أعلنت جبهة التوافق العراقية - الكتلة السياسية الرئيسية للسنة العرب في العراق - تعليق المحادثات بشأن العودة إلى الحكومة، بعد خلاف مع رئيس الوزراء نوري المالكي على منصب في مجلس الوزراء. وقال المتحدث باسم جبهة التوافق سالم الجبوري "علقنا المفاوضات مع الحكومة وسحبنا مرشحينا"، مضيفا أن القرار اتخذ بعد أن اعترض المالكي على أحد المرشحين الذين اقترحتهم الجبهة لمنصب وزاري. وأضاف الجبوري أن جبهة التوافق وضعت قائمة مرشحين لستة مناصب وزارية لتسليمها للحكومة للموافقة عليها، لكن المالكي رفض الترشيح المتعلق بوزارة التخطيط. وكانت جبهة التوافق قد انسحبت من حكومة الوحدة الوطنية في أغسطس/ آب الماضي مطالبة بغطلاق سراح معتقلين في السجون العراقية غالبيتهم من السنة العرب وبدور أكبر في المسائل الأمنية. يذكر أن المالكي يواجه منذ توليه السلطة في مايو/ أيار 2006 انتقادات مستمرة من جانب الأقلية السنية، التي تقول إنه يعلي مصالح الأغلبية الشيعية على مصالح الطوائف والأعراق الأخرى في البلاد. لكنه حظي بالإشادة من جانب السنة العرب بعد أن شن حملة على ميليشيات شيعية موالية للصدر في بغداد ومدينة البصرة الجنوبية في أواخر مارس/ آذار 2008. ولم يعد لميليشيا جيش المهدي الموالية للصدر نشاط ظاهر بعد أن سيطرت قوات الأمن العراقية على معقلها في بغداد بموجب هدنة بعد قتال دام عدة أسابيع. ويعد إقناع جبهة التوافق العراقية بالعودة للانضمام للحكومة هدفا رئيسيا للسياسة الأمريكية في العراق، وخطوة حيوية نحو المصالحة بين مختلف التيارات العراقية. بينما قد يقوض انهيار المحادثات جهود واشنطن لإقناع الدول العربية السنية بتقديم دعم أكبر للحكومة العراقية عن طريق شطب ديون وفتح بعثات دبلوماسية، وذلك خلال مؤتمر سيعقد في السويد الخميس برئاسة الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون والمالكي، لتقييم مدى التقدم في تنفيذ خطة أقرت خلال اجتماع عقد في مصر في 2007 للمساعدة في إعادة إعمار العراق بعد الغزو الذي قادته الولاياتالمتحدة عام 2003. (رويترز)