أطلقت الصين الخميس ثالث سفينة فضاء مأهولة من موقع صحراوي ناءٍ في رحلة تهدف لاستعراض تقدمها التكنولوجي بما في ذلك من خلال أول عملية سير في الفضاء صينية. وانطلقت سفينة الفضاء شينتشو-7 إلى الفضاء من مركز الإطلاق في جيوتشوان في إقليم جانسو بشمال غرب الصين في الساعة 1310 بتوقيت جرينتش، وعلى متنها ثلاثة من رواد الفضاء. وبث التلفزيون الصيني عملية الإطلاق على الهواء، ودخلت السفينة مدارها حول الأرض بعد حوالي 20 دقيقة رغم أن وصولها إلى مدارها النهائي سيستغرق بضع ساعات أخرى. ووصف الرئيس الصيني هو جين تاو الذي كان يتحدث إلى غرفة التحكم عملية الإطلاق بأنها "إنجاز كبير آخر في صعود الشعب الصيني إلى قمة العلوم والتكنولوجيا في العالم." وهذه ثالث رحلة فضائية مأهولة للصين منذ أكتوبر/تشرين الأول عام 2003 عندما أصبحت الصين ثالث دولة ترسل روادا إلى الفضاء بعد الاتحاد السوفيتي السابق، والولايات المتحدة. ويتوقع تنفيذ عملية السير في الفضاء "السبت". وقالت وكالة أنباء الصين الجديدة (شينخوا) "سيترك الشعب الصيني أول أثر لقدمه في الفضاء.. هذه الآثر التي لايمكن مشاهدتها ستمثل بكل تأكيد تقدما يصعب نسيانه وستتذكره الأمة الصينية إلى الأبد." وقال كيفين بولبيتر الخبير في برنامج الفضاء الصيني لدى مؤسسة ديفينس جروب في واشنطن "سيكون هذا استعراضا للقوة الصينية، والهدف النهائي هو بناء محطة فضاء ويمثل هذا بالنسبة لهم أحد مظاهر القوة العظمى." وأحرز برنامج الفضاء الصيني تقدما كبيرا منذ أن قال ماو تسي تونج مؤسس الصين الشيوعية عام 1949 متحسرا إن بلاده لا تستطيع إطلاق ولو ثمرة بطاطس (بطاطا) إلى الفضاء. لكن برنامجها الذي شهد تقدما سريعا أثار قلقا في العواصمالغربية وفي طوكيو من أن الصين لديها طموحات عسكرية في الفضاء، ولاسيما بعد أن أجرت الصين تجربة إطلاق صاروخ مضاد للأقمار الصناعية عام 2007، وترفض بكين هذه الاتهامات. وقال ليو جيانتشاو المتحدث باسم وزارة الخارجية الصينية "تدافع الصين دائما عن الاستخدام السلمي للفضاء الخارجي". وحذر مهندسون مشرفون على الرحلة من أنها محفوفة بالمخاطر، وقال كبير المهندسين تشانج جيانتشي لوكالة "شينخوا" إن وجود ثلاثة رواد على متن السفينة وإرسال واحد إلى خارجها على ارتفاع 340 كيلومترا فوق الأرض سيمثل اختبارا كبيرا لأن إرسال ثلاثة رواد فضاء يمثل قفزة في الكم والكيف." (رويترز)