سيطر الهدوء الثلاثاء في طرابلس كبرى مدن شمال لبنان التي انتشر فيها الجيش بقوة منذ الاثنين بعد يومين من الاشتباكات المسلحة التي أوقعت ثمانية قتلى ، فيما شدد رئيس الجمهورية اللبناني ميشال سليمان الثلاثاء في افتتاح القمة الروحية التي جمعت قادة الطوائف والمذاهب على دورها في تعزيز الوحدة الوطنية في مواجهة الخلافات. وقام الجيش وقوى الأمن الداخلي بتسيير دوريات في باب التبانة وجبل محسن والقبة وهى المناطق التي شهدت المعارك بين أنصار الأكثرية النيابية من جهة والمعارضة من جهة أخرى. يذكر أن هذه الحصيلة من الضحايا هي الأكبر منذ انتهاء المواجهات المسلحة التي دارت في أكثر من منطقة لبنانية بين أنصار الأكثرية والمعارضة وأسفرت عن 65 قتيلا وكادت تجر لبنان الى حرب أهلية جديدة. سليمان: القمة الروحية تعزز الوحدة فى مواجهة الأخطار من ناحية أخرى ، شدد رئيس الجمهورية اللبناني ميشال سليمان الثلاثاء في افتتاح القمة الروحية التي جمعت قادة الطوائف والمذاهب على دورها في تعزيز الوحدة الوطنية في مواجهة الخلافات اللبنانية التي وصلت "حد الانتحار". وقال سليمان في كلمة القاها في افتتاح القمة -التي استضافها في القصر الجمهوري وضمت 15 من القادة الروحيين المسلمين والمسيحيين- "دعوتكم لتحقيق أملى فى أن يؤسس لقاء اليوم لإطلاق ورشة حوار وطني ترسخ رسالة لبنان ودوره وتعزز وحدة ومصير أبنائه". وكانت آخر قمة روحية لقادة الطوائف الإسلامية والمسيحية قد انعقدت في آب/اغسطس عام 2006 في مقر البطريركية المارونية في بكركي خلال العدوان الإسرائيلي على لبنان. و قد اجتمع قادة الطوائف والمذاهب في قمة شددوا خلالها على حظر استخدام السلاح في الداخل وركزوا على اهمية دور الجيش في تامين الاستقرار. وانعقدت القمة الروحية في القصر الجمهوري في بعبدا (شرق بيروت) تلبية لدعوة رئيس الجمهورية ميشال سليمان الذي شدد لدى افتتاحها على اهمية دور هؤلاء القادة في تعزيز الوحدة الوطنية في مواجهة الخلافات التي وصلت "حد الانتحار". وشاركت 15 شخصية ابرزهم بطاركة الطوائف المسيحية الرئيسية المارونية والارثوذكسية والكاثوليكية مار نصرالله بطرس صفير واغناطيوس الرابع هزيم وغريغوريوس الثالث لحام, وممثلو الطوائف الاسلامية والسنية والشيعية والدرزية محمد رشيد قباني والشيخ عبد الأمير قبلان والشيخ نعيم حسن. وتوافق المجتمعون على ضرورة عدم استخدام السلاح في الداخل بالمطلق وفق ما ورد في اتفاق الدوحة الذي انهى ازمة سياسية استمرت اكثر من عام ونصف العام ووقع عليه في 21 ايار/مايو. واكدوا في البيان الختامي على "ما ورد في اتفاق الدوحة لجهة الامتناع عن او العودة الى استخدام السلاح والعنف بهدف تحقيق مكاسب سياسية وحظر اللجوء الى استخدام السلاح او الاحتكام اليه في ما قد يطرأ من خلافات ايا كانت هذه الخلافات وتحت اي ظرف كان". وناشد الحضور مختلف القوى التعاون مع الرئيس ميشال سليمان "لتسريع مهمته في عملية استعادة العافية الوطنية واستكمال تحرير الارض المحتلة (مزارع شبعا) وتثبيت اركان الوحدة والامن والاستقرار ومعالجة القضايا الاجتماعية والاقتصادية بالتعاون مع مجلس النواب والحكومة". وطالبوا بالاسراع في انجاز حكومة الوحدة الوطنية التي يتعثر تاليفها منذ نحو شهر بسبب الخلاف على تقاسم الحصص الوزارية "لان كل تاخير يعيق انطلاقة العهد في تحمل المسؤولية الوطنية واطلاق ورشة الحوار". (ا ف ب)