بعد سنوات عديدة من المعاناة من النزاعات الداخلية والتخلف الاقتصادي, تتطلع افريقيا حاليا للحصول علي مكانتها المستحقة علي الصعيد العالمي. ومع إخماد نيران الحرب من خلال جهود داخلية في الأساس في أنحاء القارة, ظهرت مدرسة فكرية جديدة تقول إن افريقيا قادرة علي حل مشاكلها بنفسها. وأتت جهود القارة لحل العدد الكبير من المشكلات التي تواجهها بنتائج رغم بعض اخفاقات هنا وهناك. وقد أصبحت القارة ايضا أكثر ارتباطا ببقية العالم اقتصاديا وسياسيا وشهدت مدا استثماريا لا مثيل له في التاريخ وتدفقا مطردا من زيارات القادة من خارج المنطقة. الدور المتنامي للاتحاد الافريقي لعب الاتحاد الافريقي دورا مهما لم يسبق له مثيل في عام 2007 في حل النزاعات التي تحدت الارادة الجماعية للمجتمع الدولي. ففي الصومال تحاول الحكومة الانتقالية استعادة النظام في البلاد التي عانت من الصراعات علي مدار 17 سنة. وصدق الاتحاد الافريقي علي نشر بعثة لحفظ السلام هناك وقد تم بالفعل نشر قوة طليعية مؤلفة من 1700 جندي هناك لتوزع امدادات الاغاثة علي السكان المحليين وتقدم الرعاية الصحية وايضا تحمي المنشآت المهمة مثل المطارات والمباني الحكومية. والاتحاد الافريقي ايضا نشط جدا في حل الازمة في منطقة دارفور غربي السودان حيث تقوم قوات حفظ سلام افريقية بحماية السكان المدنيين رغم التحديات اللوجستية والمالية الكبيرة. وفي بوروندي تولي الاتحاد الافريقي ادارة بعثة حفظ السلام التي تم نشرها هناك من قبل الاممالمتحدة. روابط متنامية مع العالم الخارجي بينما اصبحت القارة اكثر استقرارا وامنا علي وجه العموم تشهد افريقيا جنوب الصحراء أكبر قوة دفع اقتصادية خلال اكثر من اربعة عقود حسبما قال صندوق النقد الدولي في بيانه الذي يصدر كل عامين حول الاقتصاد العالمي والذي نشر في اكتوبر. وتوقع صندوق النقد الدولي ان تتوسع الاقتصاديات في افريقيا جنوب الصحراء بمعدل قدره 6.1% هذا العام بعد التوسع بنسبة 5.7% في عام 2006 وأن تحقق توسعا بنسبة 6.8% في عام 2008 وهو اعلي بكثير من معدل النمو في مناطق اخري بالعالم. وعزا التقرير النمو الاقتصادي للمنطقة جزئيا الي "انفتاحها" المتزايد علي العالم. وفي القمة بين أفريقيا والاتحاد الأوروبي التي اختتمت أعمالها مؤخرا في لشبونه اتفق القادة الافارقة ونظرائهم بالاتحاد الاوروبي علي اقامة شراكة سياسية علي قدم المساواة الامر الذي يعتبر تنمية بارزة للعلاقات الاوروبية الافريقية التي كانت تتصف بصفة استعمارية في الماضي. وقال مفوض الاتحاد الاوروبي لشئون التنمية والمساعدات الانسانية لويس ميشيل خلال القمة ان افريقيا لم تعد عبئا بل هي فرصة. وتم أيضا تعزيز العلاقات بين افريقيا والهند والبرازيل وروسيا هذا العام في ضوء زيارات قادة الدول الثلاث الي افريقيا. ووقع قادة الهند وجنوب افريقيا والبرازيل علي سلسلة من الاتفاقيات تغطي الرعاية الصحية والتعليم والطاقة والتعاون في مجال الجمارك في نهاية قمة عقدت في اكتوبر. وشهدت السنة الحالية ايضا مزيدا من التنمية للشراكة الاستراتيجية بين افريقيا والصين. وجدير بالاشارة ان التعاون التجاري بين الصين وافريقيا مستمر في النمو حيث من المتوقع أن يتجاوز حجم التجارة الثنائية 70 مليار دولار امريكي هذا العام. واصبحت الصين الآن ثالث شريك تجاري لافريقيا في العالم.