تحت هذا العنوان تساءلت الجريدة ان كان في استطاعة الاعلانات التي تبث مباشرة علي الانترنت مقاومة شبح التباطؤ الاقتصادي الذي يخيم علي العالم الغربي؟ وقد تم طرح هذا التساؤل بعد النجاح الكبير الذي حققه الانترنت في السنوات الاخيرة في اجتذاب العديد من الاعلانات بنسبة زيادة تصل الي 30% سنويا. ان نجاح اكبر محركات البحث العالمية وهما جوجل وياهوو يعتمد اعتمادا اساسيا علي هذه الاعلانات فهما يقدمان خدماتهم المجانية الي مستخدمى الانترنت اعتمادا علي ترويج سلع المعلنين وعلي جذب اكبر عدد من مستخدمى الانترنت لجذب المعلنين لهما. ولعل هذا يفسر محاولة مايكروسوفت شراء محرك البحث ياهوو في بداية العام الجاري حيث اعلن رئيس مجلس ادارة مايكروسوفت انها كانت صفقة لمحاولة شراء الاعلانات التي تبث علي ياهوو والتي من المتوقع ان تصل قيمتها الي 80 مليار دولار بحلول عام 2010. وفي الولاياتالمتحدة من المتوقع ان تصل قيمة ما ينفقه المعلنون على الانترنت الي 27،6 مليار دولار عام 2008 وهو الرقم الذي قد يتضاعف خلال ثلاث سنوات. وبهذا تكون الولاياتالمتحدة اهم سوق دعائي في العالم فالشركات الامريكية العالمية تنفق ببذخ علي الدعاية اكثر من الشركات الاوروبية كما انها كانت من اولي الشركات التي تحولت للاعلان علي الانترنت. وبهذا فمن المتوقع ان تحتل اعلانات الانترنت مكانة كبيرة في سوق الدعاية متغلبة علي وسائل الاعلام الاخري. حيث يري المتخصصون ان نسبة الاستثمارات الدعائية العالمية علي الانترنت سوف تتجاوز ال9% عام 2008 لتصل الي 11،5% عام 2010. وفي بعض الدول مثل بريطانيا والنورويج والسويد وصلت هذه النسبة الي 15%. وبهذا فان ايرادات الدعاية علي الانترنت تجاوزت ايرادات الدعاية فى الاذاعة والمجلات المصورة لتحتل المركز الثالث بعد التليفزيون والصحافة. ويري المتخصصون انه من المتوقع الا تتأثر دعاية الانترنت بحالة الركود الاقتصادي العالمي مثل باقي الوسائل الاعلامية التقليدية مما قد يؤثر بشدة علي ايراداتها. ومضت الصحيفة تتسائل حول اكثر محرك بحث سوف يستفيد من هذا التوجه الجديد؟ وكان اكثر التوقعات لصالح محرك البحث "جوجل" فقوة هذا المحرك تكمن في ان المعلنين لا يدفعون مقابل الدعاية عليه الا بعد ان يقوم مستخدم الانترنت بالدخول علي الاعلان نفسه والاطلاع عليه وبهذا يضمنون نجاح استثماراتهم. اما ياهو فهمو محرك يقوم ببيع المساحة الاعلانية بغض النظر عن استخدامها من المقبل مستخدمى المحرك من عدمه. وهو امر له مزاياه خاصة في حالة تزايد حدة الركود وضعف القدرة الشرائية. الا ان جوجل سوف يكون اكثر قدرة علي تخطي اى ازمة اقتصادية لانه يعتمد علي عدد من الرعاة اضافة الي اعتماده علي الاعلانات.