توقع محللون الثلاثاء احتمال نشوب صراع معلن مرة اخرى في منطقة جبال النوبة بوسط السودان بسبب تزايد القوات والاسلحة فيها. جماعة الاسلحة الصغيرة البحثية- التي تتخذ من سويسرا مقرا لها- تقول إن القوات الشمالية والجنوبية انتهكت بنود اتفاق السلام لعام 2005 بتجنيدها افرادا في الاقليم المتوتر سياسيا لكنه لا يحظى باهتمام. والمنطقة التي تغطيها تلال صخرية كبيرة كانت ميدان معركة رئيسيا في الحرب الاهلية السودانية بين الشمال والجنوب التي انتهت بابرام اتفاق السلام الشامل عام 2005. لكن زعماء الشمال والجنوب تبادلوا الاتهامات بعرقلة بنود حاسمة من الاتفاق، كما اندلع قتال كبير مرتين بين الجانبين في مناطق مضطربة اخرى. وذكر تقرير للجماعة البحثية "المنطقة يسودها طابع عسكري الى حد كبير؛ فكلا الجانبين ينتهك اتفاق السلام الشامل... بتجنيد افراد من الجماعات المسلحة." وأوضح التقرير ان جبال النوبة تم تجاهلها الى حد بعيد، بينما تركز الاهتمام العالمي على دارفور وجبهات صدام اخرى بين الشمال والجنوب مثل القتال الذي اندلع في منطقة ابيي الغنية بالنفط في وسط البلاد في وقت مبكر هذا العام. وجيش الجنوب- بموجب اتفاق السلام الشامل- يتعين عليه ان يعيد انتشاره خارج منطقة جبال النوبة، وعلى القوات الشمالية ان تقلل اعدادها الى المستوى الذي كانت عليه في فترة ما قبل الحرب. لكن تقرير الاسلحة الصغيرة ذكر ان الجيش الشعبي لتحرير السودان ارتفع عدده بانضمام 1500 جندي جديد خلال الاشهر الستة الماضية. وذكر التقرير ان جيش الشمال رفض السماح لقوات حفظ السلام التابعة للامم المتحدة بان تراقب اعداد قواته في المنطقة، واضاف التقرير ان ميليشيا قوات الدفاع الشعبي المدعومة من الخرطوم قد يكون لها في المنطقة نحو 20 الف فرد. واتفاق عام 2005 الجنوبيين يمنح نصيبا من عائدات النفط في البلاد وحكومة شبه مستقلة. وذكر أحد المحللين الدوليين- مشترطا عدم نشر اسمه- ان كثيرين في النوبة لا يلمسون من التغير الا القليل. واضاف المحلل "قطعا هناك مشكلة في الافق." موقع جبال النوبة وتقع جبال النوبة في احدى المناطق "الانتقالية" السودانية الخاصة التي عرفها اتفاق عام 2005. ورغم انها اداريا في الوقت الحالي تابعة لشمال السودان؛ فقد وعد اتفاق السلام المنطقة بقدر أكبر من الحكم الذاتي. وكان أعضاء من عدد كبير من قبائل النوبة قد انضموا الى الجنوب في الحرب الاهلية مشيرين الى التهميش الذي يلاقونه من الخرطوم. وسيجرى الجنوبيون استفتاء على الاستقلال عام 2011، لكن سكان منطقة جبال النوبة لم يقدم لهم الا وعد اكثر غموضا باجراء " تشاور برلماني شعبي" بشان وضعهم.