تصادم المرشحان الجمهوري والديمقراطي لمنصب نائب الرئيس في الانتخابات الأمريكية وهما سارة بالين وجو بايدن بشأن الاقتصاد والعراق أثناء المناظرة التي جرت بينهما مساء الخميس. وفي المناظرة الوحيدة بين المرشحين لمنصب نائب الرئيس قبل انتخابات الرئاسة الأمريكية التي ستجري في الرابع من نوفمبر تشرين الثاني وجه بايدن الاتهام إلى مرشح الحزب الجمهوري جون ماكين بأنه فقد الاتصال بالأوضاع على الأرض في الأزمة الاقتصادية ونفى مزاعمه بأنه "مستقل" في القضايا الرئيسية التي تواجه الأمريكيين. في المقابل قالت بالين إن المرشح الديمقراطي باراك أوباما الذي يسعى للوصول إلى البيت الأبيض ينتهج خطا حزبيا بدرجة تحول دون عمله مع الحزب الآخر لتحقيق تغيير وأنه يلوح "بعلم الاستسلام الأبيض" في العراق. ويزعم كل من المعسكرين أنه الطرف الذي حقق الفوز في المناظرة التي من غير المرجح أن تحدث تغييرا جذريا في السباق إلى البيت الأبيض الذي يتقدمه أوباما. وأظهر استطلاعان للرأي أجرتهما شبكة تلفزيون سي.إن.إن. الإخبارية الأمريكية وشبكة سي.بي.إس. الإخبارية إن بايدن هو الفائز لكن استطلاع سي.إن.إن. وجد أن غالبية كبيرة تعتقد أن أداء بالين كان أفضل من المتوقع. بالين والطبقة المتوسطة وبينما اتجهت كل الأنظار إلى بالين في المناظرة فقد اتسم أداء حاكمة ولاية آلاسكا البالغة من العمر 44 عاما بالنشاط والاستقرار وهاجمت مرارا أوباما وتعهدت بأن تعمل هي وماكين من أجل الطبقة المتوسطة. في الوقت نفسه ، كشف بايدن (65 عاما) الخبير المحنك في مجال السياسة الخارجية عن الجانب الإنساني في شخصيته عندما تحدث عن قيامه بتربية ولديه بمفرده بعد وفاة والدتهما في حادث سيارة. وعندما توجه الاثنان إلى خشبة المسرح قامت بالين بتحية بايدن قائلة "يسرني أن ألتقي بك، هل يمكنني ان أناديك جو.." جاءت هذه المناظرة بينما أظهر استطلاع جديد للرأي أن أوباما عزز تقدمه في الولايات المهمة في الوقت الذي تجتذب الأزمة المالية اهتمام الناخبين للاقتصاد. ويسترد ماكين وأباما الأضواء في الحملة الانتخابية يوم الثلاثاء عندما يجتمعان في المناظرة الثانية في انتخابات الرئاسة في ناشفيل بولاية تينيسي، وتابع المرشحان المناظرة كل من موقع حملته الانتخابية؛ أوباما في ميشيجان وماكين في كولورادو. وقال كل من بايدن وبالين إنهما سيعملان على تغيير السياسة الاقتصادية الحالية للولايات المتحدة لكي تصبح أكثر إنصافا للعاملين من الطبقة المتوسطة لكن بايدن أشار أن ماكين وصف أساسيات الاقتصاد بأنها قوية في الوقت الذي تفجرت أزمة "وول ستريت." فيما قال بايدن عضو مجلس الشيوخ عن ديلاوير في المناظرة التي جرت في جامعة واشنطن في سان لويس بولاية ميزوري "هذا لايجعل جون ماكين رجلا سيئا وإنما يشير بالفعل أنه فقد الاتصال (بالأوضاع على الأرض)." وقالت بالين إن ماكين كان يتحدث عن القوة العاملة الأمريكية وأشارت أن أوباما سيرفع الضرائب على العمال الأمريكيين وأصحاب الشركات الصغيرة. وفي حقيقة الأمر فإن أوباما دعا إلى خفض الضرائب على الطبقة المتوسطة وسيرفع الضرائب فقط على الذين يزيد دخلهم على 250 ألف دولار. وأضافت لبايدن "إنني أحترم السنوات التي أمضيتها في مجلس الشيوخ لكنني أعتقد أن الأمريكيين يتوقون إلى شيء جديد ومختلف." بايدن يتعهد بإنهاء الحرب وتعهد بايدن بأنه وأباما سينهيان الحرب وأن وأوباما من أوائل الذين انتقدوا حرب العراق ودعا إلى سحب القوات الأمريكية خلال 16 شهرا، وقالت بالين لبايدن "خطتكم هي علم استسلام أبيض." وربما اجتذبت هذه المناظرة قطاعا أكبر من مشاهدي التلفزيون يزيد على 52 مليونا تابعوا أول مناظرة بين أوباما وماكين المرشحين لمنصب الرئيس التي جرت الأسبوع الماضي. وقال بايدن إن خطة الإنقاذ الاقتصادي التي تتكلف 700 مليار دولار التي صوت لصالحها مع اوباما وماكين قد تجبر الديمقراطيين على إعادة النظر في مضاعفة المساعدات الخارجية. وأضاف عندما سئل عن البرامج التي قد تتأثر بسبب الأزمة المالية إن "الشيء الوحيد الذي قد يتباطأ هو الالتزام الذي قطعناه بمضاعفة المساعدات الخارجية." رويترز