وكان المفوض الأوروبي لشئون الضرائب والجمارك لازلو كوفاكس قد أعلن مؤخرا عن الرقم المفزع الذي سجلته ادارة جمارك الاتحاد خلال العام المنصرم والذي وصل الي أكثر من40 الف قضية تزوير لسلع مزيفة قد تم ضبطها علي حدود الاتحاد الخارجية و معظمها من الصين. وكانت إحصائيات ادارة الجمارك الاوروبية الأخيرة قد أشارت مؤخرا الي أن الصين تسهم وحدها بنسبة57.92% لتتصدر بذلك قائمة الدول المقلدة من مجمل دول العالم بينما تحتل تركيا المرتبة الثانية بنسبة40.92% وهو ما يشكل فارقا كبيرا تليها الهند ثم جورجيا وسويسرا وهونج كونج وبلغاريا بنسب متفاوتة لاتتعدي3% لكل دولة. وقد تزامنت هذه المعلومات الهامة الصادرة عن ادارة جمارك الاتحاد الأوروبي مع نتائج الحملة الاوروبية المشتركة لمكافحة الغش التي كشفت عن الارقام الجديدة للمنتجات والماركات المزورة وهو ما يشكل9% من حجم التجارة العالمية بقيمة(250 مليار يورو) بما يعني ضرب الكيانات الاقتصادية في مقتل والأهم من ذلك هو تأثير هذه السلع الضارة علي صحة الانسان بشكل عام. ومما هو جدير بالذكر أن السجائر قد شكلت وحدها ثلت المضبوطات المزيفة من قبل جمارك الاتحاد الاوروبي خلال عام2007 كونها السلعة الاكثر رواجا علي مستوي العالم وتأتي الاكسسوارات والملابس المقلدة في المرتبة الثانية وكذلك مستحضرات التجميل المزيفة( ومعظمها من جورجيا وتركيا) تليها الادوية غير المطابقة للمعايير الطبية السليمة. وقد طالبت المفوضية الاوروبية لحماية المستهلك الصين بشكل خاص بتقديم معلومات دقيقة وتفصيلية حول المعايير التي تطبقها علي مصانع السلع المقلدة التي تقوم بتصديرها لدول الاتحاد الاوروبي ولاسيما تلك المتعلقة بالمأكولات والدواء ولعب الاطفال . وكانت الصين قد صدرت وحدها مؤخرا أكثر من10 آلاف سلعة لحوالي30 دولة أوروبية في الوقت الذي أثار أكتشاف منتجات صينية غير صالحة قلقا بالغا في الولاياتالمتحدةالامريكية سرعان ما تحول الي هاجس أوروبي في وجه الزيف والقرصنة لما يشكلانه من خطر بالغ علي مستقبل الاقتصاد العالمي من جهة وصحة الاجيال القادمة من جهة أخري.