وسط تصاعد العنف الدائر بين اليهود والعرب فى مدينة عكا بشمال إسرائيل، أمر رئيس الوزراء الاسرائيلي ايهود أولمرت الشرطة الاحد بألا تتهاون مع مثيري الشغب بعد أربع ليال من العنف، فى الوقت الذى رفض فيه يهود عكا مصالحة العرب. وقال أولمرت في الاجتماع الاسبوعي لمجلس الوزراء الإسرائيلي "تبعث المشاهد في عكا منذ عيد الغفران وعلى مدى عدة ليال منصرمة على الالم." وأضاف أن "مجموعة صغيرة من المتشددين" تحتجز سكان المدينة البالغ عددهم 53 ألف شخص كرهائن. وأرسلت الشرطة الإسرائيلية تعزيزات الى عكا في محاولة لوقف التراشق بالحجارة الذي استمر ليل السبت. والقي القبض على نحو 25 عربيا و25 يهوديا بالمدينة منذ يوم الاربعاء. فى الوقت نفسه، رفض يهود عكا الأحد خطاب المصالحة العربي الذي يهدف إلى إعادة إحلال الهدوء في المدينة. وخلال اجتماع بين حاخام المدينة "يوسيف يشار" وزعماء "الطائفة" العربية في المدينة مساء السبت؛ قال "يشار" أنه لا يمكنه قبول خطاب المصالحة العربي- الذي أدان سلوك السائق العربي الذي انتهك أحد الأحياء اليهودية بالمدينة عشية عيد الغفران. وأضاف الحاخام يشار:"ليس وارداً- بحال من الأحوال- المقارنة بين رد فعل السكان اليهود وبين انتهاك قداسة عيدهم من قبل العرب". وقال إنه يوافق على عقد اجتماع آخر مع زعماء "الطائفة" العربية "لو كانت نيتهم صادقة واعترفوا بمسئوليتهم عن اندلاع أحداث الشغب". وذكرت صحيفة "يديعوت أحرونوت" الإسرائيلية في عددها الأحد (12/10/2008) أن "العرب أظهروا كل الاحترام لعيد الغفران اليهودي في هذه المرة وفي كل مرة؛وهو ما كان نابعاً من تلقاء أنفسهم ومن منطلق تقديرهم لقداسته لدى اليهود... ". ومن ناحية أخرى، أدان الزعماء العرب بالمدينة أعمال العنف التي لجأ إليها اليهود بالمدينة،مؤكدين أن ذلك "أمر مرفوض من الأساس". وعلى صعيد متصل، صرح اللواء شمعون كورين قائد قطاع الشمال بالشرطة الإسرائيلية الأحد أن العنصر الرئيسى الذي يخرق النظام في عكا الآن هم اليهود. وأضاف كورين: "نحن لن نتوانى عن حفظ الأمن؛ فنحن نعرف العناصر التي تحض على التحريض؛ وهي مجموعات صغيرة.. وسوف نتعامل معها". وذكرت "يديعوت" أن اللواء كورين- الموجود في عكا منذ اندلاع المواجهات بين اليهود والعرب- قد حضر صباح الأحد الجلسة الحكومية الأسبوعية واستعرض الوضع في المدينة والتقديرات الاستخباراتية؛ وقال إن "انتشار الشرطة في عكا سوف يستمر لفترة طويلة؛ وأن إلقاء القبض على المسئولين عن خرق النظام لن تتوقف حتى خلال فترة التهدئة". وقد نفى قائد قطاع الشمال المقارنة بين أحداث عكا والانتفاضة الفلسطينية الثانية (أكتوبر 2000)؛ قائلاً: "أحداث أكتوبر 2000 كانت احتجاجاً موجهاً ضد الحكومة الإسرائيلية في حينه؛ أما أحداث عكا قد اندلعت بسبب شخصين وأخذت بعد ذلك طابعاً قومياً متعصباً". وعلى الصعيد ذاته، ذكرت الشرطة الأحد أن اشتباكات وقعت في رابع ليلة على التوالي في شمال إسرائيل. وقال ميكي روسينفيلد المتحدث باسم الشرطة إنه تم استخدام خراطيم المياه لتفريق قاذفي الحجارة في عكا، وتم القبض على اثنين وثلاثين شخصاً من الجانبين إثر إضرام النيران في ثلاثة منازل عربية وإلحاق أضرار بها. وذكرت وسائل الإعلام الإسرائيلية أن ثلاثة أشخاص قد أصيبوا بجروح في الاشتباكات التي وقعت مساء السبت.. رغم التعزيزات الشرطية التي أغلقت قطاعاً من المدينة أمام حركة السير بحلول الليل للسيطرة على الاشتباكات. يشار أن الاضطرابات اندلعت في عكا يوم الأربعاء في بداية عيد الغفران اليهودي عندما قاد عربي سيارته إلى منطقة يهودية، منتهكاً الساعات الأربع والعشرين التي يصوم خلالها اليهود ويمتنعون عن قيادة السيارات؛ وهو الأمر الذي دفع شباناً يهوداً إلى رجم السيارة بالحجارة؛ فردت حشود عربية غاضبة وتسبب ذلك في أضرار واسعة النطاق للسيارات والمتاجر في الشارع الرئيس بالمدينة. (يديعوت أحرونوت / رويترز)