اقتحمت مجموعات من المستوطنين وحاخامات يهود وعدد من السياسيين الإسرائيليين الساحات الداخلية للمسجد الاقصى المبارك، وسط حراسة مشددة من جانب شرطة الاحتلال في القدس، وذلك بالتزامن مع الذكرى الثامنة عشرة لمجزرة المسجد الأقصى الأولى. وقالت مؤسسة الأقصى للوقف والتراث إن المستوطنين وحاخاماتهم أقاموا طقوسهم يوم الأربعاء فى باحات المسجد الذي يعتبره اليهود مقرا لهيكل أسطوري يريديون بناءه على أنقاض الأقصى، كما نظم المستوطنون مسيرات استفزازية فى البلدة القديمة فى محيط المسجد المبارك لإحياء ما يسمى بعيد الغفران - يوم كيبور- اليهودي. وأضافت المؤسسة التي تنشط في إسرائيل أن شرطة الاحتلال تواجدت بكثافة داخل باحات الأقصى ومنعت حراس المسجد من الاقتراب من الجماعات اليهودية التي اقتحمت المسجد من باب المغاربة الذى تسيطر عليه قوات الاحتلال منذ احتلال القدس عام 1967م، ثم شرعت بجولة محددة حول عدد من المواقع داخل ساحاته، وبلباس خاص، حيث قام بعضهم بأداء طقوس وشعائر دينية. وردا على الاقتحام، أغلقت دائرة الأوقاف الاسلامية في القدس عددا من بوابات المسجد، فى الوقت الذى تعالت فيه النداءات للفلسطينيين بضرورة الوجود المكثف داخل الاقصى تحسبا لمخاطر محدقة به. واستنكر الشيخ محمد عزام الخطيب مدير الدائرة ممارسات المتطرفين اليهود، وقوات الشرطة الإسرائيلية، وقال " إننا نعتبر هذه الأمر اقتحاما للمسجد المبارك، وهو لا يجوز أبدا، فالمسجد الاقصى مسجد إسلامى وحق إسلامى وقد أبدينا احتجاجا شديدا لما حصل". واستشهد 34 مصلياً وجرح 150 آخرون إثر قيام جنود الاحتلال بإطلاق النار عليهم في ساحات المسجد الأقصى في الثامن من اكتوبر عام 1990، وذلك بعد أن هبوا لإفشال محاولة لجماعة أمناء "الهيكل" اليهودية لوضع حجر الأساس لبناء "الهيكل" المزعوم في ساحة المسجد المبارك. في غضون ذلك، واصلت قوات الاحتلال فرض حصارها على الضفة الغربية وشددت من اجراءاتها فى القدسالمحتلة حيث اغلقت كافة الطرق المؤدية اليها في وقت يحتفل فيه اليهود بعيد الغفران. واستنكر قاضي قضاة فلسطين الشيخ تيسير التميمي قرار قوات الاحتلال بإغلاق المسجد الإبراهيمي في الخليل الخميس امام المصلين الفلسطينيين، وفتحه أمام المستوطنين، مشيرا الى محاولات لتحويل البلدة القديمة في الخليل حيث المسجد الى حي يهودي، وتحويل المسجد إلى كنيس يهودي. مواجهات بين يهود وعرب بعكا من جهة أخرى، أكد عضو مجلس بلدية عكا أحمد عودة الخميس أن الوضع عاد إلى الهدوء في المدينة الواقعة شمالي اسرائيل بعد مواجهات بين يهود وعرب اثر تعرض فلسطيني كان يقود سيارته في عيد يوم الغفران لهجوم. وأوضح عودة ان المواجهات بدأت عندما هاجمت مجموعة من اليهود العنصريين في الحادية عشرة ليلا منزل عائلة أحمد شعبان العربية في الحي الشرقي، وحاصرته. واضاف: "استنجدت بنا العائلة وتوجه الشبان العرب والشرطة لتخليصها". واكد ان 15 عربيا جرحوا بالحجارة والعصي التي كان يحملها الشبان اليهود، قبل أن يتم إجلاء العائلة من البيت في الرابعة صباحا." وكان موقع صحيفة "هآرتس" الالكتروني قد ذكر أن أعمال عنف نشبت عندما دخل مواطن فلسطيني من المدينة بسيارته إلى الأحياء الشرقية في المدينة حيث أكد أنه يقيم، وذلك بعد ساعات على بدء الاحتفال بعيد الغفران الذي يحرم على اليهود فيه التنقل بالسيارات. وقال عودة "لا يوجد في إسرائيل قانون يمنع سير السيارات في عيد الغفران، وهناك العديد من السيارات التي قودها يهود تسير في اسرائيل، ولكن الخلفية عنصرية." ويشكل العرب ثلث سكان عكا البالغ عددهم 50 الفا. (أ ش أ - أ ف ب)