لعل ثلث الأميركيين سيكون أدلى بصوته قبل حلول موعد يوم الانتخابات الرئاسية الموافق هذا العام 4 نوفمبر/ تشرين الثاني المقبل. ويعكف المسئولون عن الانتخابات في الولايات، نظراً لتوقعهم إقبال أعداد لم يسبق لها مثيل على التصويت في معظم أنحاء البلد، على تشجيع السكان على تجنب الوقوف في صفوف طويلة يوم الانتخابات من خلال التصويت قبل حلوله إما عن طريق استعمال بطاقات اقتراع الغائبين المرسلة بالبريد أو من خلال المرور شخصياً على أحد مراكز الاقتراع قبل موعد يوم الانتخابات. ويشير مركز المعلومات الخاصة بالتصويت المبكر في جامعة ريد في بورتلاند، بولاية أوريغون، إلى أن هناك 31 ولاية تسمح لسكانها بالتصويت شخصياً قبل حلول موعد يوم الانتخابات بدون تقديم أي عذر يوضح سبب عدم استطاعتهم الإدلاء بأصواتهم يوم الانتخابات. وتسمح بعض الولايات للسكان بتسليم ورقة الاقتراع الخاصة بالغائبين في مكان محدد، في حين يتيح البعض الآخر للناخبين الإدلاء بأصواتهم على نفس الآلات التي تستخدم يوم الانتخابات. كما تسمح الولايات للمواطنين بطلب وإعادة بطاقات الاقتراع عبر البريد. وأسلوب استخدام بطاقات الاقتراع عبر البريد هو الأسلوب الرئيسي الذي يستخدمه أفراد القوات المسلحة وغيرهم من الأميركيين الذين يعيشون خارج الولاياتالمتحدة. وفي حين يفرض بعض الولايات على الناخبين تقديم إيضاح يشرح سبب عدم تمكنهم من الذهاب إلى مراكز الاقتراع يوم الانتخابات، تسمح 28 ولاية لهم بالإدلاء بأصواتهم بواسطة البطاقات المرسلة بالبريد قبل يوم الانتخابات بدون تقديم أي عذر. أما في ولاية أوريغون، فيصوت جميع السكان بواسطة بطاقات ترسل عبر البريد. وهناك أسباب كثيرة تدعو الأميركيين إلى التصويت قبل حلول يوم الانتخابات أو إلى التصويت عبر البريد. ومن هذه الأسباب كون يوم الانتخابات ليس يوم عطلة قومية، ما يعني أنه يتعين على الكثير من الناخبين الذهاب إلى أماكن عملهم أو دراستهم في ذلك اليوم. كما أن بعض الناخبين يفضلون استخدام البريد لأن ذلك يوفر لهم وقتاً أطوال للتفكير بالقضايا وجمع المعلومات عنها أثناء ملئهم بطاقات الاقتراع. وخلق ازدياد عدد من يعتمدون التصويت المبكر والتصويت بواسطة بطاقات الناخبين الغائبين تحديات جديدة لمن يخوضون الحملات الانتخابية. فقد كانت استراتيجيات الحملات الانتخابية المألوفة هي التوجه نحو محاولة إقناع الناخبين الذين لم يتخذوا قرارهم بعد في اليومين أو الثلاثة أيام الأخيرة السابقة ليوم الانتخابات، وقد يصبح من الضروري الآن توسعة هذه الإستراتيجية للوصول إلى الناخبين الذين يبكرون في الإدلاء بأصواتهم ومحاولة استقطابهم. وتستخدم كل من حملتي جون ماكين وباراك أوباما الانتخابية تكتيكات جديدة في تسجيل الناخبين وحثهم على المشاركة في الانتخابات لضمان أصوات الناخبين الذين يدلون بأصواتهم قبل حلول يوم الانتخابات. وقد نظم مؤيدو أوباما في ولاية أوهايو وسائل نقل لإيصال الناخبين إلى المراكز المحددة للناخبين الذين لا يريدون انتظار يوم الانتخابات. أما مؤيدو ماكين فيقومون بزيارة الناخبين الذين طلبوا أوراق الاقتراع الخاصة بالغائبين. ويشير المسئولون عن الانتخابات في مختلف أنحاء الولاياتالمتحدة إلى أدلة تشير إلى أن حجم التصويت المبكر والتصويت عبر أوراق الاقتراع الخاصة بالغائبين سيفوق العام 2008 ما كان عليه في الأعوام السابقة. وذكرت صحيفة «نيويورك تايمز» في 17 أكتوبر أن عدد سكان كولورادو الذين طلبوا بطاقات اقتراع مخصصة للغائبين وصل حتى الآن إلى 1.4 مليون من أصل ال 3.2 مليون نسمة الذين يشكلون مجمل عدد الناخبين المسجلين في الولاية، وهو عدد يفوق كثيراً ال 668 ألف شخص الذين استخدموا تلك البطاقات العام 2004. وقبل أسبوعين من موعد الانتخابات أشار استطلاع جديد للرأي أن أوباما يتقدم ب 9 نقاط على منافسه ماكين. فقد بيّنت نتائج استطلاع لصحيفة «واشنطن بوست» بالتعاون مع شبكة «أي بي سي» تقدُم أوباما بفارق 9 نقاط عن ماكين، إذ نال الأول تأييد 53 % والثاني 44 % بين المرشحين المحتملين في تراجع نقطة واحدة عن الاستطلاع الأخير للصحيفة. أوباما يترك الحملة لزيارة جدته المريضة في هاواي قال مساعد لمرشح الحزب الديمقراطي في انتخابات الرئاسة باراك أوباما إنه سيغادر قطار الحملة الانتخابية لأيام قليلة للذهاب إلى هاواي هذا الأسبوع لزيارة جدته المريضة التي ساعدت في تنشئته. وقال روبرت جيبس وهو مساعد بارز لأوباما للصحافيين «جدته مرضت أخيراً وفي الأيام القليلة الماضية تدهورت صحتها إلى حد أن حالتها أصبحت خطيرة جداً». وساعدت مادلين دنهام جدة أوباما... التي ستبلغ 86 عاماً يوم الأحد... في تنشئته مع والدته آن دنهام وجده ستانلي دنهام. ولم يشأ جيبس أن يناقش طبيعة مرضها. وقرر أوباما إلغاء رحلتين ضمن حملته الانتخابية إلى ماديسون بولاية ويسكونسن وإلى دي موان بولاية أيوا، كان من المقرر أن يقوم بهما غداً (الخميس). وبدلاً من ذلك سيقوم برحلة إلى إنديانا بوليس في إنديانا (الخميس) ثم يطير إلى هاواي لرؤية جدته.