لم يكن العطل الذي أصاب الشبكة الكهربية للخط الأول لمترو الأنفاق حلوان- المرج أمس الأول سوي حلقة في سلسلة الأعطال التي تؤدي الي الازدحام الشديد بمحطات المترو نتيجة عدم انتظام حركة التقاطر التي انعكس تعطلها علي حركة المرور خارج المحطات التي بلغت فيها الأزمة ذروتها فازدحمت الميكروباصات والاتوبيسات واصيبت حركة المرور بالارتباك الذي وصل الي حد الشلل.. أما ركاب المترو فقد سادت بينهم حالة من الارتباك. وأصيب بعضهم باختناق واغماء خاصة كبار السن والنساء.. فكيف حدث هذا العطل؟ وكيف نتفاداه؟ يقول المهندس مجدي العزب رئيس مجلس ادارة الشركة المصرية لمترو الانفاق بدأت المشكلة في الساعة الثانية والنصف ظهرا بسبب حدوث حريق في كابل التحكم( الاشارات) بمحطة السيدة زينب, وبعد أن تدخلت أجهزة الحماية وقامت بفصل التيار الكهربائي عن القطاع المسئول من كبل التحكم وهو من محطة طرة الي دار السلام وصادف دخول قطار في هذه اللحظة وكان داخل محطة طرة مما أدي الي قطع في الشبكة الهوائية وقامت الهيئة بوقف الخدمة بين هاتين المحطتين الي الساعة الثالثة والنصف عصرا حيث تم تشغيل المترو مفردا بين المحطتين مع انتظامه علي باقي الخط.. وكان هناك بعض التأخيرات بسبب هذا العطل وفي الساعة السابعة و45 دقيقة تم تشغيل حركة القطارات بالخط الأول بكامل طاقته بعد اصلاح العطل. خطط مسبقة! ويقول الدكتور أسامة عقيل أستاذ الطرق بجامعة عين شمس.. بالنسبة لمترو الأنفاق وما حدث وما يحدث فيه له شقان: الأول في مترو الانفاق والثاني في المرور وبالنسبة لشق المرور.. فإنه من المفروض ان يكون هناك سياسة لادارة الأزمات مثل توقف مترو الانفاق لفترات ممتدة فمن الضروري أن تكون هناك خطط سابقة الاعداد يتم تنفيذها فور الأخطار بتعطل خط مترو الانفاق وهناك خطة يتم تنفيذها في الطواريء مثل شهر رمضان. والمناسبات كالأعياد وهذه الخطط لادارة أي أزمات مفاجئة أو طارئة.. وهذا لم يكن موجودا بالصورة الكافية ولابد أن يكون هناك اخطار من غرفة العمليات يرسل اليكترونيا مباشرة الي غرفة المحطات لاتخاذ الاجراءات الواجبة لحل الأزمة مثل ايقاف صرف التذاكر مع الاعلان المستمر للمواطنين في المحطة بالموقف والمطلوب التصرف حياله, ومع كل هذه الأمور يجب أن يكون هناك رؤية مرورية بحيث يتم نقل الركاب سطحيا من خلال وسائل مواصلات لخدمة الركاب علي نفس مسار خط المترو الذي يخدمه خط مترو الانفاق ويستطيع المسئولون بالشركة متابعة ما يحدث جيدا من خلال الشبكة الالكترونية وغرفة العمليات المركزية. أما بالنسبة لخطط الصيانة فيجب توافرها بمراحلها الثلاث: الصيانة الروتينية والصيانة الجسيمة والصيانة الدائمة) والقيام بذلك بما لايسمح بحدوث اعطال وفي حالة حدوث اعطال يلزم ايضا أن تكون هناك خطط مسبقة للتحرك السريع لاصلاح العطل مع اعادة الحركة بأسرع ما يمكن وهذا يتأتي بالصيانة الدائمة والسريعة والجسيمة. وتقول فريدة محمد إبراهيم موظفة: اثناء عودتي من العمل في الساعة الثالثة عصرا ذهبت لاستقلال قطار مترو الانفاق من ميدان التحرير( محطة السادات) ودائما هذه المحطة تكون مكتظة بالمواطنين فلم يلفت انتباهي وجود اعطال بالمترو او أي اشياء غريبة وذهبت الي شباك قطع التذاكر لقطع تذكرة وأخذتها ولم يحذرني الموظف من أن هناك عطلا بالمترو, وعندما دخلت وعبرت الماكينة ودخلت المحطة فوجئت بمشهد لم آره من قبل فلم يكن هناك موضع لقدم أي شخص بالاضافة الي ارتفاع درجة الحرارة الشديدة في هذا التوقيت من اليوم لعدم وجود تهوية مع الاحساس لدي جميع السيدات وكبار السن بحالة الاختناق الرهيب نتيجة الازدحام وتزايد المواطنين دون قدوم أي قطارات للمترو منذ فترة طويلة. ويقول محمد خليل حمودة موظف كنت قادما من مدينة الاسكندرية عائدا إلي منزلي وبعد أن نزلت من القطار الذي هو الآخر تأخر ساعة كاملة عن ميعاده وصلت في تمام الساعة الثالثة ومعي زوجتي وأولادي الثلاثة وبعد رحلة العذاب الطويلة داخل قطار السكة الحديد متجها تجاه المرج حيث أقيم وبعد أن دفعت التذاكر لعدد خمسة أفراد ودخلت إلي محطة المترو ذهلت مما رأيت ففي محطة حسني مبارك كان المواطنون مزدحمين حتي موضع الماكينة ولا يستطيع مواطن وضع قدمه أو وضع شنط السفر أو أي متعلقات ووقفت في ذهول معي أولادي وشنط السفر فإنه كان دائما يعطي المنتظرين شعورا بأن هناك قطارا قادما وهو ما لم يكن يحدث ومن أجل هذا انتظرت لكن دون جدوي وعندما حانت الساعة الرابعة كان الفيض قد كال والحرارة والاحساس بعدم وجود اكسجين دفعني أنا وزوجتي وأولادي للخروج هاربين من الأختناق والجحيم تحت الأرض باحثين عن وسيلة مواصلات أخري ورحلة عذاب أخري! شهود العيان! ومن المواطنين الذين شاهدوا ما حدث ماجدة عبدالرازق محامية وسردت سيناريو العطل فقالت إنه تصادف وجودها في المترو عندما توقف في وقت الذروة الساعة الثانية والنصف بعد الظهر واستمر لمدة ما بين45 دقيقة و60 دقيقة وفي العربة المخصصة للسيدات نتج حدوث الكثير من حالات الإغماءات والخوف والفزع بين الركاب من نساء وأطفال صغار, لأن هناك سيدات من كبار السن مرضي بالقلب أو السكر أو الضغط مما أدي إلي ضيق في التنفس بسبب قلة التهوية وانعدامها في عربة المترو طوال هذه الفترة وأخيرا وبعد شدة معاناة اضطر بعض الشباب من الخارج إلي كسر قفل الأمان في أبواب المترو ليساعدوا النساء والأطفال الذين أصابهم الرعب من الاختناق ومدة الانتظار التي لا تنتهي والأعطال التي تتكرر من حين لآخر. ويقول صلاح ابراهيم موظف ان هذه ليست المرة الأولي لوقوع مثل هذه المأساة فقد حدثت من قبل في شهر رمضان الماضي. ويتساءل: أين تذهب أموال المترو؟ لأن المواطنين لا يتوقفون عن ركوب مترو الانفاق وذلك هربا من المواصلات الأخري وغلاء أسعارها والسرعة الجنونية التي يقود بها الصبية الميكروباص ودائما يجيب المسئولون بجهاز المترو أن كل شيء تمام في التحرك والصيانة ولكن بعد فترة يرجع كل شيء كما كان فمثلا ضباط الأمن داخل المحطة لا يتدخلون قبل أو بعد حدوث أي كارثة فمثلا لا يغلقون أبواب المترو التي لا تغلق ولا يتدخلون عند التعثر في فتحها لانقاذ الركاب وأيضا لا أحد يمنع الباعة الجائلين من دخول عربة المترو ومضايقة المواطنين بالإلحاح علي الشراء. ويقول عميد شرطة محمد رجائي إن أي أزمة في المواصلات تؤدي الي اختناق مروري فبعد أن توقف مترو الأنفاق نزل المواطنون الي طريق كورنيش النيل وتكدسوا داخل الأتوبيسات وسيارات الميكروباص التي نقلت أكثر من الحمولة بعدة مراحل وظل الارتباك المروري لمدة تتراوح ما بين ثلاث أو أربع ساعات متتالية.