طوال خمسة عشر عاما تاجر المواطن الإسرائيلي صالح عباسي في الكتب بين الدولة اليهودية وجيرانها على مدار الأعوام العشرة الأخيرة وباع أكثر من نصف مليون نسخة من نحو 16 كتابا بالعبرية للبنان وسوريا والأردن ومصر والسعودية وقطر ودول عربية أخرى مشجعا لصلة ثقافية نادرة. وفي أغسطس رفضت السلطات الإسرائيلية فجأة تجديد رخصته التجارية لأنه يتاجر مع دولتين "معاديتين" هما لبنان وسوريا مما أضر بتجارته وأحبط القراء العرب والإسرائيليين الذين ساعد في إثارة اهتمامهم بالإنتاج الأدبي على الجانب الآخر. وتساءل عباسي قائلا "كيف يمكن لأهل الكتاب أن يكونوا ضد الكتب.." في إشارة إلى التوراة التي هي أول كتاب مقدس ينادي بالتوحيد، وأضاف "الكتب جسر للسلام بين الثقافات. وأحجمت متحدثة باسم وزارة التجارة الإسرائيلية عن شرح أسباب صدور الحظر في هذا التوقيت، لكنها استشهدت برأي قانوني صدر مؤخرا يحظر استيراد السلع من أربع دول تعتبرها إسرائيل دولا معادية هي إيران والعراق وسوريا ولبنان. وليس لإسرائيل علاقات دبلوماسية مع لبنان أو سوريا لهذا يستغل عباسي (57 عاما) الأردن ومصروهما الدولتان العربيتان الوحيدتان اللتان وقعتا معاهدتي سلام مع الدولة اليهودية كهمزة وصل. وكان هدف عباسي الأساسي إمداد الأقلية من عرب إسرائيل والبالغ عددهم 1.2 مليون نسمة بالكتب وكثير منهم يشعرون أن الغياب الأبدي للعلاقات بين إسرائيل وجيرانها يحرمهم من الصلات الثقافية والعرقية بالعالم العربي. لكن عباسي تشعب وعلى مدار الأعوام العشرة الأخيرة باع أكثر من نصف مليون نسخة من نحو 16 كتابا بالعبرية للبنان وسوريا والأردن ومصر والسعودية وقطر ودول عربية أخرى تصل فيها الكتب المترجمة إلى القاريء العربي في الأساس من خلال المكتبات العامة والجامعات. معظم هذه الكتب سير لرجال دولة وقادة عسكريين إسرائيليين مشهورين مثل رئيسي الوزراء السابقين ديفيد بن جوريون وجولدا مئير أو قائد القوات المسلحة الأسبق موشي ديان الجنرال الذي اشتهر بالرقعة السوداء التي كان يضعها على إحدى عينيه. لكن عباسي لاحظ تغيرا في أذواق القراء العرب تجاه الكتب العبرية، وفي العام الماضي باع أكثر من 30 ألف نسخة من سبع روايات لكتاب إسرائيليين في 15 دولة عربية بينها سوريا ولبنان. رويترز