اكد الرئيس حسني مبارك ان قضية الامن الغذائي تواجه تحديا صعبا علي مستوي العالم، باتت تفرضه الارتفاعات المطردة في اسعار السلع الغذائية، وتراجع المخزون العالمي من هذه السلع لادني مستوياته منذ السبعينيات. واشار الرئيس في كلمته امام مؤتمر منظمة الاغذية والزراعة حول الامن الغذائي وتغير المناخ، في روما الي ان هذه الازمة تسببت في اختناقات اقتصادية واضطرابات اجتماعية بالعديد من دول العالم النامي، فضلا عن انعكاساتها الضارة علي انشطة منظمة الاغذية والزراعة وبرنامج الغذاء العالمي وعلي مسار الزراعة بجولة الدوحة لمنظمة التجارة العالمية. ورحب الرئيس مبارك بمجموعة العمل التي شكلها الامين العام للامم المتحدة والاستراتيجية التي ستطرحها للتعامل مع هذه الازمة، ودعا الي مشاركة عالمية تتعامل مع مسببات الازمة الحالية وتداعياتها، بما يحقق مصالح الدول النامية والمتقدمة. وجدد الدعوة لحوار دولي عاجل يلتقي تحت مظلته مصدرو ومستوردو الغذاء والطاقة من الدول المتقدمة والنامية لوضع استراتيجية دولية لمواجهة الازمة الراهنة في الاجل القصير والمتوسط والبعيد، حوار يضع مدونة سلوك دولية تراجع التوسع الراهن في انتاج الوقود الحيوي كمصدر بديل للطاقة التقليدية وتضع معايير الاستخدام المسئول للحاصلات الزراعية كطعام للبشر وليس كوقود للمحركات. وقال الرئيس مبارك ان مصر تواجه تداعيات الازمة الراهنة باقتصاد عززت قوته خطوات الاصلاح وبشبكة متسعة القاعدة للضمان الاجتماعي. اكد المهندس سامح فهمي وزير البترول الذي يشارك في الوفد المصري الاهمية الاستراتيجية لزيارة الرئيس مبارك لايطاليا ومبادرته التاريخية لقضية الطاقة والغذاء التي اصبحت ظاهرة عالمية تستوجب تكاتف دول العالم اجمع لمواجهة التحديات المترتبة عليها، مؤكدا ان زيارة الرئيس مبارك ولقاءه مع الرئيس الايطالي ورئيس الوزراء سيمثل لقاء مهما لصناعة البترول والغاز في البلدين في ضوء علاقات الشراكة الاستراتيجية بين البلدين في مجال البترول التي تمتد منذ اوائل الخمسينيات. واشار الوزير الي ان رؤية الرئيس مبارك لقضية ازمة الطاقة والغاز تمثل منهجا للتعامل مع هذه القضية الحيوية في ضوء الارتفاع العالمي غير المسبوق في اسعار البترول والغاز وتأثير ذلك علي ازمة الغذاء في ضوء توجه بعض الدول في استخدام بعض المحاصيل الزراعية مثل الذرة وقصب السكر لانتاج الوقود الحيوي وهي تمثل المرحلة الاكثر خطورة تليها مرحلة استخدام بعض المحاصيل الزراعية الاخري مثل نبات الجاتروفا "والذي لا يستخدم كغذاء" في انتاج الوقود وهي تمثل مرحلة اقل حدة ولكن الصعوبات المرتبطة بها تتمثل في احتياجها الي مساحات شاسعة من الاراضي وكمية كبيرة من المياه حتي وان كانت غير صالحة للشرب لكنها صالحة لانتاج محاصيل اخري، مشيرا الي ان المرحلة الثالثة هي انتاج الوقود الحيوي من المخلفات الزراعية التي تمثل مشكلة بيئية يستوجب التعامل معها وعلاجها ولذلك فهي تمثل الاستخدام الامثل لانتاج الوقود الحيوي من المخلفات الزراعية. واضاف الوزير ان مبادرة الرئيس مبارك في هذا المجال تحظي بتأييد عدد كبير من دول العالم في ضوء ارتفاع اسعار الطاقة والغذاء وتأثير التغيرات المناخية. من جانبه أكد الرئيس الايطالي جورجيو نابوليتانو في كلمة الافتتاح التي القاها امام ممثلي معظم الدول ال 193 الاعضاء بمنظمة الفاو ان الجميع يعي خطورة ازمة ارتفاع اسعار المواد الاساسية وكذلك عواقبها بالنسبة للدول الفقيرة. وطلب الامين العام للامم المتحدة بان كي مون من الدول المشاركة في قمة روما الا تنجذب الي السياسات الغذائية التي تؤدي الي افقار جيرانها.وقال انه يدعو العالم الي اتخاذ اجراءات للتحرك علي المدي البعيد من اجل تعزيز الامن الغذائي العالمي. ودعا الي تعهدات ثابتة للمضي قدما، مشددا علي وجوب زيادة الدعم المالي عن طريق التزامات وليس قروضا كما دعا الي تحقيق اكبر قدر ممكن من الاجماع الدولي حول الوقود الحيوي الذي يعتبر من عوامل ارتفاع اسعار المواد الغذائية. واضاف ان العالم امامه الان فرصة تاريخية لانعاش الزراعة، واشار الي ان الانتاج الغذائي يجب ان يتضاعف بحلول عام 2030 من اجل التصدي للفقر في العالم. وكان الرئيس الايراني محمود احمدي نجاد وصل امس الي روما لحضور القمة في العاصمة الايطالية التي شهدت تظاهرات احتجاجا علي حضوره.