تفاعلت دعوة نقابة العاملين في شركة البترول الوطنية الى تنفيذ اضراب شامل الاحد المقبل على الساحة المحلية امس. فقد توالى اعلان النقابات والاتحادات النقابية تضامنها وتأييدها لاضراب النقابة، واخرها اعلان الاتحاد الوطني لعمال وموظفي الكويت، تأييده لاجراءات النقابة ودعمه لاضرابها. وقال الاتحاد في بيان التأييد ان الشركة تخلت عن الطبقة العاملة، وان لا مخرج من الازمة بينها وبين النقابة، الا بتحقيق جميع مطالب النقابة. في غضون ذلك، وصف مجلس ادارة شركة البترول الوطنية دعوة النقابة الى الإضراب، بانها «غير مبررة وتتعارض مع الاتفاقات الموقعة معها». وفند رئيس مجلس ادارة الشركة والعضو المنتدب جمال الزنكي البنود التي طرحتها النقابة في بيانها الذي دعت فيه عمال الشركة الى الاضراب. شركة البترول ترد على النقابة: الإضراب يخالف الاتفاقيات الموقعة الزنكي: الشركة لا تقتر على العمال ورقّت أكثر من ألفي موظف خلال 3 سنوات كونا- اكد رئيس مجلس الادارة والعضو المنتدب في شركة البترول الوطنية الكويتية فاروق الزنكي ان دعوة نقابة عمال الشركة الى الاضراب غير مبررة وتتعارض مع الاتفاقيات الموقعة معها. وقال الزنكي في رسالة وجهها الى جميع العاملين بالشركة ردا على بيان النقابة الداعي الى الاضراب: «لقد تلقينا ببالغ الاسف بيان الدعوة للاضراب الصادر عن مجلس ادارة نقابة العاملين في شركة البترول الوطنية الكويتية بتاريخ 14 اكتوبر الجاري، ولا شك في أنكم قد فوجئتم كما فوجئنا بتلك الدعوة غير المبررة لتعارضها مع الاتفاقيات الموقعة مع النقابة التي تحدد الالتزام بآليات التفاوض والتوفيق واخيرا التحكيم وفق قوانين ولوائح الدولة المرعية». واضاف: «لا شك في أنكم قد لاحظتم احتواء البيان على العديد من المغالطات وتحريف الوقائع، فليس صحيحا ان ادارة الشركة تنتهج تقتيرا واضحا على العاملين»، مشيرا الى ان هذه الادارة هي التي قامت بالتعاون مع النقابة على مدى السنوات الثلاث الماضية، بمراجعة واعادة تقييم العشرات من الوظائف التي نتج عنها ترقية اكثر من ألفي موظف كويتي من مختلف الدوائر، منهم حوالي 612 في دوائر العمليات فقط». الدرجات واشار الزنكي الى انه في ما يتعلق بموضوع توحيد الدرجات في شركات القطاع النفطي للوظائف التي تتشابه في طبيعة العمل ومتطلبات الوظيفة، فان ادارة الشركة لم ترفض هذا الامر على الاطلاق، بل سعت للعمل مع مؤسسة البترول الكويتية والشركات الزميلة لدراسة الحالات التي تتشابه في نوعية العمل ومتطلبات الوظيفة، من اجل وضع آلية لتوحيد تلك الوظائف على اسس من العدالة والانصاف لجميع العاملين في شركات القطاع وعدم اقتصارها على دائرة او قسم محدد في شركة البترول الوطنية فقط. وتابع قائلا «لقد نهجت الادارة الحالية لنقابة العاملين بشركة البترول الوطنية الكويتية مسلكا ضارا لا يخدم مصالح جموع العاملين سواء في الشركة او في القطاع النفطي، كما انها لجأت الى التصعيد من دون مبرر وفي ظل ظروف صعبة لا تخفى عليكم، اضافة لالحاقها الضرر بسمعة القطاع النفطي محليا وعالميا وعدم رغبة ممثلي النقابة في انتظار وضع آلية لتوحيد الدرجات للوظائف المتشابهة في القطاع النفطي وهي فترة لا تتجاوز ثمانية اسابيع». آلية وذكر رئيس مجلس الادارة والعضو المنتدب في شركة البترول الوطنية فاروق الزنكي في الرسالة التي وجهها الى العاملين في الشركة «اننا اكدنا لرئيس نقابة العاملين بالشركة في لقاءات عدة سابقة كان آخرها بحضور الرئيس التنفيذي لمؤسسة البترول الكويتية في الاجتماع الذي عقد يوم الاربعاء الموافق 15 اكتوبر الجاري، ان توحيد الدرجات المتشابهة في طبيعتها ومتطلباتها هو امر محسوم، والمتبقي فقط وضع الآلية التي تتعامل مع الاختلافات بهدف حلها بروح المسؤولية، وبما لا يؤدي لخلق اختلافات وحالات تباين جديدة في اي من شركات القطاع النفطي». واكد ان رفض ادارة نقابة العاملين في شركة البترول الوطنية الكويتية الانتظار لفترة وجيزة حتى يتم الانتهاء من وضع آلية للتوحيد ودعوتها للاضراب يمثل قفزا على المراحل التي رسمتها الاتفاقية مع النقابة، ولا يصب في مصلحة العاملين بالشركة والقطاع النفطي ويلقي بظلال الشك على اهداف الدعوة لاضراب يؤدي فقط لخلق ازمة جديدة، الكويت والاقتصاد الكويتي في غنى عنها. صوت العقل ودعا «جميع العاملين في الشركة الى التكاتف وتقدير المسؤولية الجسيمة الملقاة على عاتقنا جميعا والثقة بان تحسين ظروف العمل والعاملين هو في قائمة اولوياتنا سواء ما يتعلق منها بامور التوحيد او التوسع في مشاريع واعمال القطاع وخلق المزيد من فرص العمل المجدية، بما يخدم المصالح الحقيقية للشعب الكويتي ويحقق الازدهار لكويتنا الغالية، وما يدلل على مصداقية ذلك، وحرصنا الدائم وحواراتنا البناءة السابقة مع الاخوة في النقابات الاخرى، والتي ادت الى تحقيق زيادة الرواتب في القطاع النفطي وغيرها من الانجازات الاخرى، وما زلنا نتمسك بهذه الروح والمنهجية». واضاف «انني على ثقة بانكم ستستمعون، كما عهدناكم دائما، لصوت العقل وتقدير المصلحة العامة وستبتعدون عن الاصوات الداعية للتأزيم، والتي لم ولن تحقق سوى اثارة البلبلة والفوضى التي نحن جميعا في غنى عنها، واود ان اؤكد لكم ان ابوابنا دائما مفتوحة للحوار البناء ولن تغلق ابدا». نقابة صناعة الكيماويات: مع عمال البترول حتى ينالوا حقوقهم اعلنت نقابة عمال شركة صناعة البتروكيماويات البترولية تضامنها مع نقابة عمال شركة البترول الوطنية في مطالبها التي قررت اضرابا من اجل نيلها الاحد المقبل. وقال نائب رئيس النقابة جاسم العتيبي في تصريح صحفي ان من الواجب على القيادات النفطية الحالية ان تؤمن بأحقية العاملين في المطالبة بحقوقهم التي كفلها لهم القانون والدستور، والا تتجه بمستوى العمل في القطاع النفطي الى طريق مظلم ومجهول، الامر الذي يخلق بيئة عمل غير صحية وغير مريحة للعاملين في جميع القطاعات النفطية، وذلك دون اعتبار لاهمية تنمية وبناء العنصر البشري، واعطائهم المميزات التي تحفزهم على روح المبادرة والعمل الجاد. وانتقد العتيبي سياسة المؤسسة والشركات النفطية الرامية الى زيادة الجمود الوظيفي في بعض الدوائر والتأخير في الدرجات التي تعتبر من اهم وابسط حقوق العاملين. واختتم تصريحه بمطالبة مؤسسة البترول الكويتية وشركة البترول الوطنية بايصال الحقوق الى اصحابها، وتلبية مطالب العاملين في شركة البترول الوطنية والشركات النفطية الاخرى، وليفهم الجميع ان الحقوق لن تضيع، ونحن في القطاع النفطي يدا بيد لما فيه خير ومنفعة عمالنا، ولا بد من تقديرهم وتحفيزهم بدل تهميش مطالبهم، مكررين تأييدنا لجميع الخطوات التي يتخذها مجلس ادارة نقابة البترول بهدف الوصول الى الحقوق المنشودة. اتحاد العمال متضامناً مع نقابة «البترول الوطنية»: عصب الاقتصاد الوطني يُدار بالتنفيع والمصالح شدد رئيس الاتحاد الوطني لعمال وموظفي – الكويت خالد الطاحوس على الدعم الكامل لإجراءات نقابة عمال شركة البترول الوطنية الداعية إلى إضراب بعد غد الأحد وذلك بعد ان تم استنفاد المفاوضات التي استمرت عاماً كاملاً مع إدارة شركة البترول الوطنية. وقال في بيان تلقت «القبس» نسخة منه ان الشركة تخلت عن الطبقة العاملة في المؤسسة ومارست دور المماطلة والتسويف، معتقدة ان مثل هذه الأساليب ستمر مرور الكرام على المنظمة النقابية التي تصدت لمثل هذا الالتفاف من خلال دعوة العمال إلى إضراب شامل ملتزمين بالاتفاقيات الدولية التي صادقت عليها الحكومة التي تؤكد أحقية الدعوة إلى الإضراب بعد فشل المفاوضات. وأشار الطاحوس إلى أنه لا مخرج من الأزمة الحالية لا بتحقيق العدل والمساواة بين العمال في القطاع النفطي من خلال توحيد سلم الدرجات أسوة بالعمال في القطاعات النفطية الأخرى الذين يفوقهم عمال شركة البترول الوطنية بكمية العمل وحجم المسؤولية ودرجة الخطورة، ولن نقبل أن تقابل كل هذه التضحيات العمالية والتفاني بالنكران والجحود وسلب أبسط حقوق الطبقة العاملة في هذه المصافي النفطية ذات البيئة الملوثة والخطورة المحدقة والإصابات المتكررة. وحمل الطاحوس إدارة الشركة المسؤولية الكاملة لما تعرضت له المصافي النفطية من حوادث في الأشهر الماضية أودت بحياة عدد من عمال الصيانة بالإضافة إلى 14 عاملاً معظم إصاباتهم بالغة نتيجة رداءة شركات الصيانة التي ترسو عليها المناقصات وتقوم ببيعها في الباطن إلى شركات غير مختصة بالمصافي وبأجور عمالية منخفضة وكل ذلك يجري تحت مرأى ومسمع إدارة شركة البترول الوطنية! أين تطبيق الجزاءات على هذه الشركات؟ أين دور المؤسسة بالمحافظة على الثروة الوطنية؟ أين قيادات المؤسسة بالمحافظة على أرواح أبناء الكويت؟ كل ذلك يجري في مؤسسة البترول وكأن الأمر لا يعنيهم في شيء والشركات المتنفذة لا أحد يستطيع مواجهتها أو تطبيق أي عقوبة عليها، وفي الجانب الآخر نجد القيادات في المؤسسة تتوعد وتهدد بأن الإضراب لن يؤثر على سير العمل في المصافي وكأن عمال البترول لا دور لهم في إدارة هذه المصافي والعمل على تشغيلها. وتساءل بالقول: هل يعقل أن تقوم الشركة بخصخصة محطات الوقود وتصادر حقوق 120 عاملاً كويتياً ولا تمنحهم درجات أسوة بزملائهم العاملين؟ ومن يدفع إلى انتهاك حقوق العمال بهذه الطريقة البشعة ويسعى لتصعيد الأمور مع المنظمة النقابية التي لن تتخلى عن حقوق عمالها مهما كان الثمن الذي تريد الوصول إليه قيادات المؤسسة التي ستدفع ثمن تلاعبها بحقوق العمال وسنتصدى لها كقوى نقابية من خلال التفافنا حول نقابة شركة البترول الوطنية التي نعتز بدورها وتاريخها المشرف ولن نترك هذا المعقل العمالي الحر يواجه الأزمة بمفرده فسنكون بجانبه دفاعاً عن الحقوق النقابية. وأوضح الطاحوس ان من يتحمل مسؤولية الإضراب بكل نتائجه الحكومة وإدارة الشركة لأنهما استدارتا في وجهة حقوق العمال وانهمكتا بالترويج للمصفاة الرابعة التي تحوم حولها الشبهات لتنفيع بعض المتنفذين وذلك على حساب المال العام، إن تجاهل إرادة الطبقة العاملة سيكون لها صدى يوم الإضراب وعلى الكل أن يتحمل مسؤولياته.