مبارك: منطقة صناعية للهند بمصر بحث الرئيس حسنى مبارك ورئيس وزراء الهند مانموهان سينج -خلال لقائهما صباح الثلاثاء بقصر "حيدر أباد" مقر رئاسة الوزراء- سبل تفعيل وتعميق العلاقات الثنائية بين مصر والهند فى المجالات المختلفة فى ضوء التنامى الاخير فى حجم العلاقات التجارية والاقتصادية والاستثمارية بين الدولتين. وخاطب الرئيس مبارك رئيس الوزراء الهندى مانموهان سينج فى مستهل اللقاء قائلا " إننى أدرك الإصلاحات العظيمة التى أدخلتموها عندما شغلت منصب وزير المالية فى الهند فى بداية التسعينيات" مؤكدا " إننا فى مصر إتبعنا إصلاحات مماثلة بهدف أن نرتبط بشكل جيد بالنظام الإقتصادى العالمي.. ولقد حققت دولتانا قصص نجاح إقتصادى جيدة تمثل بدورها أساسا متينا لشراكة إستراتيجية قوية". كما تناولت محادثات الرئيس مبارك ورئيس الوزراء الهندى تطورات الوضع فى كل من منطقة الشرق الاوسط وجنوب آسيا وعدد من أبرز القضايا المطروحة ومنها سبل مواجهة تداعيات الأزمة الاقتصادية العالمية. وفى مؤتمر صحفى مشترك مع سينج ، أكد مبارك أن بمقدور البلدين القيام بالكثير من أجل خدمة مصالح البلدان النامية في اطار حركة عدم الانحياز ، ومجموعة ال 77 ، ومن أجل الاسهام في حفظ السلم والأمن على المستويين الاقليمي والدولي. وأشار الى أن مجالات تحسين العلاقات التجارية بين مصر والهند كثيرة جدا منها البترول والغاز وتكنولوجيا المعلومات والاتصالات ، والمنسوجات والحديد والصلب ، والبتروكيماويات ، والأسمدة ،والأسمنت ومواد البناء ، وصناعة السيارات وقطع غيارها . من جهة أخرى، أكد الرئيس حسني مبارك أن الارهاب صار ظاهرة عالمية يتعين مجابهتها بجهد عالمي ، وأن هناك حاجة الى جهود دولية مكثفة لكسب المعركة ضد الارهاب في جميع أنحاء العالم ، نافيا وجود ما يسمى بالارهاب الاسلامي ، مشددا على ضرورة عدم ربط الارهاب بأي دين أو منطقة جغرافية ، فالارهاب يرتع وينمو داخل أي أرض . وأضاف الرئيس مبارك " أن بلدينا تواجهان نفس التهديدات الخاصة بالعولمة والتى تحتاج الى أجندة إجتماعية وأمنية وبيئية فعالة, وأننا لنسعى بشكل مشترك لتأكيد حاجة العالم لهذا التوجه ". وأشار الى ان مصر ستستضيف القمة الخامسة عشر لحركة عدم الإنحياز فى العام القادم فى شرم الشيخ,وإننى أتطلع لمساهمة الهند فى إنجاح هذه القمة ومشاركتكم شخصيا فى فعالياتها. وقال الرئيس انه يشرفه كذلك أن يدعو رئيس الوزراء الهندى سينج لزيارة مصر لمواصلة المشاورات إزاء كافة القضايا محل الإهتمام المشترك. مبارك يتسلم جائزة نهرو وخلال زيارته للهند ، تسلم الرئيس مبارك "جائزة جواهر لال نهرو للتفاهم الدولى"، تقديرا لدوره الايجابى واسهاماته البارزة فى تحقيق السلام والتفاهم والحوار على المستويات الاقليمية والدولية . وقامت رئيسة جمهورية الهند براتيبا باتيل بتسليم الجائزة للرئيس مبارك فى احتفال كبير اقيم بمقر اقامة الرئيس مبارك بالعاصمة الهندية . وحضر الاحتفال بتسليم الجائزة نائب رئيس الجمهورية حامد أنصارى ورئيس الوزراء مانموهان سينج وعدد من الوزراء وكبار المسئولين الهنود والسيدة سوزان مبارك حرم رئيس الجمهورية والوفد المرافق للرئيس مبارك . كما شهد الرئيس مبارك ومانموهان سينج التوقيع على ست اتفاقيات ومذكرات تفاهم بين البلدين. فقد وقع وزير الخارجية أحمد أبوالغيط ونظيره الهندي برناب موخرجى ثلاث اتفاقيات ومذكرتي تفاهم تشمل الاعفاء المتبادل من تأشيرات الدخول لحاملى جوازات السفر الدبلوماسية والخاصة والمهمة ، وتبادل تسليم المجرمين ، والاعلان الختامى المشترك الصادر عن الزيارة ، بالاضافة الى مذكرة تفاهم للتعاون فى مجال الاستخدام السلمى للفضاء ، ومذكرة تفاهم للتعاون فى مجال الصحة والدواء . في حين وقع وزير التجارة والصناعة رشيد محمد رشيد ونظيره الهندي كمال ناث مذكرة تفاهم للتعاون فى مجال التجارة والتعاون الفني. وكانت قد جرت صباح الثلاثاء مراسم الاستقبال الرسمى للرئيس حسنى مبارك فى القصر الجمهورى الهندى "راشتراباتى بهوان" بوسط العاصمة الهندية نيودلهى ، فى إطار زيارة الدولة التى يقوم بها حاليا للهند. وعقب ذلك توجه الرئيس مبارك إلى ضريح الزعيم الهندى المهاتما غاندى "سماجادى" ،حيث وضع اكليلا من الزهور وسجل كلمة فى سجل زوار الضريح. مبارك: منطقة صناعية للهند بمصر وفي حديث مع صحيفة " ذي تايمز أوف انديا " الهندية الأوسع انتشارا ، أكد مبارك أن آفاق المستقبل لتطور العلاقات المصرية الهندية تبدو مشرقة وواعدة خلال السنوات القليلة القادمة ،مشيرا الى أن علاقات البلدين تقوم على ركائز قوية من التاريخ والمصالح المشتركة الأخذة في الاتساع. وقال الرئيس مبارك في حديثه للصحيفة والذي نشر الثلاثاء أنه تجرى الاتصالات حاليا لانشاء منطقة صناعية للهند في مصر ، كما تجرى مشاورات لابرام اتفاق شامل لتعزيز التعاون في مجال التجارة والاستثمار. (أ ش أ)