تحت هذا العنوان ذكرت الصحيفة ان فرنسا اصبحت عالقة سياسيا وعسكريا في "المستنقع التشادي" سواء قررت دعم نظام الرئيس ادريس ديبي او التخلي عنه. فبعد ان اصبح المتمردون علي ابواب العاصمة نادجامينا واندلاع المعارك بين الجيش والمتمردين اصبح من الصعب علي فرنسا عدم التدخل في هذا الصراع خاصة مع وجود نحو 1000 جندي فرنسي في تشاد ونحو 1500 مواطن فرنسي مقيمون في العاصمة. وعلي الصعيد السياسي وعلي الرغم من ان العلاقات بين ديبي وساركوزي ليست بنفس قوة العلاقات التي كانت تربط بين الرئيس التشادي والرئيس الفرنسي السابق جاك شيراك الا ان القضية الاخيرة التي ادان فيها القضاء التشادي عددا من الفرنسيين والاجانب العاملين في مجال الاغاثة الانسانية بمحاولة خطف عدد من الاطفال التشاديين ادت الي توطيد العلاقات بينهما مما سمح بسرعة ترحيل الفرنسيين المدانين الي بلادهم لتقضية فترة العقوبة هناك. اما علي الصعيد العسكري فمن المعروف ان الجيش الفرنسي متواجد علي الاراضي التشادية منذ نحو 20 عاما وفقا لاتفاق عسكري مبرم بين البلدين تقوم فرنسا بموجبه بتقديم الدعم اللوجيستي والاستخباراتي للجيش. ويري بعض المحللين والباحثين السياسيين ان فرنسا ليس لديها بديل سوي دعم نظام ديبي حتي النهاية. فهم يرون ان فرنسا لم تقدم اي بديل للنظام الحاكم الحالي الذي يمثل نموذجا مضادا لكل ما يدعو اليه الاتحاد الاوروبي، وهو ما يمثل مشكلة اخري لفرنسا التي يجب ان تاخذ في الاعتبار موقف حلفائها الغربيين. ويري باحث سياسي في معهد العلاقات الدولية والاستراتيجية ان سياسة فرنسا في تشاد اصبحت مرتبطة بنشر قوات اوروبية في البلاد وهو المشروع الذي تدافع عنه فرنسا في مواجهة الشكوك الاوروبية حول مدي امكانية المشاركة في قوات حفظ السلام الاوروبية في تشاد. فان مساندة فرنسا للرئيس ديبي يفقدها شرعيتها امام شركاءها الذين يشترطون حيادية هذه القوات التي من المقرر ان تبدأ انتشارها في شرق البلاد لحماية المدنيين النازحين ولاجئي دارفور. واختتمت الصحيفة المقال بقولها ان المتمردين التشاد يتشككون في اهداف القوات الاوروبية التي تتكون من اغلبية فرنسية خوفا من ان تحاول هذه القوات دعم نظام الرئيس ديبي مهما كلفها الامر.