من المعروف أن للرجال، في الغالب، وجوهاً أعرض من وجوه النساء.. الفروقات تبدأ في سن البلوغ مع ارتفاع مستوى هورمون التيستيرون، وهو المسؤول عن تشكيل معظم الصفات الذكورية، كما أن العلماء يربطون بين هذا الهورمون والعدوانية. وتقول دراسة حديثة أن عرض الوجه يرتبط بالعدوانية.. وكلما ازداد عرضه كان دليلاً أكبر على عدوانية صاحبه، على الأقل بين الرياضيين، لكن هذا لا يعني أن الآخرين بعيدون عن هذه النتيجة. وفي إطار هذه الدراسة، قام علماء كنديون بفحص صور العشرات من لاعبي الهوكي وقياس تفاصيل وجوههم ومقاساتها، ومن ثم قارنوا بين تلك المقاسات وعدد المخالفات التي يرتكبونها أثناء اللعب، وتبين في النتيجة ان الأكثر عدوانية، والأكثر مخالفات بينهم، هو صاحب الوجه الأكثر عرضاً، والأقل عدوانية هو صاحب الوجه الأقل عرضاً. وأوضح القائمون على الدراسة سبب اختيارهم لرياضيي الهوكي بالذات فقالوا أن لاعبي الهوكي، وهي الرياضة الأولى في كندا، يتميزون بأجسامهم الضخمة أولاً، كما أنهم يمارسون العنف في ما بينهم من دون خوف من عقوبة السجن أو الغرامة، طالما أن هذا العنف يبقى في حدود المعقول والمسموح به. وقام الباحثون قبل إعداد الدراسة بتجربة على ثمانية وثمانين من محترفي رياضة الهوكي، تم تزويد كل منهم، على حدة، بلعبة فيديو.. وقيل لهم انهم سيلعبون ضد لاعب محترف، وقد وضع أمام كل منهم ثلاثة أزرار.. الأول لتسجيل النقاط والأهداف، والثاني لحماية هذه النقاط من أن يسرقها اللاعب الخصم، أما الزر الثالث فلسرقة النقاط التي حصل عليها الخصم بعد إيهام اللاعب بان خصمه يسعى لسرقة نقاطه.. أما الحقيقة فهي أن الخصم الوهمي لم يكن سوى كمبيوتر. وفي نهاية التجربة، تبين أن اللاعبين ذوي الوجوه العريضة كانوا أكثر عدوانية من غيرهم، وأن العلاقة كانت واضحة جداً بين عرض الوجه والتصرفات العدوانية.. كلما ازداد عرض الوجه كان صاحبه أكثر عدوانية، وكلما قل عرض الوجه قلت عدوانية صاحبه. وتقول الباحثة شيريل كورميك من جامعة بروك الكندية ان النتائج التي تم التوصل إليها من خلال العديد من التجارب تثبت العلاقة بين عرض الوجه وعدوانية صاحبه، ليس في الملاعب فقط بل في جميع مجالات الحياة، من دون أن ننسى المقولة الذهبية أن لكل قاعدة شواذ. وتشير هذه الباحثة المتخصصة إلى نقطة في غاية الأهمية، فتقول ان الإنسان حين يريد إظهار علامات الغضب الشديد فإنه يلجأ، بالغريزة، ومن دون أن يتعمد ذلك، لخفض حاجبيه ورفع شفته العليا، أي يعمل دون أن يدري، على تعريض وجهه، أو على الأقل لكي يبدو الوجه أكثر عرضاً، وبالتالي أكثر عدوانية.