دعت الملكة اليزابيث الثانية التي بلغ عمرها حاليا82 عاما وتمتلك ثروة تقدر ب320 مليون جنيه إسترليني ما يوازي375 مليون يورو أفراد عائلتها المالكة إلي اقتفاء أثرها في الحد من مظاهر البذخ والتبذير في حياتهم اليومية لمواجهة الأزمة الاقتصادية العالمية في بلادها التي وصفتها الملكة التي ليس من عادتها التحدث في السياسة بأنها أزمة مريعة. تري كيف تواجه ملكة إنجلترا هذه الأزمة؟ وما مظاهر التقشف التي انتهجتها للعبور منها بسلام ولكي تكون قدوة لأفراد عائلتها وربما لشعبها كله؟ كما اوردت جريدة الاهرام المصرية نشرت إحدي المجلات الفرنسية مظاهر التقشف الملكي الذي تتبعه الملكة الآن وتتلخص في التالي: * لا تنام الملكة إلا بعد التأكد من ان جميع أنوار قصر بكنجهام مطفأة تماما.. خاصة القاعات والصالونات التي تستخدمها العائلة المالكة.. وللعلم فإن عدد حجرات هذا القصر يبلغ775 حجرة وهي كلها مزودة حاليا باللمبات الموفرة للطاقة. * تستخدم الملكة الآن حقائب يد يصل عمرها إلي40 عاما!! * في احدي المناسبات الرسمية بحثت الملكة عن قطعة قماش موجودة في دولابها منذ20 عاما وهي من البروكار الرمادي الفضي المطعم بالخيوط الذهبية وأعطتها لخياطتها الخاصة لتحيكها لها لحضور هذه المناسبة. مع ان تكرار الملابس التي ترتديها الملكة في المناسبات الرسمية أمر غير مقبول في البروتوكولات الملكية فإن الملكة كسرت هذه القاعدة عندما ظهرت أربع مرات متتالية بنفس الزي من اللون الأحمر وتايير من اللون الروز. انجيللي كللي المسئولة عن أزياء الملكة كثيرا ما تطلب منها اليزابيث الثانية الآن ادخال بعض التعديلات الطفيفة علي ملابسها القديمة سواء بالتقصير أوالتطويل لكي تتناسب مع خطوط الموضة السائدة. المعروف عن الملكة انها تميل إلي الاعتدال منذ صغرها, فقد كانت تحتفظ بورق الهدايا بنظام لكي تستخدمه مرة أخري.. كما أنها لم تدلل ابناءها واحفادها طوال فترة طفولتهم كما أعلنت الملكة بنود التقشف في ميزانية القصور الملكية ودعت القائمين والمسئولين عنها إلي الاعتماد علي التمويل الذاتي لتلك القصور, أي ان اللحوم والخضراوات والألبان والزبد والأجبان المستخدمة فيها تكون من إنتاج المزارع والحقول الملحقة بها فقط. وبنود التوفير وصلت إلي الهدايا أيضا التي قدمتها الملكة مع بداية العام وبمناسبة عيد الميلاد للأصدقاء والأحباب فكلها كان مكتوباعليها عبارة مشهورة صنع في الصينmadeinchina. وتطلب الملكة في كثير من الأحيان من رجال سكوتلاندريارد ترك سيارتهم الفور باي فور واستخدام الدراجات من أجل التوفير في الميزانية الخاصة بالوقود.. كما سمحت أخيرا الملكة لاحدي دوقات العائلة المالكة بالسفر إلي الخارج دون حراسة أمنية توفيرا للنفقات! واذا كنت من المترددين علي إنجلترا بإمكانك التنزه في الحدائق الخاصة بالقصور الملكية في الفترة من مارس إلي يونيو المقبل ولكن بتذكرة تصل إلي28 يورو بعد أن قررت الملكة فتح حدائق القصور للجمهور لتحقق عائدا يقدر بنحو100 ألف يورو وهو مبلغ سيخصص بالكامل لصيانة جميع القصور الملكية. أنتقلت عدوي التوفير في القصر الملكي إلي الزوج الأمير فيليب الذي يعضد زوجته الملكة في مبادرتها الاقتصادية.. فهو يبلغ من العمر الآن87 عما ويرتدي بنطلونات اشتراها من30 عاما.. كما انه لايزال يرتدي في المناسبات الرسمية نفس الزي العسكري الخاص بالبحرية الملكية الذي اقتناه منذ عام1947 بمناسبة زفافه علي الملكة اليزابيث. وحذت الأميرة آن الابنة حذو والدتها في التقشف عندما حضرت في الصيف الماضي حفل زواج أحد أفراد العائلة المالكة بفستان مطرز سبق أن ارتدته عام1981 في حفل الزواج الأسطوري الذي شاهده العالم كله لشقيقها الأمير شارلز والراحلة الحسناء ديانا. ولا تمل الجدة اليزابيث من محاولة إقناع حفيديها ويليام وهاري اللذين يأتيان في المرتبة الثانية والثالثة لخلافة العرش بضرورة الالتزام والابتعاد عن الاسراف والسهر واللهو مع الفتيات الحسناوات لأن البلاد تمر بأزمة اقتصادية صعبة وأي مظاهر للترف لن ينظر إليها الشعب بعين الرضا.. وقد علق نيكولاس ديفيس مؤلف العديد من الكتب الخاصة بالشئون الملكية علي تصرفات الملكة الأخيرة لمواجهة الأزمة الاقتصادية بقوله: إن الملكة تراعي الحالة العامة للأمة.