تنسيق الثانوية العامة 2025 ..شروط التنسيق الداخلي لكلية الآداب جامعة عين شمس    فلكيًا.. موعد إجازة المولد النبوي 2025 في مصر و10 أيام عطلة للموظفين في أغسطس    رسميًا بعد التحرك الجديد.. سعر الدولار مقابل الجنيه المصري اليوم الجمعة 1 أغسطس 2025    5 أجهزة كهربائية تتسبب في زيادة استهلاك الكهرباء خلال الصيف.. تعرف عليها    أمازون تسجل نتائج قوية في الربع الثاني وتتوقع مبيعات متواصلة رغم الرسوم    إس إن أوتوموتيف تستحوذ على 3 وكالات للسيارات الصينية في مصر    حظر الأسلحة وتدابير إضافية.. الحكومة السلوفينية تصفع إسرائيل بقرارات نارية (تفاصيل)    ترامب: لا أرى نتائج في غزة.. وما يحدث مفجع وعار    الاتحاد الأوروبى يتوقع "التزامات جمركية" من الولايات المتحدة اليوم الجمعة    باختصار.. أهم الأخبار العالمية والعربية حتى منتصف الليل.. مستندات المؤامرة.. الإخوان حصلوا على تصريح من دولة الاحتلال للتظاهر ضد مصر.. ومشرعون ديمقراطيون: شركات أمنية أمريكية متورطة فى قتل أهل غزة    مجلس أمناء الحوار الوطنى: "إخوان تل أبيب" متحالفون مع الاحتلال    حماس تدعو لتصعيد الحراك العالمي ضد إبادة وتجويع غزة    كتائب القسام: تدمير دبابة ميركافا لجيش الاحتلال شمال جباليا    عرضان يهددان نجم الأهلي بالرحيل.. إعلامي يكشف التفاصيل    لوهافر عن التعاقد مع نجم الأهلي: «نعاني من أزمة مالية»    محمد إسماعيل يتألق والجزيرى يسجل.. كواليس ودية الزمالك وغزل المحلة    النصر يطير إلى البرتغال بقيادة رونالدو وفيليكس    الدوري الإسباني يرفض تأجيل مباراة ريال مدريد أوساسونا    المصري يفوز على هلال الرياضي التونسي وديًا    انخفاض درجات الحرارة ورياح.. بيان هام من الأرصاد يكشف طقس الساعات المقبلة    عملت في منزل عصام الحضري.. 14 معلومة عن البلوجر «أم مكة» بعد القبض عليها    بعد التصالح وسداد المبالغ المالية.. إخلاء سبيل المتهمين في قضية فساد وزارة التموين    حبس المتهم بطعن زوجته داخل المحكمة بسبب قضية خلع في الإسكندرية    ضياء رشوان: إسرائيل ترتكب جرائم حرب والمتظاهرون ضد مصر جزء من مخطط خبيث    عمرو مهدي: أحببت تجسيد شخصية ألب أرسلان رغم كونها ضيف شرف فى "الحشاشين"    عضو اللجنة العليا بالمهرجان القومي للمسرح يهاجم محيي إسماعيل: احترمناك فأسأت    محيي إسماعيل: تكريم المهرجان القومي للمسرح معجبنيش.. لازم أخذ فلوس وجائزة تشبه الأوسكار    مي فاروق تطرح "أنا اللي مشيت" على "يوتيوب" (فيديو)    تكريم أوائل الشهادات العامة والأزهرية والفنية في بني سويف تقديرا لتفوقهم    تمهيدا لدخولها الخدمة.. تعليمات بسرعة الانتهاء من مشروع محطة رفع صرف صحي الرغامة البلد في أسوان    النزول بالحد الأدنى لتنسيق القبول بعدد من مدارس التعليم الفني ب الشرقية (الأماكن)    الزمالك يهزم غزل المحلة 2-1 استعدادًا لانطلاقة بطولة الدوري    اصطدام قطار برصيف محطة السنطة وتوقف حركة القطارات    موندو ديبورتيفو: نيكولاس جاكسون مرشح للانتقال إلى برشلونة    مجلس الشيوخ 2025.. "الوطنية للانتخابات": الاقتراع في دول النزاعات كالسودان سيبدأ من التاسعة صباحا وحتى السادسة مساء    «إيجاس» توقع مع «إيني» و«بي بي» اتفاقية حفر بئر استكشافي بالبحر المتوسط    مجلس الوزراء : السندات المصرية فى الأسواق الدولية تحقق أداء جيدا    فتح باب التقدم للوظائف الإشرافية بتعليم المنيا    رئيس جامعة بنها يصدر عددًا من القرارات والتكليفات الجديدة    أحمد كريمة يحسم الجدل: "القايمة" ليست حرامًا.. والخطأ في تحويلها إلى سجن للزوج    فوائد شرب القرفة قبل النوم.. عادات بسيطة لصحة أفضل    متى يتناول الرضيع شوربة الخضار؟    تكريم ذوي الهمم بالصلعا في سوهاج.. مصحف ناطق و3 رحلات عمرة (صور)    حركة فتح ل"إكسترا نيوز": ندرك دور مصر المركزى فى المنطقة وليس فقط تجاه القضية الفلسطينية    أمين الفتوى يوضح أسباب إهمال الطفل للصلاة وسبل العلاج    الداخلية: مصرع عنصر إجرامي شديد الخطورة خلال مداهمة أمنية بالطالبية    الإفتاء توضح كفارة عدم القدرة على الوفاء بالنذر    الشيخ خالد الجندى: من يرحم زوجته أو زوجها فى الحر الشديد له أجر عظيم عند الله    الوطنية للصلب تحصل على موافقة لإقامة مشروع لإنتاج البيليت بطاقة 1.5 مليون طن سنويا    وزير الخارجية الفرنسي: منظومة مساعدات مؤسسة غزة الإنسانية مخزية    ممر شرفى لوداع لوكيل وزارة الصحة بالشرقية السابق    رئيس جامعة بنها يشهد المؤتمر الطلابي الثالث لكلية الطب البشرى    حملة «100 يوم صحة»: تقديم 23 مليونًا و504 آلاف خدمة طبية خلال 15 يوماً    تنسيق الجامعات 2025.. تفاصيل برنامج التصميم الداخلي الإيكولوجي ب "فنون تطبيقية" حلوان    وزير الصحة يعلن تفاصيل زيادة تعويضات صندوق مخاطر المهن الطبية    طارق الشناوي: لطفي لبيب لم يكن مجرد ممثل موهوب بل إنسان وطني قاتل على الجبهة.. فيديو    أمانة الاتصال السياسي ب"المؤتمر" تتابع تصويت المصريين بالخارج في انتخابات الشيوخ    حالة الطقس ودرجات الحرارة المتوقعة اليوم الخميس 31-7-2025    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



روشتة لخروج مصر من القائمة السوداء للعمالة
نشر في الأهرام المسائي يوم 01 - 04 - 2011

شهدت السنوات الماضية العديد من الاحتجاجات العمالية نتيجة انتهاكات حقوق العمال في العديد من مواقع العمل بالمصانع وشركات القطاعين العام والخاص‏,‏ وفي المقابل تخاذلت الكيانات النقابية العامة ووزارة القوي العاملة في الدفاع عن حقوق العمال بل كانت طرفا داعما لانتهاك حقوقهم‏,‏
مما أدي في النهاية لدخول مصر القائمة الدولية السوداء للدول الأكثر انتهاكا للحريات النقابية وحقوق العمال‏.‏ ومع بدء عهد جديد تشهده مصر بعد ثورة‏25‏ يناير تبحث القيادات العمالية عن حلول واجراءات خروج مصر من القائمة السوداء خاصة بعد إعلان وزير القوي العاملة الجديد الدكتور أحمد حسن البرعي اتخاذ خطوات جادة لضمان خروج مصر من هذه القائمة لتحسين أوضاع العمال في الداخل وتحسين صورة مصر في الخارج‏.‏
البداية
في البداية يقول كمال عباس المنسق العام لدار الخدمات النقابية والعمالية إن تصنيف منظمة العمل الدولية لمصر ضمن أسوأ خمس وعشرين دولة في القائمة السوداء للعمالة علي المستوي الدولي جاء بعد فشل الحكومة في إدارة الأزمة مع العمال وتدهور وضع العمال المادي‏,‏ وتراجع الحريات النقابية‏,‏ علاوة علي تدخل قوات الأمن لفض اعتصامات العمال بالقوة واعتقال البعض‏,‏ فضلا عن إصرار الحكومة نفسها ممثلة في وزارة القوي العاملة والهجرة في التدخل في شئون التنظيمات النقابية‏.‏
وقال إن القائمة السوداء للعمالة تضم الدول التي ترفض التعددية النقابية وإطلاق حرية التنظيم النقابي العمالي لمواطنيها والتي لا تتخذ اجراءات صارمة لوقف الانتهاكات التي يتعرض لها العمال بها سواء في حقوقهم المادية أو النقابية‏.‏
وهو ما ينطبق علي مصر بل ويزيد عليه إصرار وزارة القوي العاملة في السابق التدخل في شئون النقابات العمالية‏.‏
وأكد عباس أن أول خطوة في الخروج من القائمة السوداء التي كانت مصر مدرجة فيها منذ عام‏2008‏ بدأ بإعلان وزير القوي العاملة الحالي أمام المدير العام لمنظمة العمل الدولية ومنها اتخاذ مجموعة اجراءات قانونية وسياسية منها إلغاء القانون رقم‏35‏ لسنة‏1976‏ وتعديلاته عام‏1995‏ وهو ما لا يتفق مع الاتفاقيات الدولية لعامي‏1987‏ و‏1989‏ بشأن الحريات النقابية والحق في التنظيم والمفاوضة الجماعية‏.‏ ومطلوب بشكل عاجل إصدار قرار من المجلس الأعلي للقوات المسلحة بإلغاء هذا القانون وإقرار مشروع القانون الجديد لأن الوقت غير كاف لحين اعلان مجلس الشعب الجديد‏.‏ كما يتطلب الخروج من القائمة السوداء إزالة القيود الموجودة في القانون‏12‏ لسنة‏2003‏ فيما يخص الحق في الإضراب عن العمل‏.‏
وأضاف أن السبب الرئيسي في دخول مصر القائمة السوداء لانتهاكات حقوق العمال الاجراءات التعسفية من قبل اصحاب الأعمال وتخاذل الاتحاد العام للعمال عن الدفاع عنهم ثم قيود وزارة القوي العاملة علي حق العمال في تنظيم نقابات مستقلة تدافع عنهم‏.‏ وبسبب هذه الاجراءات كانت منظمة العمل الدولية تستعد قبل الثورة لإحالة ملف مصر إلي الأمم المتحدة لاتخاذ اجراءات دولية لرفع هذه الانتهاكات‏,‏ خاصة مع تصاعد حدة العنف ضد العمال واتجاه وزيرة القوي العاملة السابقة عائشة عبد الهادي لوقف أي تنظيمات عمالية جديدة‏.‏ كما أن منظمة العمل الدولية كانت قد أوقفت تعاملاتها مع اتحاد العمال المصري علي مدي ال‏15‏ شهرا الماضية بسبب اتهام اتحاد العمال المنظمة الدولية بأنها تدعم النقابات المستقلة علي حسابهم وأن اتحاد العمال كان يؤكد في السابق رفضه التعددية النقابية بما يتعارض مع مباديء ثورة‏25‏ يناير التي طالبت بالحرية‏.‏ وكانت عبد الهادي قد تعرضت لهجوم عنيف خلال حضورها أحد اجتماعات منظمة العمل الدولية وواجهت انتقادات حادة لمصر بسبب انتهاكات حقوق العمال‏,‏ لكنها فور عودتها لمصر أعدت مجموعة إجراءات لوقف تصعيد المشاكل العمالية داخل مصر وشكاوي تقييد الحريات النقابية خارج مصر‏,‏ وهددت العديد من القيادات العمالية وكانت تمهد لإغلاق دار الخدمات النقابية‏.‏
القمع الأمني
وأضاف عباس أن التدخلات لم تقف عند حد تدخل وزارة القوي العاملة في السابق فقط بل تعدي الأمر لتدخلات الأمن في شئون النقابات العمالية القائمة‏,‏ فضلا عن تهديدات الأمن للعمال الذين انتهكت حقوقهم وسعوا للمطالبة بها‏,‏ وكانت الأجهزة الأمنية تلجأ إلي العنف في فض لاعتصامات والاضرابات‏,‏ ومن أشهرها اعتصام موظفي وعمال شركة النوبارية وشركة المعدات التليفونية وأمونسيتو عندما اعتصموا أمام مجلسي الشعب والشوري‏,‏ حيث تم فض الاعتصام بالقوة وتهديد المعتصمين بالاعتقال‏.‏
وقال إن وضع حد أدني للأجور في مصر يعد مدخلا أساسيا لأي إصلاح إداري وأن إصلاح الخلل في سوق العمل لن يكون بدون تحديد الأجور الذي يعتبر مدخلا لمحاربة الفساد‏,‏ ويجب أن تهدف سياسة الأجور ألا يكون هناك عمال فقراء‏.‏
وبالتالي تجب إعادة هيكلة الأجور‏,‏ فإن وضع العامل أو الموظف لن يتحسن طالما أن الحوافز والمكافآت تمثل نسبة أعلي بكثير من الأجر الأساسي‏,‏ فمهما
تحسن مستوي دخل الفرد فلن يحمي العامل عند المعاش لأنه عندما يصل إلي سن التقاعد الذي يتقاضي فيه معاشه علي أساس الأجر الاساسي نكون قد حكمنا عليه بانخفاض مستوي معيشة اسرته وأدخلناه في زمرة الفقراء‏,‏ وحول إذا ما كانت عمالة الأطفال سببا في دخول مصر هذه القائمة السوداء يقول عباس ان منظمة العمل الدولية سبق وطالبت الحكومة المصرية‏,‏ بمضاعفة جهودها لمكافحة عمالة الأطفال وتقديم معلومات عن تطبيق الاتفاقيات الدولية الخاصة بعمالة الأطفال‏,‏ خاصة اتفاقية الحد الأدني للسن رقم‏138,‏ الصادر عام‏1973‏ وصدقت عليها مصر عام‏1999,‏ لكن عمالة الأطفال ليست ضمن شروط دخول الدول القائمة السوداء فهي معنية فقط بالحريات العمالية وانتهاك حقوقهم المادية‏.‏
وأشار إلي أنه بحسب احصائيات دولية فإن نحو‏6%‏ من الأطفال الذين تتراوح اعمارهم بين‏14,5‏ سنة يشاركون في انشطة العمل بمصر‏,‏ وان‏78%‏ منهم يعملون في القطاع الزراعي بالريف والصناعات الثقيلة مثل صناعة الطوب والمنسوجات والجلود‏,‏ وكعمال في مصانع السجاد‏.‏
وكانت منظمة العمل الدولية طالبت الحكومة المصرية بتقديم معلومات عن الانتهاكات التي تحدث للأطفال ومن بينها انتهاكات حظر الأعمال الخطرة‏,‏ والكشف عنها من قبل مفتشي العمل بوزارة القوي العاملة‏.‏
تدخل خارجي
وقال عبدالرحمن خير نائب رئيس الاتحاد المحلي لعمال محافظة حلوان ان ادراج مصر من البداية ضمن القائمة السوداء لانتهاكات حقوق العمال كان شكلا من اشكال آليات الضغط الخارجي علي مصر‏,‏ ففي حين تم ادراج اسم مصر ضمن هذه القائمة نجد أن الولايات المتحدة الامريكية لم توقع إلا علي أربع اتفاقيات دولية لحقوق العمال في حين ان مصر وقعت علي أكثر من ستين اتفاقية دولية‏,‏ كما أن اوروبا التي تتشدق بحقوق الإنسان ظروف العمالة لديها اسوأ مما يحدث في مصر‏,‏ وهذه القائمة السوداء تتصدرها المملكة العربية السعودية والولايات المتحدة الامريكية ولا تمثل اي مشكلة لكلا الدولتين‏.‏
وأكد خالد علي مدير المركز المصري للحقوق الاقتصادية والاجتماعية‏,‏ ان اعلان وزير القوي العاملة خروج مصر من القائمة السوداء يعد خطوة مهمة جدا ليس في تاريخ الحركة العمالية لكن في تاريخ مصر الاجتماعي ايضا‏,‏ ولو كان هناك وجود حقيقي للنقابات في مصر لما ظهرت كل هذه المطالب الفئوية قبل وبعد الثورة‏.‏
وقال إن منظمة العمل الدولية رصدت بعض النقاط المتعلقة بقانون النقابات الذي يعطي الحق لوزير القوي العاملة في الدعوة للانتخابات العمالية وهو ما يخالف اتفاقيات العمل التي تري في ذلك تدخلا يحد من استقلالية العمل النقابي‏,‏ إلا أن الوزير اعط تفويضا لرئيس اتحاد العمال للقيام بهذا الدور‏,‏ كما أن هناك ملاحظات تتعلق بقانون العمل والذي صدر قبل‏7‏ سنوات وربما تحتاج بعض بنوده إلي تعديل‏,‏ إضافة إلي ملاحظات اخري متعلقة بحق الاضراب حيث يسمح القانون الحالي بالتدخل ووضع شروطا للإضراب في حين ان القاعدة ان الاضراب لا يحتاج إلي موافقة مسبقة‏,‏ وتضمنت ملاحظات المنظمة ايضا ضرورة تعديل المادة‏69‏ من قانون العمل لكي تكفل عدم معاقبة العمال الذين اشتركوا في اضراب بدعوي ان الإخطار لم يكن محددا مدته‏,‏ لأن القانون الدولي لا يلزم منظمات الأعمال ان تحدد مدة الإضراب من اساسه‏.‏
ومن أهم تلك الملاحظات هي ضرورة اعتراف مصر بالتعددية النقابية لأن مصر وقعت علي اتفاقية العمل الدولية التي تنص علي حق التعدد النقابي‏,‏ وبالتالي اصبح علي مصر ضرورة الالتزام بالنص علي حق الانضمام إلي منظمات يختارها العمال بانفسهم خارج الهيكل النقابي القائم‏,‏ ولكن حسين مجاور رئيس اتحاد العمال يهاجم دوما العمال الداعين لتشكيل نقابات مستقلة والنقابات المستقلة القائمة واولها نقابة الضرائب العقارية التي نشأت كأول نقابة مستقلة في مصر‏,‏ وسارع بالاعلان عن انشاء نقابة جديدة للضرائب داخل الاتحاد في محاولة لمنع انشاء النقابة المستقلة‏,‏ بالتالي دعت كل هذه الملاحظات المنظمة لإعلان مصر ضمن القائمة السوداء لمساندة العمال‏.‏
نقابات مستقلة
وأكد خالد علي أن المطلوب حاليا اجراءات فورية لإطلاق حريات تأسيس التنظيمات النقابية وإطلاق الحق لها في التنظيم والعمل من خلال اجراءات رسمية لتأكيد الممارسة العملية لإطلاق الحريات النقابية التي أعلن عنها وزير القوي العاملة الحالي ولتلافي رفض اي وزير قادم استكمال باقي الاجراءات‏,‏ وطالب بضرورة تعديل قانون النقابات العمالية بما يتوافق والاتفاقيات العمالية الدولية‏.‏
ولفت إلي ان وزيرة القوي العاملة السابقة عائشة عبدالهادي كان يفترض انتهاؤها من تقديم التعديلات المطلوبة علي هذا القانون في ديسمبر الماضي وكان الدكتور أحمد البرعي الوزير الحالي عضوا بهذه اللجان إلا أنه استشعر عدم جدية التعديلات وأعلن اعتذاره عن عضوية اللجنة‏,‏ وبالفعل لم تخرج التعديلات المطلوبة للنور‏,‏ لذا آن الآوان لإقرار التعديلات المطلوبة وضمان سرعة تنفيذها‏.‏
تحسين الأجور
وقال إن تحسين مستوي الأجور ضرورة ايضا للخروج من القائمة السوداء للعمالة‏,‏ وان مصر مطالبة بتعديل الحد الأدني للأجور بما يتواكب مع الأسعار ويضمن تحقيق مبدأ العدالة الاجتماعية‏,‏ خاصة أن مصر ضمن الدول الموقعة علي الاتفاقيتين رقمي‏151,100‏ الخاصتين بالأجر‏.‏
وقال إن نتيجة خروج مصر من القائمة السوداء لانتهاكات حقوق العمال ستعود علي سمعة مصر الدولية أولا‏,‏ وسوف تتيح المجال لمزيد من الاستثمارات الاجنبية داخل مصر فهناك رجال أعمال شرفاء يريدون الاستثمار في دولة ترعي الحقوق والواجبات ضمن بيئة عمل جيدة‏.‏
وقال إن جميع الانتقادات التي تواجه قيادات النقابات العمالية بالتواطؤ في محلها بسبب انتمائهم للحزب الوطني الديمقراطي وممارسة عملهم النقابي علي خلفية توجهاتهم السياسية وبما يخدم مصالح الحزب وليس مصالح العمال‏,‏ وهو الأمر الذي أضر بمطالب العمال‏.‏
وأكد أن تغيير اتحاد العمال ونقاباته لابد أن يتم من الداخل‏,‏ دون توجيه او تدخل من اي جهة‏,‏ وأنه علي أن العمال اعضاء النقابات الرسمية ان يتواكبوا مع المتغيرات السياسية الراهنة حتي لا تنشق عنها نقابات أخري‏.‏
من جانبه رحب خوان سومافيا مدير منظمة العمل بقرار مصر الاعتراف بحرية التنظيمات النقابية للخروج من القائمة السوداء لانتهاكات حقوق العمال وقال إن الاعتراف بحق جميع الاتحادات النقابية في التسجيل والقيام بأنشطتها المشروعة يفتح الباب لعصر جديد وهي خطوة مهمة في طريق التغييرات الثورية التي تحدث في مصر لافتا إلي انه سيتم رفع مصر من قائمة الدول السوداء المناهضة للحريات النقابية‏.‏
وشدد علي ضرورة تعديل القاهرة تشريعاتها الوطنية بما يتوافق مع الاتفاقيات الدولية المتعلقة بالحريات النقابية‏,‏ والتي كانت مخالفتها سببا في إدراج مصر ضمن القائمة السوداء للمنظمة‏.‏
وأوضح انه لا يمكن أن تفرض علي عمال مصر أو غيرهم التوجه نحو التعددية النقابية‏,‏ وعلي العمال أنفسهم الاختيار ما بين الوحدة والتعدد‏,‏ أن المؤسسة ستدعم جميع العمال من أجل التحول نحو الديمقراطية وممارسة عملهم النقابي بكل حرية‏,‏ وأن منظمة العمل الدولية علي استعداد لوضع كامل خبرتها في خدمة مصر‏,‏ وشعبها‏,‏ مشيدا بقرار إنشاء الاتحاد المستقل لنقابات العمال‏.‏
إجراءات عاجلة
وقال الدكتور أحمد البرعي وزير القوي العاملة والهجرة ان الوزارة ستبدأ تنفيذ عدد من الإجراءات المهمة التي تتعلق بخروج مصر من القائمة السوداء وهي القائمة التي كانت مصر مدرجة فيها منذ عام‏2008‏ بسبب انتهاكها لحقوق العمال وعدم تطبيق الحريات النقابية وتدخل الدولة في شئون التنظيمات النقابية‏.‏
ومن المؤكد أن خروج مصر من القائمة سينعكس بالإيجاب علي سوق العمل الداخلي وكذلك تبادل العمالة بين مصر ودول العالم‏,‏ فضلا عن جذب الاستثمارات الخارجية وتلقي مصر مساعدات اقتصادية من أجل إعادة النهضة بعد أحداث‏25‏ يناير‏.‏ وأضاف البرعي انه أصبح للعمال الحق في انشاء وتكوين نقابات والانضمام إلي النقابات والاتحادات الدولية التي يختارونها والاستقلال التام لنقابات العمال عن الوزارة‏,‏ وتسيير أمورها الداخلية ووضع لوائحها والتصرف في أموالها واختيار قياداتها شأنها الخاص‏.‏ وأن الوزارة سيقتصر دورها علي تلقي أوراق النقابات وحصول النقابة علي إيصال بالايداع كي تتمتع بالشخصية المعنوية وتمارس عملها‏.‏
تضمنت الإجراءات الجديدة للخروج من القائمة السوداء لانتهاكات حقوق العمال والحريات النقابية قرار الوزارة الجاري دراسته حاليا حول كيفية إجراء النقابات لانتخابها بكل حرية وبعيدا عن إشراف الوزارة وسوف تتشاور الوزارة مع النقابات في هذا الأمر‏.‏ اضافة إلي قرار إعادة هيكلة الأجور والذي قديستغرق هذا من‏3‏ إلي‏6‏ شهور بحيث يكون هناك حد أدني‏.‏
وكانت السنوات الماضية شهدت إخفاق وزارة القوي العاملة في حل مشاكل العمال والتي أدت للانتقاص من مكتسبات العمال والتفريط في حقوقهم ووضع اسم مصر لأول مرة ضمن القائمة السوداء بمنظمة العمل الدولية عام‏2008,‏ وهي القائمة التي تضم الدول التي عليها ملاحظات‏.‏ فقد أعلنت المنظمة ان هناك تدخلا حدث من قبل وزارة القوي العاملة في الانتخابات العمالية التي جرت عام‏2006‏ وهو ما دعا المنظمة إلي إرسال لجنة فنية لمساعدة مصر وفي عام‏2008‏ طلبت الوزيرة من المنظمة مهلة ثلاث سنوات لإجراء التعديلات اللازمة وتوفيق أوضاعها وهو ما لم يحدث حتي قيام ثورة‏25‏ يناير‏.‏


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.