الزواج المختلط ،او الزواج من اجنبيات ، يثير الكثير من التداعيات الاجتماعية والتربوية والدينية ، وابرزها ارتفاع مشكلة العنوسة في العالم العربي، وهي مرتفعة اصلا. ويحذر علماء الاجتماع والتربية من ارتفاع معدلات الزواج من بنت الحلال الاجنبية لان مساحات التفاهم ، تضيق لعدم تقبل ثقافة الطرف الآخر. ولان الزواج من الأجنبيات غالبا ما تكون له سلبيات، تتعلق بالزواج نفسه أو بالابناء فالفروقات اللغوية والاجتماعية تجعل التأقلم صعبا وفي كثير من الأحيان تؤدي إلى الإنفصال كما يقول اخصائي علم النفس الدكتور عدنان التكريتي . ولا يعارض صالح جميل (29 عاما) ، الزواج المختلط ويقول الزواج من اجنبية في احد مكوناته ، مسألة ثقافية ورغم الانفتاح الكبير على الثقافات الغربية بين الشباب ،إلا أن هذا الزواج ما زال يواجه معارضة في مجتمعاتنا العربية. و هكذا زواج يوطد العلاقات بين الشعوب فكلا الزوجين يحمل حضارة مختلفة ، ويضعها على المحك اليومي في تعامله مع شريكه ما يقوي انفتاحهما على العالم بحسب استاذ تربية الطفل في الجامعة الأردنية الدكتور رمزي هارون. ويحلل اخصائي علم النفس الدكتور عدنان التكريتي الاسباب التي تدفع الشباب إلى الزواج من جنسيات مختلفة ويضع في راس القائمة المهور المرتفعة . ويقول ما زالت العادات والتقاليد تلزم الشاب بدفع الآف الدنانير لاكمال جميع مستلزمات الزواج من تاثيث منزل واقامة حفل الفرح والخطوبة . وبحسب ما يوضح فالزواج من الأجنبيات له محاذيره ايضا ومنها الصراعات النفسية في الهوية لدى الأولاد بسبب فروقات التربية والدين فضلا عن التأثير على هوية الزوج إذا كانت عادات وتقاليد الزوجة مختلفة . ويؤكد على ايجابيات زواج الثقافات بقوله لا يولد اختلافات اجتماعية بقدر ما يزيد من التنوع الثقافي والذي بدوره يضفي رونقا وتميزا على الثقافات ما يجعل الازواج أكثر انفتاحا وتقبلا وتسامحا مع الثقافات الأخرى بعيدا عن التعميم المتسرع والحكم على الآخرين معتمدين على نماذج فردية سلبية. وللدكتور رمزي هارون وجهة نظر ، في الزواج ويقول من حيث المبدأ والفكرة لا يوجد امرأة ورجل متشابهان تماما بالجذور الثقافية أو في الخصائص ،فالزواج حالة انسجام بين الطرفين سواء من نفس الجنسية أو من جنسيات مختلفة . ويبن أن الزواج يرتبط بمنظومة قيم منها (الدين والتعليم والثقافة والصحة والمال) وجميعها قيم عالمية ولكنها تتفاوت أما بالنسبة للقيم الأسرية فهي تختلف من مجتمع لآخر إضافة إلى انها تختلف في المجتمع الواحد في الثقافات الفرعية. . ويشدد على اهمية مفهوم الفلسفة في تربية الابناء بقوله الأهداف تحدد كيفية تربية الأولاد بغض النظر عن المستوى التعليمي، ويصعب الاتفاق على فلسفة مشتركة أو أهداف لتربية الأولاد، لانهم يعيشون ضمن اطار مرجعي مختلف بين الزوجين مما يولد تضاربا بين الثقافات المختلفة على المدى البعيد. ورغم سلبيات هذا الزواج الا انه لا يمكن انكار وجود العديد من الحالات الناجحة لهذا الزواج ، كما تقول سلمى الخطيب(30عاما) وبحكم الفترة التي قضيتها في بريطانيا لإكمال دراستي تعرفت على شاب انجليزي يكبرني بحوالي خمسة أعوام ، وتزوجنا إلا أن نظرات الاستغراب والدهشة من جميع المحيطين بي كانت تلاحقني لكني لم احملها محمل الجد وكنت مقتنعه باختياري.. فهو يحترم العادات والتقاليد العربية ولا يفرض افكاره وقناعاته ولدينا طفل انجليزي الجنسية ، عربي الهوية والانتماء والروح. وتؤكد ان نجاح الزواج المختلط يجب أن يكون مبنيا على تقبل ثقافة الطرف الآخر فهو يوسع المدارك بالإضافة إلى اللغة والمخزون الثقافي والحضاري المشترك للزوجين.