أكد الرئيس حسنى مبارك فى كلمته أمام مؤتمر الفاو أن قضية الأمن الغذائى تواجه تحديا صعبا على مستوى العالم , باتت تفرضه الارتفاعات المضطردة فى أسعار السلع الغذائية , وتراجع المخزون العالمى من هذه السلع لأدنى مستوياته منذ السبعينيات . وأشار الرئيس مبارك فى كلمته أمام مؤتمر منظمة الأغذية والزراعة حول الأمن الغذائى وتغير المناخ , الذى بدأ فى العاصمة الإيطالية روما الثلاثاء إلى أن هذه الأزمة تسببت فى اختناقات اقتصادية و اضطرابات اجتماعية بالعديد من دول العالم النامى . فضلا عن انعكاساتها الضارة على أنشطة منظمة الأغذية والزراعة وبرنامج الغذاء العالمى وعلى مسار الزراعة بجولة الدوحة لمنظمة التجارة العالمية . وقد رحب الرئيس مبارك بمجموعة العمل التى شكلها الأمين العام للأمم المتحدة والاستراتيجية التى ستطرحها للتعامل مع هذه الأزمة . ودعا إلى مشاركة عالمية تتعامل مع مسببات الأزمة الحالية وتداعياتها , بما يحقق مصالح الدول النامية والمتقدمة . كما جدد الدعوة لحوار دولى عاجل يلتقى تحت مظلته مصدرو ومستوردو الغذاء والطاقة من الدول المتقدمة والنامية , لوضع استراتيجية دولية لمواجهة الأزمة الراهنة فى الأجل القصير والمتوسط والبعيد , حوار يضع مدونة سلوك دولية تراجع التوسع الراهن فى انتاج الوقود الحيوى كمصدر بديل للطاقة التقليدية وتضع معايير الاستخدام المسئول للحاصلات الزراعية كطعام للبشر وليس كوقود للمحركات . وعلى الصعيد نفسه دعا الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون المشاركين في قمة مؤتمر الفاو إلى "تحقيق أكبر قدر ممكن من الاجماع الدولي حول الوقود الحيوي" الذي يعتبر من عوامل ارتفاع أسعار المواد الغذائية.وقال "أمامنا فرصة تاريخية لإنعاش الزراعة". وأشار بان كاشفا مبادئ "إطار التحرك الشامل" الذي أعدته خلية الأزمة التي أنشئت قبل شهر وتضم رؤساء وكالات الأممالمتحدة والمؤسسات الاقتصادية الدولية, إلى أن الإنتاج الغذائي يجب أن "يتضاعف بحلول 2030" من أجل التصدي للفقر في العالم. وطلب كي مون من الدول المشاركة "ألا تنجذب إلى السياسات الغذائية التي تؤدي إلى افقار جيرانها". وقد افتتح الرئيس الإيطالي جورجيو نابوليتانو قمة منظمة الأغذية والزراعة (الفاو)حول الأزمة الغذائية صباح الثلاثاء في روما بحضور العديد من رؤساء الدول والحكومات بحثا عن حل لوقف ارتفاع أسعار المواد الأساسية. وقال نابوليتانو في كلمة ألقاها أمام ممثلي معظم الدول ال193 الأعضاء في المنظمة التابعة للأمم المتحدة "إن الجميع يعي خطورة الأزمة وكذلك عواقبها بالنسبة للدول الفقيرة".ونوه ب"مشاركة عدد كبير من رؤساء الدول والحكومات" معتبرا أنه "من الضروري التدخل في إطار الأممالمتحدة من أجل تخطي الأزمة". ومن المقرر أن تستمر القمة ثلاثة أيام في محاولة لإيجاد حلول للأزمة الغذائية العالمية وارتفاع الأسعار وبينما تضرب الأزمة الغذائية خصوصا الدول الأكثر فقرا وسببت اضطرابات في إفريقيا ومنطقة الكاريبي وآسيا حذرت الفاو ومنظمة التعاون والتنمية الاقتصادية في تقرير مشترك من أن أسعار المواد الزراعية ستبقى مرتفعة جدا خلال العقد المقبل. ومن بين القضايا الشائكة التي ستطرح على القمة مسألة المحروقات الحيوية التي سيدافع عنها الرئيس البرازيلي لويس ايناسيو لاول دا سيلفا. وقد اتهم خبراء عدة هذا القطاع بالتسبب بارتفاع الأسعار. أما الفاو التي واجهت مؤخرا انتقادات بسبب ضعف فاعليتها خصوصا من قبل السنغال فستحاول تحسين صورتها. وكان الرئيس السنغالي عبد الله واد دعا مطلع أيار/مايو إلى إلغاء المنظمة التي رأى أن وجودها "تبذير للأموال", معتبرا أن الأزمة الغذائية العالمية الحالية تشكل "فشلا كبيرا لها". وأشار إلى "هذه المؤسسة التي تقوم وكالات أخرى بعمل مماثل لمهامها وأكثر فاعلية تبذر أموالا تنفق على تشغيلها لعمليات فاعليتها ضئيلة جدا على الأرض". من جهتها رأت سكرتيرة الدولة الفرنسية لحقوق الإنسان راما ياد منذ أيام أن الفاو وبرنامج الغذاء العالمي "توظفان عددا كبيرا من الناس وتنفقان ميزانية كبيرة لتشغيلهما وهذا يعني ميزانية اقل للاستثمار". وقد شكل وجود رئيسي إيران محمود احمدي نجاد وزيمبابوي روبرت موجابي المثيرين للجدل مصدر اهتمام.حيث توجه نجاد إلى روما الثلاثاء لحضور القمة في العاصمة الايطالية التي شهدت تظاهراتاحتجاج على حضوره. أما موجابي الممنوع من الإقامة على ارض دولة عضو في الاتحاد الأوروبي لكنه تمكن من التوجه إلى روما بموجب استثناء آني فقد أدانت بريطانيا واستراليا حضوره بينما تساءلت باريس عن سبب مشاركته. وفرضت إجراءات أمنية مشددة حول القمة بينما قررت منظمات وأحزاب اليسار الإيطالي التظاهر الثلاثاء ضد حضور موجابي وأحمدي نجاد القمة. وكانت عقدت قمة عالمية أولى للتغذية في 1996 في روما تلتها قمة ثانية في 2002 بهدف تأكيد الأسرة الدولية التزامها خفض معدل الفقر في العالم إلى النصف بحلول العام 2015 . (ا ف ب ا ش ا)