي والمساعد السابق للرئيس بيل كلينتون الذي قال ان انفاق الكثير من الاموال على الملابس يمكن ان يكون سببا في خسارة اصوات الناخبين. ويتذكر كريستوف مير سفير بريطانيا في واشنطن في الفترة ما بين عامي 1997 و2003، المشكلة التي واجهها آل غور عندما كان مرشحا للرئاسة في العام 2000 عندما استمع لنصيحة خبيرة الازياء نعومي وولف واختار ارتداء اللون الترابي ليبدو اقل صرامة، فكانت النتيجة انه بدا باهتا في عيون الناخبين. ويضيف: لا فائدة من استشارة المرشحين لخبراء الموضة، فنصائحهم اسوأ من نصائح منظمي الحملات الانتخابية. فما يهم الناخب هو ان يرى مرشحا يشبه رجلا عاديا يمكن ان يلتقيه في اي مقهى او مطعم، ويريد بكل بساطة ان يظهر المرشحون بمظهرهم الحقيقي. وفي رأي مير فان مكين هو هذا الرجل لا يلتزم بخطوط الموضة، ويبدو مرتاحا في بدله التي يظهر بوضوح انه ارتداها اكثر من مرة.. وبالتالي لم يبتعها خصيصا لحملته الانتخابية. مبالغة في توصيل الرسالة ولكن ليست الملابس الرسمية هي المهمة فقط، بل يجب ان يهتم المرشح ايضا بملابسه العادية كما يرى جوستن ويب محرر B.B.C الذي قال ان اوباما ربما يواجه مشكلة في الفوز بأصوات العمال لان ربطة عنقه باهظة الثمن. اما من وجهة نظر باتريك غرانت مدير شركة الازياء التي صنعت الملابس لرئيسين سابقين فان مكين لديه مشكلة مع الملابس، لانه يرتدي احيانا كنزات عالية الياقة تحت جاكيت البدلة، بينما يجب ان يختار الياقة على شكل 7. اما ادوارذ الذي انسحب من الانتخابات فقد بالغ بتوصيل رسالته للعمال في انه صديقهم عند ارتدائه بنطالا من الجينز الكامت مع قميص بولو، وربما يكون ذلك سببا لخسارته وخروجه من سباق الرئاسة، ولكن اوباما فقد الكثير من جاذبيته ايضا عندما استبدل البدلة الكحلية او الرمادية بالبنية. ويتابع غرانت قائلا: رومني يرتدي بدلات مصممة بعناية، ويبدو ايضا ان هوكابي يستعين بخياط خاص لتفصيل بدلاته، لكن الفرق بين الاثنين ان مظهر هوكابي يدل على انه يرتدي الملابس ذاتها سواء كان مرشحا للرئاسة او لم يكن، بينما يبدو رومني كأنه سارع الى شراء بدلة جديدة للفت انظار الناخبين. نصائح مصممي الأزياء يريد ان يشعر الناخبون ان قادتهم مرتاحون في ملابسهم، ويؤكد ذلك روبيرتو غيرومبيللي الذي يمتلك محلا للملابس في نيويورك ترتاده شخصيات سياسية واعلامية اميركية، وينصح المرشحين اثناء ظهورهم في المناظرات التلفزيونية بارتداء بذلة رمادية فاتحة بأكتاف ناعمة او غير حادة المظهر، واستبدال البدلة ذات الزرين بتلك التقليدية ذات الأزرار الثلاثة حتى يبدو مظهرهم انيقا وجذابا، اما بالنسبة للقمصان فيفضل ان تكون مقلمة بخطوط رفيعة زرقاء فاتحة، حتى لا يظهر المرشح ضخما على شاشة التلفاز. اما في الحملات التي تجري في المناطق الباردة فيقول غيرومبيللي ان ارتداء معطف جلدي مع قبعة وشال وبنطال مخملي وجاكيت بياقة عالية وسحاب ملون وقميص كاروه تقليدي بأزرار اسفل الاكمام، يمكن ان يكسب المرشح المزيد من الاصوات، ولكنه لا ينصح بارتداء الجينز ويفضل عدم ارتداء القفازات على الرغم من الجو البارد، لان الناخبين يودون ان يشعروا بانهم يصافحون رئيس الولاياتالمتحدة المقبل.