أكد وزير الخارجية أحمد أبو الغيط أن علاقة مصر بالسودان أزلية, مشيرا أن مصر تعمل على محورين لحل الأزمة السودانية من خلال السعى إلى تحقيق المصالحة الوطنية وتأجيل أى اتهامات من قبل المحكمة الجنائية الدولية بحق الرئيس السودانى عمر البشير. وقال أبو الغيط ` فى مقابلة خاصة مع برنامج "إتكلم" الذى قدمته الاعلامية لميس الحديدى واذيعت بالقناة الاولى للتليفزيون المصرى مساء الاثنين `"إن السودان تمر بظروف صعبة جدا...فالسودان فيها أكثر من مشكلة..فيها مشكلة خاصة بدارفور وعلاقة الشمال بالجنوب التى تحكمها اتفاقية شاملة وقعت عام 2005 ..ومصر كانت شاهدة على هذه الاتفاقية". ورفض وزيرالخارجية ما تردد عن انسحاب الدورالمصرى عن قضية السودان لاسيما وأن المؤتمر السودانى القادم سيعقد فى العاصمة القطرية الدوحة, موضحا أن المهم ليس فى مكان انعقاد المؤتمر ولكن المهم فى كيفية المساهمة الفاعلة فى حل المشكلة. وأضاف أن السودان يمر بظروف صعبة وخاصة بعد قيام المدعى للمحكمة الجنائية الدولية باتهام الرئيس السودانى عمر البشيرفى قضية دارفور , مؤكدا أهمية دور مصر فى حل الأزمات السودانية وبخاصة أزمة إقليم دارفور والوضع فى الجنوب. وأوضح أبو الغيط أن مصر دعمت الرئيس السودانى عمر البشير, مشيرا أن مصر منذ عدة شهور ومع ظهور اتهام المحكمة الجنائية ضد الرئيس البشير طلبت من الجامعة العربية أن تقوم بجهد مع الأممالمتحدة والاتحاد الإفريقى كى يطبق القانون الاساسى للمحكمة واستغلال المادة 16 من القانون الاساسى للمحكمة والذى يستطيع مجلس الامن من خلالها أن يطلب من المحكمة وضع هذا الأمر جانبا لمدة عام قابل للتجديد. وأضاف أننا خلال هذه الفترة نستطيع بجهد عربى مصرى إفريقى دولى أن نحقق مصالحة فى السودان وبالتالى نعمل على محورين, محور المصالحة ومحور تأجيل أى اتهامات أو أى تناول من قبل المحكمة لهذا الموضوع". وحول اذا ما تأخرت المصالحة وصدرت لائحة الاتهام ضد الرئيس البشير قال وزير الخارجية "إن هذا نتحدث فيه عندما يحدث..ولكن عندنا رؤية هى أنه لا يجوز اتهام رئيس دولة فى ظروف يمر بها المجتمع بكمية توتر, فمشكلة دارفور غاية فى التعقيد". وشدد وزير الخارجية على ضرورة تحقيق الامن والاستقرار للسودان وشعبه وبالشكل الذى يحمى مصالحه, مؤكدا أن هذا السلام والاستقرار ينعكس بشكل مباشر على جيران السودان. عن زيارة الرئيس حسنى مبارك امس إلى جنوب السودان واجتماعه بسلفا كير النائب الاول للرئيس ورئيس حكومة جنوب السودان, قال وزير الخارجية أحمد أبو الغيط إن هذه تعد أول زيارة لرئيس مصرى منذ 46 سنة.. ولم تكن هناك زيارة لانه كان توجد حرب أهلية فى السودان استمرت لسنوات طويلة. وأشار ابو الغيط أن الوضع فى جنوب السودان قد تغير الى حد ما حاليا, موضحا بالقول "إن الرئيس فى طريقه للقاء مع النائب الاول للرئيس السودانى رأينا المستشفى المصري والاطباء المصريين وان نائب الرئيس وكل الوزراء قالوا" انا خريج من مصر وانا أتعالج فى المستشفى بتاعتكوا..هو ده التأثير المصرى", مشيرا أن مصر تتحمل كافة نفقات المستشفى وكافة الاجهزة الموجودة بها من مصر. أكد وزير الخارجية أن مصر تدعم كل جهد سودانى من أجل الوحدة والمصالحة وأنها على استعداد لتقديم ما هو متاح لها من امكانيتها, مشيرا فى هذا الصدد أن مصر بنت فى السنوات الثلاث الماضية 4 محطات لتوليد الكهرباء فى أربع مدن رئيسية بالسودان, وتعطى عشرات ومئات المنح التعليمية, وغير ذلك. وعن الشأن الفلسطينى, قال وزير الخارجية أحمد أبو الغيط إنه على اتصال دائم بالجانب الاسرائيلى بشأن الوضع الانسانى فى قطاع غزة وضرورة فتح المعابر لتخفيف معاناة سكان القطاع. وأكد أن مصر تعمل على تثبيت التهدئة بين الفلسطينيين والإسرائيليين, إلى جانب تحقيق توافق فلسطينى ` فلسطينى, مشيرا أن حماس طلبت عدم المضى مؤقتا فى الجهد المصرى بشأن تحقيق المصالحة الوطنية بين الفصائل الفلسطينية. ورفض وزير الخارجية توجيه الاتهام لأى طرف خارجى بالاسم لإفشال الحوار الفلسطينى الفلسطينى .. وقال إن التأثيرات الخارجية موجودة وهذه التأثيرات يبقى لها توصياتها ونصائحها. وعن قضية المعابر وإغلاقها من جانب إسرائيل, قال وزير الخارجية "إن المعبر هو معبر للافراد ولابد أن نفهم ذلك لأنه بوابة صغيرة عليها أبواب حديدية وان الفلسطينيين يمرون للعمرة والحج والعلاج ...والمسألة تخص السلطة الفلسطينية والاتحاد الاوروبى وإسرائيل .. وأن فتح هذا المعبر غير قانونى من وجهة نظر المجتمع الدولى لأن هذا الأمر يحكمه اتفاق وقرارات دولية". وعن علاقة مصر بالادارة الامريكيةالجديدة بقيادة الرئيس المنتخب باراك أوباما, قال وزير الخارجية إنه من الوارد أن يكون هناك تحسن فى العلاقات المصرية ` الامريكية, مشيرا أنه حينما تتغير الإدارة يتغير المنهج بالكامل. وأضاف أن هناك عناصر تحاول تقطيع العلاقة المصرية ` الامريكية والاوروبية, مطالبا بضرورة الانتظار لحين تولى الادارة الامريكيةالجديدة .. للحكم على مدى التزامها فى تسوية عاجلة ونشطة للمسألة العراقية وخروج القوات وترك عراق قادر على العيش وكذلك حل مشكلة أفغانستان والتركيز على تسوية للقضية الفلسطينية وبالتالى تحقيق الاستقرار فى منطقة الشرق الاوسط وكذلك الملف النووى الإيرانى وغير ذلك. (أ ش أ)