عاد المواطنون من أسفارهم في العطلة الصيفية بعد ان قضوا اياماً استمتعوا فيها بكل لحظة في ايامها القليلة، ثم رجعوا إلى الديرة وفي انتظارهم ثلاثة ضيوف اعزاء ولا شك على قلوب الجميع، فشهر رمضان منذ تفتحت الأعين على الدنيا وهو يدخل الفرحة والبهجة على البيوت، يشعر بها الكبير والصغير حيث التجمع على مائدة الإفطار، وتناول مالذ وطاب من الأطعمة وقضاء لياليه الساحرة سواء في المساجد، او الأسواق والمنتزهات ثم يأتي عيد الفطر فتزداد القلوب فرحة وتعلو أجسام الأبناء الملابس الجديدة، وتمتلئ خزانة البيت بصنوف الطعام والشراب، ويتخلل هذا وذاك دخول الموسم الدراسي، فيشمر الآباء عن سواعدهم، ليجهزوا الأبناء بالملابس المطلوبة والكتب المدرسية والشنط المحمولة، ويفتحون ابواب بيوتهم للمدرسين اصحاب الخبرة المصقولة، ليملأوا عقول ابنائهم بمعلومات تنفعهم أيام الامتحانات غير المرغوبة. نعم ثلاثة ضيوف اعزاء، ولكن الأعباء المعيشية وارتفاع الأسعار يجعل مصاريف استقبال هذه الضيوف واعطاءها حقها في كرم الضيافة، فالغلاء سيطر على كل شيء، ويجعل كثيرين عاجزين عن تلبية احتياجاتهم ومستلزماتهم كافة في هذه المناسبات. في السطور الآتية، مواطنون يروون ل «الراي» معاناتهم وقصصهم مع الغلاء: جنون الأسعار في البداية قال جاسم الغضوري ان الأسعار آخذة في الارتفاع ولاحياة لمن تناوي من التجار لخفض أسعارهم التي بدأت ترتفع إلى حد الجنون ولا يوجد من يوقفهم وأصبحت اسعارهم تشكل عبئاً على كاهل المواطنين. وأضاف الغضوري، إننا نمر الآن بأزمة كبيرة لا يعلم بها غير الله فنحن نستقبل ثلاثة مناسبات في فترة قصيرة وهي الشهر الفضيل، وموسم الدراسة وتهيزات العهيد وغيرها من التزامات خاصة والراتب التقاعدي الذي احصل عليه كل شهر لا يكفي فماذا تفعل في هذه المناسبات وفي وقت واحد. وتمنى الغضوري من المسؤولين في الحكومة ان يضعوا حلاً لهذه المشكلة الكبيرة بالنسبة لأصحاب الدخل الضعيف وان تكون هناك مراعاة لشعور الآخرين لكي يعيشوا حياة كريمة على هذه الأرض الطيبة. ميزانية خاصة ويؤكد غازي العتيبي انه في السابق كان يضع ميزانية خاصة لكي يوفر جميع المستلزمات والأغراض الخاصة في شهر رمضان المبارك، ولكن قدوم المدارس في نفس الوقت يخلق ازمة مالية كبيرة على المواطن الضعيف، فبعض الأشخاص دخلهم ضعيف جداً فكيف يتسنى لهم توفير كل مستلزمات شهر رمضان وأغراض المدارس، وكسوة العيد، هل تريد الحكومة ان يجلس المواطن الكويتي أمام الجمعيات الخيرية لكي تساعده وتعطف عليه. وأوضح العتيبي ان المنتجات الكويتية مثل الطماطم، والخيار، وغيرها من المنتجات المحلية كان الشخص يملأ سيارته كاملة بسعر مناسب منها لكن الآن أصبحت اسعارها «دبل» عن السابق ثلاث مرات. وطالب العتيبي المسؤولين ان يجدوا حلاً سريعاً لهذه الأزمة او مراقبة التجار الذين يلعبون بالاسعار وخاصة ان هناك مناسبة عزيزة على قلوب كل المسلمين وهي قدوم شهر الخير والعطاء شهر العبادة والكرم لكي يتسنى للمواطنين والمقيمين ان يعيشوا حياة كريمة على أرض الكرم الكويت الحبيبة. ويناشد زامل القويعي المسؤولين في وزارة التجارة واعضاء مجلس الأمة الوقوف في وجه هذه الأزمة التي يعتبرها المواطن كارثة العصر نظراً لارتفاع الأسعار بشكل سريع ولافت للنظر. واستغرب القويعي من انه بدلاً من ان يكون هناك تنزيلات وانخفاض بالاسعار لقدوم شهر رمضان الكريم وموسم الدراسة، نجد ان الأسعار ارتفعت إلى حد لا يطاق أبداً، وأن هذه مأساة بحد ذاتها ولا بد من حل سريع لتخفيض الأسعار. حالة إفلاس وأشار القويعي إلى ان الشعب وصل إلى حالة إفلاس بسبب الغلاء الذي اجتاح البلاد في الآونة الأخيرة ونحن لا نريد من المسؤولين غير ان يراقبوا الأسعار التي اصبحت في أيد غيرأمينة تسرح وتمرح من غير حسيب أو رقيب فبعض العوائل رجعت من السفر والمبالغ التي كان رب الأسرة يوفرها للسفرة في عطلة الصيف، اصبح الآن لا يملك شيئاً ويصدم بارتفاع الأسعار بالنسبة للمستلزمات الرمضانية والملابس المدرسية،والمواد الغذائية ومحتمل ان تصيبه جلطة أما حمزة أبوجاسم صاحب محل لبيع الخضراوات والفواكه فيقول إن الأسعار ترتفع يوما بعد يوم بسبب التجار الذين يقومون برفع السعر، وإذا توافرت لديهم البضاعة من المواد الغذائية خفضوا سعرها شيئا بسيطا جدا ولكن في النهاية تعتبر غالية الثمن على المواطن البسيط صاحب الدخل الضعيف. وأضاف أبوجاسم ان بعض الزبائن يأتون إلى المحل لشراء بعض الخضراوات والفواكه باستمرار ويعتبرون زبائن المحل والآن أصبحوا قلة بسبب ارتفاع الأسعار بشكل جنوني. تفاوت كبير موضحا انه في السابق كان ينزل إلى المحل ما يقارب الخمسين صندوق طماطم في الفترة الصباحية فقط وعند الساعة الثانية عشرة ظهرا لا تجد صندوقا واحدا لان السعر كان مناسبا جدا، والآن ننزل عشرة صناديق ولا يباع إلا في الليل، ويرجع السبب في ذلك إلى عدم مراقبة التجار الذين يستغلون غياب الرقابة والبلدية ووزارة التجارة ويرفعون السعر بمزاجهم، ونحن نجبر على أن ننزل بعض الأشياء الرئيسية التي يحتاجها المواطن. ويشير أبوصالح إلى انه أتى إلى السوق لشراء بعض الحاجيات والمواد الغذائية وعند سؤاله صاحب المحل عن سعر صندوق الباميا فوجئ بأن سعر الباميا ارتفع «دبل» مرتين بالرغم من شرائه قبل فترة بسيطة بسعر قليل. وأضاف أبوصالح ان الكويت بلد الخير والعطاء، بلد الكرم والازدهار، فكيف لا توفر لنا كل ما نريده من مواد غذائية ومن ملابس مدرسية بأسعار رمزية؟ بالرغم من ان بعض الدول العربية والخليجية وفرت كل ما يحتاجه المواطن من جميع الخدمات الرئيسة ومنها المواد الغذائية. وأشار أبوصالح: نحن الآن في استقبال شهر الخير في بلد الخير، فلا بد من توفير السلع الغذائية والحاجيات الرئيسية لكي يتسنى للمواطن أن يعيش كباقي الذين لا يفكرون إلا بأنفسهم وهم التجار الذين يتحكمون في السوق دون رقابة ولا تفتيش. وتمنى أبوصالح من التجار أن يراعوا مشاعر المواطنين الضعفاء البسطاء الذين لا تسعفهم رواتبهم لتوفير مستلزمات الحياة المعيشية في هذا الشهر الفضيل. ويبدي تركي العسكر أسفه الشديد من وصول بعض السلع الكويتية إلى الدول المجاورة وبيعها بأسعار رخيصة جدا، حيث قام بعض المواطنين بالذهاب إلى الدول المجاورة لكي يوفر بعض المال وشراء كل ما يحتاجه لمنزله من مواد غذائية، وأوانٍ منزلية، وملابس مدرسية. نشوب الحرب ودعا العسكر المسؤولين للوقوف إلى جانب المواطن في وقت الشدة خصوصا اننا نمر الآن في أيام صعبة كما نسمعه في الأخبار ونقرأ في الصحف اليومية من تهديدات من قبل الولاياتالمتحدة وإيران لشن حرب قد نتأثر نحن والمنطقة إذا نشبت الحرب، محملاً وزارة التجارة المسؤولية عن هذه القضية التي أصبحت شائكة دون أن تحرك ساكنا. وأشار العسكر إلى ان هذه الأيام لها خصوصيتها، فنحن مقبلون على ثلاث مناسبات في آن واحد وهي شهر رمضان المبارك والموسم الدراسي الجديد، وعيد الفطر وكل هذه المناسبات تحتاج إلى صرف أموال كثيرة، فبالنسبة للذي يتقاضى راتبا ضعيفا أو انه لا يتقاضى شيئاً بسبب الأقساط والديون كيف يوفر كل هذه المستلزمات؟ ويصف دخيل العازمي هذه القضية أو الظاهرة بأنها تشكل عبئاً كبيراً على المواطن والمقيم حيث أصبح الغلاء في كل أسواق الكويت ومحالها التجارية، وحتى البقالات دون مراقبة ولا تفتيش. القروض مجدداً وذكر العازمي ان ظاهرة الغلاء بدأت تسبب مشاكل كبيرة فقد وصل الحد ببعض المواطنين إلى الذهاب للبنوك وأخذ قرض لكي يتسنى لهم أن يوفروا حاجات أبنائهم، وبذلك يقع المواطن في مشكلتين كبيرتين وهي الدين والفوائد الكثيرة التي لا يتخلص منها إلا بخروج روحه. فيا جماعة الخير، يا مسؤولون، يا وزارة التجارة، الرجاء كل الرجاء أن تضعوا المواطن بعين الاعتبار وأن تبذلوا قصارى جهدكم لتوفير الراحة والطمأنينة للشعب سواء كانوا مواطنين أو وافدين بمراقبة المحال والأسواق التي تتلاعب بالأسعار لكي نعيش حياة كريمة دون تأزيم ومشاكل، وألا نشوه سمعة بلدنا الحبيب الكويت في الدول المجاورة». «لا نريد زيادة في الراتب ولا نريد أقاويل وكلاماً، نريد الأسعار تنخفض ونريد تطبيق القرارات التي نسمعها دون تطبيق على أرض الواقع». بهذه الكلمات بدأ المواطن بدر سالم حديثه وهو في عصبية وانفعال شديدين على ما يحصل في البلاد من تجاوزات وعدم رقابة وتلاعبات من قبل التجار دون أن يقف أحد من المسؤولين لإنهاء هذه الظاهرة وهي ارتفاع الأسعار بشكل لا يتخيله العقل. خيبة أمل وقال بدر سالم إن شهر رمضان المبارك على الأبواب وموسم الدراسة قادم وعيد الفطر قريب، وكل هذه المناسبات تأتي وسط خيبة أمل المواطن والمقيم بأنه لا يستطيع أن يلبي ويوفر احتياجات كل هذه المناسبات، في وقت واحد بسبب ارتفاع الأسعار والغلاء الذي يناطحنا في كل مكان. وأضاف سالم انه إذا لم يكن هناك حل سريع من قبل المسؤولين في التجارة والبلدية ستحصل مشاكل كثيرة لا تحمد عقباها فإن الاستقرار يأتي من خفض الأسعار، ونحن نطالب بالاستقرار التام. ويطالب المواطن محمد ثاني بخفض الأسعار في السلع الغذائية خصوصا لقدوم شهر رمضان الفضيل الذي لا بد من توفير كل احتياجات المنزل فيه من مستلزمات ومواد غذائية، مؤكداً ان بعض المواطنين كانوا على سفر وقد كلفتهم السفرات الكثير من الدنانير هم وعوائلهم، وقد يفاجأ الكثير من قدوم ثلاث مناسبات عظيمة في آنٍ واحد، ولا بد من توفير كل ما يحتاجه المواطن في هذه المناسبات، من الملابس والمستلزمات المدرسية كافة، وتجهيزات عيد الفطر، ويحتاج إلى توفير مستلزمات البيت من تموين وغيرها من مواد غذائية بسبب قدوم شهر رمضان الكريم. ويصف حرص الحكومة على متابعة هذا الموضوع بأنه نصر لكل مواطن صاحب عائلة والتزامات ودخله المادي ضعيف، حيث نجد ان اللحوم بأنواعها قد ارتفع سعرها عن السابق والخضراوات والفواكه كذلك، حتى المعلبات أصبح سعرها مرتفعاً عن السابق، متمنيا أن تكون هذه السنة خيرا على الشعب الكويتي وادخال الفرحة عليهم عن طريق محاربة غلاء الأسعار. مأساة أما المواطنة أم سعود (65 عاماً) فليس لديها معين ودخلها الوحيد هو معاش الشؤون الذي تتقاضاه كل شهر وهو مئتان وخمسة وثمانون ديناراً. وأضافت أم سعود ان الراتب لا يكفي حتى عشرة أيام بالرغم من انها تدفع لاحدى الشركات اقساط ستين دينارا في كل شهر وراتب أربعين دينارا للخادمة وكذلك السائق، و«عليك الحساب» مطالبة المسؤولين بالنظر إلى حالتها، وغيرها من الحالات التي لا يوجد عندها راتب ولا معين، فماذا تفعل في وقت أصبح كل شيء «ناراً» وغالياً، بالرغم من وجودنا على هذه الأرض الطيبة والغنية بالبترول، أصبح المواطن يذهب إلى الزكاة لكي يتسنى له توفير احتياجات المنزل الضرورية. وطالبت أم سعود المسؤولين في وزارة التجارة أن يخافوا ربهم وأن يعملوا بكل ضمير لمكافحة هذه الجريمة وهي غلاء الأسعار حيث اننا قد نستقبل هذه الأيام شهر الخير، شهر الطاعات والكرم والمحبة، شهر رمضان الكريم، الذي أُنزل فيه القرآن الكريم. صيد العصافير «اللحم غال والسمك أغلى والدجاج نار آخرتها نصيد عصافير أحسن» هذه الكلمات جاءت على لسان المواطنة «عيدة» وهي مستاءة جداً من غلاء الأسعار، كما قالت ايضا انها قد تصوم رمضان لمدة عام حتى يجد المسؤولون حلا لهذه الظاهرة، وستمنع أطفالها من الذهاب إلى المدرسة حتى ترخص المستلزمات المدرسية من كتب وشنط وغيرها، وستستقبل عيد الفطر بالملابس القديمة لحين ترخص الأقمشة. وأوضحت المواطنة عيدة ان غلاء الأسعار خصوصا في هذه الأيام غير مقبول جدا وللأسف نحن نعيش في بلد يعتبر من أغنى بلاد العالم، ولكن الحسد وبعض التجار الذين لا تهمهم مصلحة المواطن ولا يخافون ربهم في هذه القضية تسببوا في ارتفاع الأسعار بشكل جنوني. وأوضحت ان كل ما يحدث من قضايا ومشاكل تهم المواطن هي ليست من مصلحة البلد، حيث يعبث التجار بالأسعار دون مراقبة وتفتيش، لذا يسهل على التاجر وضع السعر الذي يريده، لا ينظر إلى المواطن الضعيف. وأعرب فهد المطيري عن استيائه الشديد من وزارة التجارة والمسؤولين بخصوص الأسعار التي بدأت وكأنها بركان من اللهب ينفجر علينا وعلى أسرنا بسبب عدم الرقابة الصارمة من قبل وزارة التجارة. لا مبررات واستغرب المطيري من أنه لا يوجد هناك مبرر لرفع الأسعار لأن المنتج هو المنتج، ولا توجد ضريبة حتى نقول من حق التاجر ان يرفع أسعار البضاعة التي استوردها، ولكن لا توجد أي ضريبة ولا أي ضرر مع ذلك أغلب السلع التي تستورد من الخارج أسعارها بسيطة جداً. وطالب المطيري المسؤولين في وزارة التجارة والتجار ان يضعوا الله أمام أعينهم وألا يجعلوا هذه النعمة التي أنعم الله علينا بها نقمة. فهناك الكثير من الأسر قد تفككت، وكثير من الأشخاص سجنوا، وكثير من النساء طُلقن بسبب إجبار الناس بأخذ القروض لكي يوفروا لعوائلهم مستلزمات المنازل وغيرها. وقال المطيري انه في إحدى المرات ذهب إلى أحد محلات الوكالة لبيع قطع غيار السيارات لكي يشتري «دقمة» لمكيف سيارته، ليجد سعر هذه القطعة 350 ديناراً، وتساءل المطيري أليست هذه هي الجريمة الكبرى والله يستر من «الجايات».