الجمهورية:5/8/2008 إن المشاكل الطائفية ليست قاصرة علي المسيحيين فقط فالمسلمين لهم مشاكل أيضا ولا يستطيع أحد من أقباط المهجر أن يدعي أن هناك مشاكل للأقباط في مصر أما المسلمون فإنهم يعيشون في رغدة من الحياة وفي رفاهية بلا مشاكل. فالمسلمون كذلك لهم مشاكل لذلك الأسلوب الذي اتبع أخيرا بقيام مظاهرات للأقباط في بعض دول أوروبا وأمريكا لحل مشاكل المسيحيين في تصوري سوف يزيد الاحتقان الطائفي في مصر وسوف يظهر الأقباط أنهم يستقون بالخارج وسوف يجعل الحكومة تعند لأنها لن تقبل لي ذراعها بهذه المظاهرات في الخارج. وهنا سؤال يطرح نفسه طالما اعترفنا أن المسيحيين لهم مشاكل والمسلمين لهم مشاكل هل يقبل المسيحيون من أقباط المهجر أن تقوم مظاهرات في السعودية من المسلمين أو في أي دولة عربية أو إسلامية بأن يقوم المسلمون المصريون في هذه الدول بمظاهرات لحل مشاكل المسلمين المصريين؟ أظن لن يقبل أحد هذا الأسلوب من المسلمين المصريين في الخارج وبالتالي فهذا الأسلوب وهو أسلوب المظاهرات في الخارج من أقباط المهجر غير مقبول شكلا وموضوعا لحل مشاكل الأقباط داخل مصر والحل الوحيد أمام الحكومة أن تفتح حل مشاكل الأقباط ومشاكل المسلمين بالتوازي وتضع الحلول من خلال مبدأ المواطنة وليس من خلال مبدأ الطائفية بحيث تضع الحلول العاجلة والآجلة والمستقبلية لحل مشاكل المسيحيين والمسلمين معا بالتوازي مع مراعاة التوازنات أمام الحكومة ومراعاة عدم استفزاز الأغلبية من المسلمين في وضع الحلول وأن تكون الحلول مقبولة من الجميع في محبة وأخوية لأن الحكومة ليست حرة التصرف في حل المشاكل فهناك بركان من النيران يشعله المتعصبون المسلمون والمتعصبون المسيحيون عند وضع حلول غير مدروسة دراسة موضوعية لذلك علي الحكومة أن تفتح الملفات وتكون صادقة فإن هذه المشاكل تحل علي مراحل وهذه المشكلة تحل علي مرحلتين وهذه المشكلة تؤجل لإعادة دراستها لأن الأسلوب الذي كان موجودا أيام فترة جمال عبدالناصر وأيام السادات من مشاكل الأقباط بالتعتيم عليها وأن الخط السياسي والخط الإعلامي بأنه لا يوجد مشاكل وأن كل شيء تمام وأن فتح ملف مشاكل الأقباط خط أحمر لا يجوز الاقتراب منه. خط أحمر لأنه يهز الاستقرار والوحدة الوطنية هذا الأسلوب من التعتيم أصبح لا يجدي في ظل ثورة المعلومات وفي ظل وجود الإنترنت والفضائيات والتليفزيونات العالمية ووكالات الأنباء العالمية التي تنقل الخبر والحدث والواقعة وإلي كل القارات الست في كل أنحاء الكرة الأرضية في غمضة عين قبل أن يعد الإنسان من واحد لعشرة وكذلك الأسلوب القديم الذي استهلك وأصبح نكتة يصلح للأفلام الكوميدية والأفلام الهندية هذا الأسلوب القديم في حل المشاكل ذات الطابع الطائفي وهو أن نحضر قسيسا وشيخا ونجعلهما يقبلان بعضهما غصبا عنهما والنفوس غير صافية من الداخل ونصورهما في كاميرات التليفزيون وكل منهما يقول خطبة نعلم مضمونها مقدما لأننا سمعناها ألف مرة وسمعناهما يقولان أبيات شعر ونثر وقوافي موزونة في الوحدة الوطنية وتعانق الهلال مع الصليب هذا الأسلوب أصبحج مادة لأفلام كوميدية وسيناريو أفلام كوميدية. وقد شاهدناه أخيرا في فيلم "حسن ومرقص" لأن أسلوب عناق القسيس والشيخ قد يلطف الأجواء ولكن لا يحل المشاكل من جذورها والمطلوب حل المشاكل من جذورها حتي لا تعود مرة أخري ولكن حل من خلال مبدأ المواطنة والمحبة وليس من خلال مبدأ الطائفية وهذا ذكاء الإعلام المصري والحكومة المصرية أن تهييء المناخ العام بحيث يطالب المسلمون بحل مشاكل الأقباط ويطالب الأقباط بحل مشاكل المسلمين في محبة وأخوة وصداقة بحيث يحس المسلمون أن حل مشاكل الأقباط هو حل لمشاكلهم كمسلمين وفي المقابل يحس الأقباط أن حل مشاكل المسلمين هو حل لمشاكلهم وفي هذا الصدد أقترح تشكيل لجنة للمواطنة من حكماء المصريين من المسلمين والأقباط ويكونون من المعتدلين لتحدد مشاكل المسلمين ومشاكل الأقباط معا ووضع روشتة علاج لهذه المشاكل علي مراحل حتي لو استغرق الأمر حل المشاكل عشر سنوات المهم أن نبدأ الطريق إلي حل المشاكل بمحبة من خلال مبدأ المواطنة بعيدا عن مبدأ الطائفية البغيض والتعصب الكريه لأنه إذا استمر الحال بهذا الأسلوب الذي نسير فيه من أن كل مشكلة تافهة وسطحية تتحول إلي مشكلة طائفية فإننا نسير في طريق الندامة وزمان أيام الزمن الجميل كنا حسن ومرقص وكوهين. النهاردة أصبحنا حسن ومرقص فقط في المستقبل حيحصل إيه؟. هل سيعيش حسن ومرقص في سلام ومحبة أم سيتقاتلان مثل لبنان وحسن يمسك خنجرا لمرقص وفي المقابل مرقص يمسك خنجرا لحسن لذلك لابد من دراسة أسباب الاحتقان ووضع الحلول له لأن 90% من مشاكل الأقباط تم حلها في عهد مبارك بمحبة واحدة وصداقة. وباق من مشاكل الأقباط أقل من 10% تحل كلها بقرارات إدارية مع تحسن المناخ العام لأن كل المشاكل سواء للمسلمين أو للمسيحيين لها حل وقابلة للحل ولا توجد مشكلة ليس لها حل والحل الوحيد هو تحسن المناخ العام لأن هناك قوي خارجية وداخلية لا تريد الاستقرار لمصر وتلعب دائما في ساحة وضع المسامير في علاقة المسلمين والمسيحيين في الطرفين ووضع الشكوك ووضع البنزين والكبريت بجوار بعضهما حتي يشعلوا النار في وحدتنا الوطنية وفي الاستقرار الذي هو إحدي علامات عصر مبارك.