أكد الزعيم الاسلامي المعارض حسن الترابي الاثنين غداة الافراج عنه اثر شهرين من الاعتقال انه يؤيد المحكمة الجنائية الدولية التي اصدرت مذكرة توقيف بحق الرئيس عمرالبشير. وقال الترابي "انا رجل قانوني واؤمن بالعدالة الدولية، انا اوافق على العدالة الدولية بغض النظر كانت معنا او ضدنا"، وأضاف "قرأت مذكرة (مدعي عام المحكمة الجنائية لويس مارينو) اوكامبو وهي مذكرة مهمة، كنت اعرف انه لن يتم رفضها نهائيا" من القضاة. كانت عائلة الترابي أعلنت ان السودان افرج عنه الاثنين وذلك بعد شهرين من اعتقاله لدعوته للرئيس السوداني عمر حسن البشير لتسليم نفسه للمحكمة الجنائية الدولية. وقال صديق نجل الترابي (76 عاما) ان الترابي افرج عنه من السجن في بورسودان ونقل جوا الى منزله في الخرطوم في الساعات الاولى من صباح الاثنين دون اي تفسير. واضاف صديق انه لا يعرف ما سيحدث في الصباح ولكن قال انه لا يوجد حراس امام المنزل في الخرطوم وقد اطلق سراح الترابي ، وابدي سعادته بذلك. وفي يناير/كانون الثاني اصبح الترابي الزعيم السياسي الوحيد داخل السودان الذي دعا البشير لتسليم نفسه للمحكمة الجنائية الدولية في لاهاي كي يواجه اتهامات بتدبير جرائم حرب في اقليم دارفور. واعتقل زعيم المعارضة المخضرم بعد ذلك بفترة وجيزة.وكان الترابي حليف البشير السياسي والديني الوثيق الى ان انفصلا في صراع مرير على السلطة في 1999-2000 . وفي الاسبوع الماضي اصدرت المحكمة الجنائية الدولية امر اعتقال للبشير ولكنه قال مرارا انه سيتحدى المحكمة التي لا تعترف بها الحكومة السودانية. ولم تقل معظم الشخصيات المعارضة في السودان شيئا يذكر عن هذه القضية او تجمعت حول الرئيس واصفة اتهامات المحكمة الجنائية الدولية بأنها مؤامرة غربية وصهيونية ضد السودان. وكان الترابي الزعيم الروحي وراء حكومة البشير عندما توليت السلطة في انقلاب في عام 1989 . وفي التسعينات عندما استضاف السودان اسامة بن لادن زعيم القاعدة اعتبر الترابي القوة الدافعة وراء تشجيع الخرطوم للجماعات الاسلامية المتشددة. وقال صديق ان والده بدا في صحة طيبة ولكنه فقد بعضا من وزنه، واضاف انه تم ايضا الافراج عن بشير ادم رحمن امين الشؤون الدولية في حزب المؤتمر الشعبي السوداني الذي يتزعمه الترابي. وهدد البشير وهو يشهر سيفا في اجتماع حاشد بدارفور يوم الاحد بطرد دبلوماسيين ومزيد من جماعات الاغاثة. واغلق السودان بالفعل 13 منظمة اغاثة اجنبية وثلاث جماعات اغاثة محلية قائلا انها ساعدت المحكمة الجنائية الدولية. وقال البشير انه سيطرد أي من يعمل ضد القانون السوداني سواء كانت منظمات تطوعية أو بعثات دبلوماسية أو قوات أمن. وقبل الطرد كانت الاممالمتحدة ومنظمات الاغاثة تدير أكبر عملية انسانية في العالم في دارفور. ويقول خبراء دوليون أن الصراع الذي بدأ قبل نحو ستة أعوام في دارفور ادى الى سقوط 200 ألف قتيل وتشريد أكثر من 2.7 مليون شخص . (رويترز)