رايس .. أصغر مندوبة نابوليتانو.. تتسلق الجبال وتؤيد الإجهاض تشين.. المحامية التجارية فريق وتحديات أعدت الملف: إيمان التوني "الحزم واللين" معادلة حاول تطبيقها الرئيس الأمريكي المنتخب "باراك أوباما" من خلال اختياره فريق إدارته الذي ضم 4 نساء يجمعن بين القوة والدبلوماسية، أسند إليهن حقائب وزارية وأمنية ودبلوماسية مهمة، يمسكن من خلالها بزمام الأمور، ليفرضن سياسة الولاياتالمتحدة خارجيا ويسيطرن على أمنها داخليا. والنساء الأربعة هن: المنافسة السابقة ل"أوباما" على بطاقة ترشيح الحزب الديمقراطي، السيدة الأولى الأسبق "هيلاري كلينتون" وزيرة للخارجية، ود. "سوزان رايس" مندوبة دائمة للولايات المتحدة لدى مجلس الأمن الدولي، وحاكمة ولاية أريزونا "جانيت نابوليتانو" وزيرة للأمن الداخلي - الحقيبة الأهم بعد وزارتي الدفاع والمحاربين القدامى، والتي استحدثت عام 2002 في أعقاب اعتداءات سبتمبر/ أيلول 2001 -، والمحامية التجارية في شيكاغو "كريستينا ام تشين" مديرة للاتصالات العامة في البيت الأبيض. الصقر.. هيلاري كلينتون وتعد "هيلاري كلينتون" الشخصية الأكثر جدلا في فريق "أوباما" نظرا لمواقفها الصقرية التي اشتهرت بها خاصة تجاه "العراق"، حيث تناقض موقفها مع رؤية رئيس الإدارة الأمريكية الجديد. ففي رسالة إلى ناخبيها عام 2005، قالت السيناتور "كلينتون" إنها لن تقبل أية جدولة للانسحاب من العراق، بل وترفض مجرد التفكير في إعادة انتشار القوات الأمريكية، داعية إلى بقاء قوات احتياط دائمة في العراق عالية التسليح وقادرة على التدخل السريع، وحملت الرئيس الأمريكي - جمهوريا كان أم ديمقراطيا – مسؤولية ما أسمته "الإدارة السيئة" لأي انسحاب عسكري مبكر من العراق. بينما وعد "أوباما" في حملته الانتخابية بالانسحاب العسكري الأمريكي من العراق خلال 16 شهرا. وبالتالي يتعين على "هيلاري كلينتون" كوزيرة للخارجية أن تغير من موقفها الذي تبنته كسيناتور بمجلس الشيوخ. هيلاري كلينتون وبشأن التعامل مع إيران وكيفية التصدي لبرنامجها النووي، كان الخلاف بين الرئيس المنتخب "باراك أوباما" ووزيرة الخارجية القادمة "هيلاري كلينتون" واضحا أثناء حملتهما الانتخابية في منافستهما، حيث هاجمت "كلينتون" "أوباما" عندما رجح الحوار مع طهران، واصفة ذلك بأنه "خطيئة سياسية"، وقالت له – في إحدى المناظرات – "إن من المستحيل بدء مفاوضات مع أنظمة مارقة دون تحديد شروط قاسية أولا". لكن تغيير الموقف أمر ليس بالجديد على "كلينتون" التي سبق لها وتحولت من مؤيدة لإقامة دولة فلسطينية مستقلة – أثناء رئاسة زوجها بيل كلينتون للولايات المتحدة – إلى متعصبة للدولة العبرية - عقب ترشيحها لعضوية الكونجرس عن نيويورك خلفا للسناتور "دانييل باتريك موينيهان" - عندما كاتبها رئيس الاتحاد الأرثوذكسي اليهودي "مانديل جانشرو" موجها لها السؤال "هل تعتبرين القدس عاصمة أبدية وموحدة لإسرائيل؟ وهل ستصوتين على تشريع يجرد الرئيس من حق استخدام الفيتو ضد قرار للكونجرس يقضي بنقل السفارة الأمريكية من تل أبيب إلى القدس؟" فأجابت "كلينتون" بأنها تعتبر القدس عاصمة أبدية وموحدة لإسرائيل، وقالت "إذا اختارني ناخبو نيويورك لتمثيلهم في الكونجرس، فكونوا على ثقة أنني سأظل ناشطة وملتزمة في الدفاع عن إسرائيل قوية وآمنة وقادرة على العيش في سلام مع جيرانها، على أن تكون سفارة الولاياتالمتحدة واقعة في عاصمتها القدس". رايس .. أصغر مندوبة أما د."سوزان رايس" - البالغة من العمر 44 عاما - ستكون أصغر مندوبة دائمة لواشنطن في الأممالمتحدة. وهي من أصل إفريقي أمريكي، حاصلة على دكتوراه في الشئون الدولية من جامعة "أوكسفورد، وتشترك مع "أوباما" في عشق كرة السلة، ومعروف عنها قوة شخصيتها وجرأتها في اتخاذ قرارات صدامية إذا كانت تخدم أجندتها، كما تعرف بعدائها الشديد لعمليات القتل الجماعي وتشددها في التعامل مع أزمة دارفور، كما أنها من أكثر الشخصيات المحيطة ب"أوباما" مناوئة للنظام الحالي في السودان. وأعلنت "رايس" موقفها بوضوح تجاه القارة الإفريقية، مؤكدة أن قضية الديمقراطية وحقوق الإنسان في إفريقيا يجب أن تحظى بالأولوية. وأشارت إلى أن الوقت قد حان لبروز قيادات جديدة في القارة الإفريقية. وقد انضمت لإدارة "بيل كلينتون" عام 1993، حيث عملت في مجلس الأمن القومي مديرة للشئون الإفريقية، ثم شغلت منصب مساعد وزير الخارجية للشئون الإفريقية ولم تكن تبلغ ال30 من العمر. وكانت من مؤيدي الهجوم الأمريكي على مصنع الشفاء للدواء في منطقة أم درمان في السودان، بذريعة أنه أحد استثمارات زعيم تنظيم القاعدة "أسامة بن لادن". وبعد خروجها من المنصب الحكومي، عملت خبيرة في معهد "بروكنز للأبحاث" بواشنطن، وبدت معارضتها للحكومة السودانية جلية، حيث طالبت الكونجرس بالتصديق على قوات أمريكية يكون من مهامها ضرب المطارات السودانية وحصار الميناء لحرمان السودان من تصدير نفطه إلى الخارج. "رايس" من أكثر معارضي الحرب في العراق قبل أن تبدأ، لكنها لم تصوت بالرفض أو الإيجاب لأنها لم تكن عضوا منتخبا في الكونجرس. كما أنها من أكثر الشخصيات التي عينت ضمن الفريق تربطها علاقة شخصية وثيقة مع "باراك أوباما"، حيث عملت مستشارة له في قضايا السياسة الخارجية، وأيدته منذ بداية الحملة الانتخابية ضد منافسته السابقة "هيلاري كلينتون" لنيل ثقة الحزب الديمقراطي. وعند إعلانه ترشيح "سوزان رايس" لمنصب مندوبة الولاياتالمتحدة لدى الأممالمتحدة، أكد "أوباما" أنه سيجعل رتبة "رايس" تساوي رتبة وزير في حكومته، وفقا للتقاليد الأمريكية التي تسمح للمندوب الدائم بحضور اجتماعات الوزارة إذا قرر الرئيس ذلك. وهو الأمر الذي حدث من قبل مع "مادلين أولبرايت" التي كانت سفيرة الولاياتالمتحدة في عهد الرئيس "كلينتون"، ومن ثم جرى تعيينها وزيرة للخارجية، إلا أن خليفتها في المنصب لم يكن مطلوبا منه حضور الاجتماعات الوزارية، وجرى نفس الشيء بالنسبة لكل السفراء الذين تعاقبوا على المنصب في عهد الرئيس "بوش". نابوليتانو.. تتسلق الجبال وتؤيد الإجهاض بينما تتمتع المرأة الثالثة في فريق "أوباما" التي ستتولى الأمن الداخلي "جانيت نابوليتانو" بروح الدعابة وحب المغامرة، حيث تشتهر بتسلق جبال الهملايا. وهي وإيطالية الأصل من مواليد عام 1957، عزباء، عولجت أخيراً من مرض سرطان الثدي وتغلبت عليه. "جانيت نابوليتانو" و"جوزيف بايدن" نشأتها الأولى كانت في "بتسبورج" وتحمل شهادة الحقوق من جامعة "فيرجينيا". بدأت نشاطها المهني في "أريزونا"، ومنصبها الرسمي الأول كان في عام 1993 عندما عينها "بيل كلينتون" مدعية عامة فدرالية في الولاية. وفي عام 1998 انتخبت حاكمة عن الحزب الديمقراطي ب47 % من الأصوات مقابل 44 % نالها منافسها الجمهوري "مات سلمون". وتتمتع "نابوليتانو" بشعبية كبيرة على مستوى حكام الولايات، ففي 13 نوفمبر/ تشرين الثاني 2005 اختارتها مجلة "تايم" كأفضل 5 حكام في الولاياتالمتحدة. وفي ديسمبر/ كانون الأول من العام نفسه أظهر استطلاع للرأي أنها تتمتع ب64 % من التأييد في الولاية. وفي نوفمبر/ تشرين الثاني 2006 تم انتخابها ب63 % من الأصوات حاكمة. وتعددت إنجازت "جانيت نابوليتانو" كحاكمة لولاية "أريزونا"، خاصة في التصدي لجرائم العنف الأسرية، حيث تحتل الولاية المركز الثاني بتعداد الجرائم الناتجة عن العنف الأسري. كما امتلكت خبرة عالية في قضايا الهجرة غير الشرعية حيث ساهمت في معالجتها هذه الظاهرة الكثيفة التي تأتي من المكسيك، من خلال اعتمادها سياسة مرنة وحازمة. ويأمل المدافعون عن تعيينها في هذا المنصب في أن يؤدي إلى تسوية أوضاع نحو 12 مليون مهاجر يعيشون في الولاياتالمتحدة بدون وثائق إقامة. ومن أبرز مواقفها أيضا، أنها تؤيد الحق في الإجهاض، وتدعم بقوة تطبيق عقوبة الإعدام في حق الذين يدانون بارتكاب جرائم كبيرة. في الوقت نفسه تعتبر "جانيت" محافظة إلى حد ما، بدليل أنها اقترحت في عام 2005 تنظيم تعديل لدستور الولاية يمنع زواج المثليين. وقد أعلنت "جانيت نابوليتانو" تأييدها ل"أوباما" منذ بداية خوضه السباق الرئاسي. تشين.. المحامية التجارية وأخيرا تأتي "كريستينا ام تشين" المحامية التجارية في شيكاغو، ليضمها "باراك أوباما" في فريقه ويرشحها لشغل منصب مديرة الاتصالات العامة في البيت الأبيض. فريق وتحديات تأتي النساء ال4 ضمن فريق سياسي وعسكري واقتصادي ليس بالهين، حيث يضم أسماء تجمع بين الخبرة والقوة من أبرزها: "روبرت غيتس" الذي يواصل عمله وزيرا للدفاع، وقائد حلف شمال الأطلسي السابق الجنرال المتقاعد "جيم جونز" مستشارا للأمن القومي، وحاكم ولاية "نيو مكسيكو" - الحاكم الوحيد من أصل إسباني - "بيل ريتشاردسون" وزيرا للتجارة، و"بول فولكر" رئيساً للجنة الاستشارية الخاصة بإعادة إنعاش الوضع الاقتصادي، والاقتصادي الكبير في معهد السياسة الاقتصادية الليبرالية "جاريد بيرنستين" في منصب كبير مستشاري الرئيس للسياسة الاقتصادية - المنصب الذي وضع حديثا لمواجهة الأزمة المالية العالمية -، و"تيموثي غيتنر" وزيرا للخزانة، و"بيتر أورزاج" مديرا للتخطيط والميزانية في البيت الأبيض والذي سيراقب ويشرف على ميزانيات الوكالات الفيدرالية، و"لورانس سيمرس" رئيسا للمجلس الاقتصادي الوطني، بالإضافة إلى "رام إيمانويل" كبيرا لموظفي البيت الأبيض، و"جوزيف بايدن" نائب الرئيس. ومع حلول ال20 من يناير/ كانون الثاني 2009 يتسلم فريق الإدارة الأمريكيةالجديدة برئاسة "باراك أوباما" مهمامه رسميا، ليبدأ في مواجهة تحديات الحرب في العراق وأفغانستان، والنزاع في الشرق الأوسط، وإيران، والإرهاب المنتشر في العالم - وكان آخره الأحداث التي شهدتها الهند -، بالإضافة إلى الوضع الاقتصادي في ظل الأزمة المالية العالمية الراهنة، فضلا عن التحدي الأمريكي الأكبر المتمثل في السعي لتحسين صورة الولاياتالمتحدة في الخارج وفقا لما وعد به الرئيس الأمريكي الجديد "باراك أوباما". ومع التطبيق العملي ستتضح مدى قدرة الأيدي الناعمة على إحكام قبضتها والإمساك بدفة التحديات وتوجيهها إلى المسار الصحيح.