تحتفظ كل دولة بطابع خاص مميز لها يتضح جليا في احتفالاتها بمناسباتها المختلفة، وإذا كان رمضان يجمع كل المسلمين علي العبادة والصوم، فإن الاحتفال والاحتفاء به يختلف من دولة لأخري، لكل منها فيه عادات وتقاليد خاصة بها. “عصمت مهدي” مدير المركز الثقافي في الهند سابقا يحدثنا عن مظاهر الشهر الكريم في الهند، مشيرا إلي أن ليلة رؤية الهلال هناك مهمة جدا، في حال رؤية الهلال يتوجهون إلي الله بالدعاء ويستبشرون خيرا برؤية أي نعمة من نعم الله، وإذا كان الأطفال هنا يعتبرون فانوس رمضان فرحتهم القصوي في هذا الشهر، فإن فرحة الطفل في الهند تتمثل في وصوله لسن الصيام خاصة إذا أكمل صيام أول يوم، تقيم له أسرته احتفالا يتلقي خلال التهاني والهدايا من الأقارب والأصدقاء. ويلتزم الهنود بالصيام يسمي “روزا” باللغة الهندية لأنه فريضة من الله، لافتا إلي أن بعض الهنود غير المسلمين من الأديان الأخري كالهندوس يصومون مع المسلمين كنوع من التضامن والأخوة والانتماء لجنسية واحدة دون تفرقة علي أساس ديني. أما عن الأطعمة التي يتناولها الهنود ولأنهم نباتيون، يفضلون في رمضان تناول الخضراوات والبقوليات علي الإفطار خاصة العدس الذي تصل أنواعه هناك إلي عشرين نوعا، ومن المظاهر المرتبطة بالطعام أن يقوم كل منزل بإعداد المأكولات والحلويات والفواكه وإرسالها للمساجد لإفطار من يتواجدون فيها ساعة الإفطار، كما أن بعض الهندوس يعدون حفلات وموائد إفطار للمسلمين. وإذا كان السهر يحلو في رمضان وتعم مظاهر السعادة والفرح الشوارع التي تمتلئ بالناس بعد الإفطار في مصر، في الهند يفضلون قراءة القرآن في البيوت أو المساجد، وتشهد شوارعها هدوءا تاما علي غير العادة، في آخر أيام شهر رمضان وتحديدا الليلة السابقة لعيد الفطر تتشابه مظاهرها مع مصر، تظل المحال فاتحة أبوابها طوال الليل ويخرج الجميع لشراء الملابس الجديدة والفواكه الجافة والحلويات استعداداً للعيد، كما أنهم هناك يحرصون علي إخراج زكاة الفطر في ميعادها.