دعا الرئيس حسنى مبارك الخميس علماء الأمة الإسلامية ومفكريها إلى التضافر للنهوض بالفكر الإسلامي، حتى يمكن تلافى أوجه القصور لينفتح الطريق أمام فكر إسلامي خلاق يكون قادرا على قيادة مسيرة الأمة نحو عزتها وكرامتها وتقدمها وازدهارها. جاء ذلك خلال كلمة مبارك في الجلسة الأفتتاحية للمؤتمر الدولي الواحد والعشرين للمجلس الأعلى للشئون الإسلامية حول "تجديد الفكر الإسلامي" بوزارة الأوقاف، والتي ألقاها بالنيابة عنه رئيس الوزراء المصري الدكتور أحمد نظيف. وشدد مبارك على أن القضية المصيرية اليوم أمام الأمة الإسلامية هي قضية التراخي عن مواكبة التقدم في شتى مناحي الحياة في المجتمعات الإسلامية، وقال "لابد من تمكين العقل ليأخذ دوره الكامل لإنقاذ الأمة وتحقيق نهضتها وتقدمها". وحذر من انشغال الأمة بقضايا هامشية لا جدوى منها لأن ذلك يعد تعويقا لها عن مسيرتها نحو التقدم، قائلا "آن الأوان لينهض المسلمون مجددا ويدركوا معطيات العصر، ويلتفتوا إلى الإصلاح والتجديد على جميع المستويات خاصة تطوير الفكر ومنظومة التعليم. وطالب مبارك العالم الإسلامي بأن يجدد نفسه لينطلق إلى آفاق التقدم والرقى مسلحا بالعلم والمعرفة. من جانبه، قال شيخ الأزهر الدكتور محمد سيد طنطاوي إن الإسلام يرحب ويشجع كل تجديد يقوم على مبادئ إحداث التقدم في مناحي الحياة الاقتصادية والزراعية والصناعية، لخدمة الإنسان في حدود ما أحل الله. وأشار شيخ الأزهر في كلمته أمام المؤتمر إلى دعوة الأديان السماوية إلى التجديد لتوجيه الناس نحو خالقهم وأمتهم وتنظيم الحياة وفق مبادئ الحق ونشر العلم النافع، منوها إلى أن لقاء العلماء من أكثر من 80 دولة ,فى المؤتمر، فرصة طيبة لتجديد الأخوة وتبنى الفكر المعتدل. من ناحيته، أكد بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية البابا شنودة الثالث أن التجديد في الفكر الإسلامي بدأ منذ فجر الإسلام ومستمر حتى الآن وعلى الدوام. وأشار البابا شنودة إلى أن التجديد في الفكر الإسلامي جاء لسد احتياجات الأمة ولمواكبة المتغيرات، مشيرا إلى التطور الذي شهدته الدولة الإسلامية من الحكم الفردي إلى نظام المؤسسات والسلطات التشريعية والقضائية والتنفيذية. (أ ش أ)