ابلغت ليبيا سويسرا انه يتعين عليها اغلاق التحقيقات في اعتقال ابن الزعيم الليبي معمر القذافي في وقت سابق من 2008، والا واجهت عقوبات أخرى لم تحددها، حسبما صرحت الخارجية الليبية. وكانت الشرطة في جنيف قد احتجزت هنيبال القذافي يوم 15 يوليو/تموز 2008، واتهمته باساءة معاملة اثنين من العاملين المحليين هما امرأة تونسية ورجل مغربي، لكنهما سحبا شكواهما الرسمية فيما بعد. ونفى نجل القذافي الاتهامات، وتم أطلاق سراحه بكفالة، لكن القضية أثارت موجة من الغضب في طرابلس أدت الى اعتقال مواطنين سويسريين أطلق سراحهما فيما بعد. وقالت وزارة الخارجية الليبية ان البلدين اتفقتا على تشكيل لجنة مستقلة للتحقيق في الواقعة. وفي وقت متأخر من مساء الخميس، أكدت الوزارة ان اللجنة استكملت تقريبا تحقيقاتها التي أظهرت أن الاحتجاز غير قانوني، لكن الجانب السويسري يسعى لاخفاء الحقيقة. وأضافت الوزارة ان الحقائق واضحة، وتظهر سوء استغلال السلطة وتجاوز حدود الاجراءات القانونية من جانب شرطة جنيف، لكن الجانب السويسري يسعى لاصدار تقرير نهائي يحفظ ماء وجه السلطات السويسرية. ونقلت وسائل الاعلام الحكومية عن عبد العاطي العبيدي نائب وزير الخارجية للشئون الاوروبية قوله ان صبر ليبيا له حدود. وكانت ليبيا قد هددت في وقت سابق بسحب أصول قيمتها سبعة مليارات دولار من البنوك السويسرية، وتقطع العلاقات الاقتصادية مع سويسرا، وتوقف امدادها بالنفط.. احتجاجا على سوء معاملة القذافي الابن ودبلوماسيين ورجال أعمال ليبيين. ويقول دبلوماسيون ان مؤيدي القذافي المتشددين يرغبون في استمرار الخلاف في اطار صراع على السلطة مع الاصلاحيين. السفير الأمريكي يصل طرابلس من جهة اخرى، وصل طرابلس السبت أول سفير أمريكي إلى ليبيا منذ 36 عاما وذلك في بادرة جديدة على تحسن العلاقات بين البلدين. وقال السفير الامريكي جين جريتز انه سيبذل قصارى جهده لتوسيع نطاق العلاقات بين طرابلسوواشنطن، وأبلغ الصحفيين لدى وصوله مطار طرابلس "يسعدني أن أكون في ليبيا" مُضيفا أن التجارة والسياحة ضمن أولوياته لتوسيع نطاق التعاون. وشهدت العلاقات الامريكية الليبية تحسنا كبيرا منذ قرار ليبيا في ديسمبر/كانون الاول 2003 التخلي عن سعيها لتملك أسلحة دمار شامل وما تبع ذلك من تسوية خلافات بشأن تفجيرات تلقي واشنطن باللوم فيها على ليبيا. وقال مسئولون أمريكيون ان آخر عقبة كبيرة كانت تعرقل إقامة علاقات طبيعية قد أُزيلت عندما دفعت ليبيا في أكتوبر تشرين الاول 1.5 مليار دولار في صندوق لتعويض عائلات المواطنين الأمريكيين الذين قتلوا في تفجير رحلة شركة بان ام رقم 103 فوق لوكربي باسكتلندا عام 1988 وهجوم وقع عام 1986 على ملهى ليلي في برلينالغربية وحوادث أُخرى مماثلة. وكانت الولاياتالمتحدة سحبت سفيرها من طرابلس في 1972 وغادر كل الدبلوماسيين الامريكيين بعدما هاجمت حشود السفارة الامريكية وأشعلت فيها النيران عام 1979. وأعاد البلدان تبادل بعثات دبلوماسية منخفضة المستوى في كل من العاصمتين عام 2004 ورفعا مستوى التمثيل الى سفارات كاملة في 2006. (رويترز)