نفت الأمانة العامة لمجلس الشعب مانشرته صحيفة الأهرام في عددها الصادر السبت عن احتراق الوثائق التاريخية للمجلس فى الحريق الذى شب الثلاثاء 19 أغسطس/آب بمبنى الرى المقسم بين مجلسى الشعب والشورى. وأكدت الأمانة فى بيان لها السبت أن جميع هذه الوثائق محفوظة بأمان ولم يمسسها سوء، وأطلعت الصحفيين البرلمانيين على صور تاريخية نادرة منها صورة لأعضاء لجنة إعداد دستور عام 1923 وصورة لإسماعيل باشا رشدى رئيس لجنة الدستور والأمر الملكى الصادر بتشكيل لجنة إعداد هذا الدستور. وصرح المستشار سامى مهران الأمين العام لمجلس الشعب بأن جميع محاضر الجلسات منذ بدء أنشطة البرلمان عام 1866 ومعظمها بخط اليد محفوظة فى مكتبة المجلس وتم تصويرها بالميكروفيلم وأيضا حفظها على اسطوانات مدمجة. وقال مهران إن المضابط الرسمية لأنشطة المجلس حتى نهاية الدورة البرلمانية الماضية محفوظة فى المكتبة، كما أن جميع محاضر اللجان يتم تجميعها وحفظها فى مجلد واحد فى نهاية الدورة وتحفظ كذلك فى المكتبة وعلى اسطونات للاطلاع عليها فى أى وقت. وأضاف أنه عل الرغم من الدمار الذى لحق بالمبنى فإن هناك أثاثا لبعض الغرف قد خرج سليما وأن غرفة الدكتور عبد الأحمد جمال الدين زعيم الأغلبية بالمجلس سليمة تماما. وكانت جريدة الأهرام المصرية قد ذكرت في عددها الصادر السبت أن حريق مجلس الشورى تسبب فى التهام عدد من الوثائق البرلمانية والمضابط التاريخية الخاصة بالأحداث القومية والوطنية فى الطابق الأرضي المحترق بمبني الري التابع لمجلس الشعب. وحسب ما ذكرته الجريدة فإن من بين الوثائق التي التهمتها النيران كل المضابط البرلمانية ومحاضر اللجان منذ بداية الحياة البرلمانية عام1866 وخرائط التصميم الهندسي لمبني مجلس الشعب والذي تم بناؤه عام1922 وأول ميكروفون تم استخدامه في قاعة البرلمان وكان مستوردا من إنجلترا خلال رئاسة سعد زغلول لأول حكومة وفدية عام1924. وشملت قائمة الوثائق المحترقة وفقا للجريدة مضبطة الجلسة السرية لمناقشة دخول مصر حرب فلسطين عام1948 ومضبطة الجلسة التي ناقش فيها البرلمان كتاب طه حسين في الشعر الجاهلي واتهام النواب له بالكفر ومضبطة مناقشة استجواب مصطفي النحاس لوقائع الكتاب الأسود لمكرم عبيد ومستندات ترشيح جمال عبد الناصر لرئاسة الجمهورية عام1957 في أول مجلس نيابي بعد الثورة مجلس الأمة. نظيف يستعرض مع المغربى التقرير النهائى لترميم "الشورى" من ناحية أخرى، يستعرض الدكتور أحمد نظيف رئيس مجلس الوزراء المصري مع المهندس أحمد المغربى وزير الإسكان والمرافق والتنمية العمرانية الأحد التقرير النهائى لخطة ترميم وتطوير وإعادة بناء مبنى مجلس الشورى، الذى تعرض للحريق الثلاثاء 19 اغسطس/آب، والجدول الزمنى لخطة التطوير والتصور النهائى لسير العمل بمراحله المختلفة. ومن المقرر أن تبدأ خطة التطوير على الفور وفقا لتوجيهات الرئيس مبارك لكافة الأجهزة المعنية بسرعة اعدادها وتنفيذها حتى يمكن أن تبدأ الدورة البرلمانية فى موعدها المحدد وفقا للدستور والقانون فى الأسبوع الثانى من نوفمبر/تشرين الثاني 2008. كان المغربى قد عقد عدة اجتماعات متواصلة مع أعضاء اللجنة الفنية والهندسية والمعمارية والأثرية التى شكلت فور وقوع الحريق برئاسة الدكتور على عبد الرحمن رئيس جامعة القاهرة السابق وكبير خبراء هندسة المعمار فى مصر بناء على أوامر من الرئيس مبارك للحكومة بترميم مبنى مجلس الشورى على الفور وعلى نفقة الدولة - وواصلت اللجنة الفنية عملها من حيث المعاينات والتحليلات والدراسات الدقيقة الفنية والهندسية والمعمارية لوضع التصور النهائى لخطة التطوير والتحديث والترميم للمبنى، حيث أكدت مؤشراتها الأولية سلامة الحوائط الحاملة للدور الأول للمبنى الذى يتكون من ثلاثة طوابق بكفاءة عالية وبنسب متفاوتة بالنسبة للدور الثانى والثالث. ازالة الانقاض الاحد من جهة ثالثة قال مسئولو شركة المقاولون العرب انه سيتم الانتهاء من رفع انقاض مبنى الرى بالبرلمان والذى يضم مجلس الشورى وعددا من لجان مجلس الشعب خلال اسبوع من الان بعد ان بدأت الشركة فى عملها فور انتهاء عمليات تبريد المبنى اثر الحريق الهائل الذى شب فيه الثلاثاء الماضى. وبدأ المهندسون فى رفع الانقاض من الباب الرئيسى للمبنى لايجاد طريق للدخول لمجلس الشورى بالتزامن مع ايجاد طريق للجزء المؤدى لمجلس الشعب ويستخدم العاملون اجهزة اللحام بالاكسوجين لقطع الكمرات والاسياخ الحديدية لازالة المخلفات اولا بأول . كما تم توفير الشدات الحديدية للبدء فى صلب جدران المبنى من الداخل والخارج بعد رفع الانقاض عن اماكن نصب هذه الشدات فيما تم توفير مولدات كهربائية لانارة المبنى بعد قطع التيار الكهربائى عنه فور اندلاع الحريق. وأكد مسؤلو شركة المقاولون العرب انهم يعملون طوال 24 ساعة كما تم الدفع بمعدات حديثة ومتطورة ومركبات لسرعة ازالة الانقاض ويوجد عدد كبير من العاملين والفنيين استعدادا لدخول مبنى مجلس الشورى فور ازالة الانقاض من امام الباب المؤدى اليه. وقد قامت اجهزة الدفاع المدنى بادخال كلاب بوليسية مدربة للبحث عن جثة الشهيد فؤاد نصار رجل الاطفاء الذى كان اول من بدأ فى مكافحة الحريق اثر نشوبه ويعتقد انها موجودة بالجانب الايسر من البوابة الرئيسية من المبنى . وأوضحت مصادر الدفاع المدنى ان جزءا كبيرا من القوات سيظل داخل حرم البرلمان تحسبا لاى تطورات وحتى يتم الانتهاء تماما من رفع الانقاض وفحصها. (أ ش أ)