اختير "لا جرين اي لو موليه "le graine et le mullet" للمخرج التونسي الاصل عبد اللطيف قشيش كافضل فيلم في حفل توزيع جوائز سيزار لعام 2008 متفوقا على الاوفر حظا "لا موم" و"آن سوكريه" للفوز باعرق مكافآت السينما الفرنسية. وسبق للفيلم وهو الثالث للمخرج الفرنسي من اصل تونسي عبد اللطيف قشيش (47 عاما) ان فاز بجائزة "لوي دولوك" العام 2007 وجائزة لجنة التحكيم في مهرجان البندقية الاخير، وفاز كذلك بسيزار افضل سيناريو اصلي وافضل ممثلة صاعدة لحفصية حرزي (21 عاما). وقال قشيش الذي بدا عليه التأثر الشديد "اريد ان اشكر مصدر الهامي الذي اعطاني الكثير من الطاقة وهو عامل بناء متواضع: والدي." واضاف "اريد ان اشكر ابي الثاني" متوجها الى المنتج كلود بيري الذي صعد على خشبة المسرح الى جانبه قبل ان يحيي "مصدر الهامه الكبير" المخرج موريس بيالا. ويروي الفيلم الذي شاهده 700 الف مشاهد في فرنسا حتى الان قصة عامل طرد من حوض صناعة السفن الذي كان يعمل فيه وفتح مطعما متخصص في الكسكس بالمسك على زورق قديم. وقد تغلب هذا الفيلم على فيلمين تربعا على شباك التذاكر وكان كل منهما مرشحا للفوز ب11 جائزة وهما "لا موم" للمخرج اوليفييه دهان (خمسة ملايين مشاهد) و "آن سكريه" لكلود ميلر. وكما كان متوقعا فازت ماريون كوتيار التي تؤدي دور المغنية الشهيرة اديت بياف في "لا موم" بجائزة سيزار افضل ممثلة، وقد تصبح كوتيار في سن الثانية والثلاثين الاحد ثاني ممثلة فرنسية تفوز بجائزة اوسكار افضل ممثلة بعد 48 عاما على فوز سيمون سينيوريه. وقالت كوتيار التي بدا عليها التأثر البالغ متوجهة الى دهان الذي غاب عن الحفلة "لقد غيرت حياتي حياتي كممثلة وحياتي كلها باختصار لقد كتبت اجمل دور في العالم وطلبت مني ان اختصر حياة كاملة لهذا تستحق انت الجائزة." وحصل الفيلم الميلودرامي حول سيرة اديت بياف على اربع جوائز سيزار في الفئات الفنية (تصوير وملابس وديكور وصوت). وتعرض كلود ميلر لخيبة امل قاسية لانه اخرج فيلما يرتدي طابعا شخصيا كثيرا، وكان فيلم "آن سوكريه" (1,7 مليون مشاهد في فرنسا) مرشحا للفوز ب11 جائزة واكتفى بجائزة سيزار افضل ممثلة في دور ثانوي فازت بها جولي دوبارديو. وفاز ماتيو الماريك (42 عاما) الذي كان غائبا لمشاركته في تصوير اخر افلام سلسلة جيمس بوند حيث يجسد دور الشرير بثاني جائزة سيزار كافضل ممثل له بفضل تجسيده دور رجل مشلول في فيلم "لو سكافاندر ايه لو بابيون" (جرس الغواص والفراشة)، وفاز الفيلم بجائزة افضل مونتاج كذلك. وكرمت الممثلة جان مورو (80 عاما) بحصولها على "سيزار شرف" لحياتها الفنية المستمرة منذ ستين عاما شاركت خلالها في اكثر من مئة فيلم، واستغلت فرصة وجودها على المسرح لتعرب عن قلقها من "الاجراءات الحكومية التي قد تضعف" السينما الفرنسية. وحصل الممثل والمخرج الايطالي روبرتو بنيني على سيزار شرف كذلك. ورئس الدورة الثالثة والثلاثين لجوائز السيزار جان روشفور الذي تسلمها من كلود براسور. وتمنح جوائز السيزار بعد تصويت سري لنحو 3500 شخصية مهنية من مخرجين ومنتجين وممثلين وكتاب سيناريو وتقنيين وغيرهم.