بحث الرئيس حسنى مبارك صباح الأحد مع وفد الكونجرس الأمريكى برئاسة النائب الديمقراطى "لويس جوتيريس" رئيس اللجنة الفرعية للخدمات المالية والدولية والتجارة والتكنولوجيا بمجلس النواب مجمل العلاقات الثنائية والتعاون بين مصر والولاياتالمتحدة فى المجالات المختلفة . وعقب اللقاء أعرب "لويس جوتيريس" رئيس وفد الكونجرس الأمريكى عن سعادته لاستقبال الرئيس مبارك للوفد وأشار فى تصريحات للصحفيين أن الوفد يزور مصر ضمن جولة فى منطقة الشرق الأوسط فى ضوء دورها الحيوى فى المنطقة والحرص على الاستماع لتقييم الرئيس مبارك للأمور . ووصف "جوتيريس" المحادثات التى جرت خلال اللقاء بالممتازة والصريحة وقال "إنها جرت فى جو من الود والصدق وتناولت العديد من المجالات بما فيها الاقتصادية والمصرفية وحتى أبرز القضايا السياسية الإقليمية بما فى ذلك قضايا العراق والوضع على الحدود بين مصر وقطاع غزة فى إطار الحديث عن عملية السلام إضافة إلى قضية إقليم دارفور والوضع فى السودان".. ونوه "جوتيريس" بالعلاقات الإستراتيجية والوثيقة بين الشعبين المصرى والأمريكى وأن المناقشات أتاحت للوفد الأمريكى فهما أكبر حول القضايا كافة.. وقال إن أحد أهداف الزيارة الحالية لمصر هو البحث عن السبل الكفيلة بتعزيز هذه العلاقات فى المجالات المختلفة . وأضاف النائب الديموقراطى أنه حتى وإن بدت هناك بعض الاختلافات فى وجهات النظر إزاء بعض القضايا إلا أن ذلك لا يغير من حقيقة ما تتمتع به العلاقات المصرية الأمريكية من أهمية ومتانة . وردا على سؤال حول موقف الكونجرس الأمريكى إزاء مسألة وجود أنفاق على الحدود بين مصر وقطاع غزة قال رئيس الوفد إن آراء أعضاء مجلس النواب الأمريكى تتسم بتباين واضح فى هذا الخصوص بل وحتى داخل أروقه الحزب الواحد . ولقد ناقشنا هذا الأمر مع الرئيس مبارك الذى كان واضحا للغاية فى عرضه لجهود الحكومة المصرية لتأمين المنطقة الحدودية . وأضاف النائب الأمريكى قائلا إنه بشكل عام تحدث كثيراً مشاكل على الحدود لدى كثير من لدول مثلما يحدث على حدود الولاياتالمتحدة مع المكسيك أو كندا مشيدا فى هذا الخصوص بالتزام مصر بتعهداتها وفقا لمعاهدة السلام . وحول رأيه بشأن المفاوضات غير المباشرة التى بدأت مؤخرا بين سوريا وإسرائيل , قال "إن اللقاء لم يتطرق لهذا الموضوع اليوم ولكنى كنائب ديمقراطى اتفق مع رأى مرشح الرئاسة الديمقراطى "باراك أوباما" فى أن مثل هذه الاتصالات إنما تفتح آفاقا جديدة لمناقشات وحوارات جديدة وبناء جسور للثقة نعتقد أن الشرق الأوسط يحتاج إليها بشدة وتؤسس لعلاقات جيدة بين الشرق الأوسط والعالم والولاياتالمتحدة". حضر اللقاء أعضاء الوفد الأمريكي الذي يزور مصر حاليا والذين ينتمون لعدد من اللجان المختلفة في الكونجرس وهم النائب الجمهورى "ميلفين سبنسر باكوس" والنائب الديمقراطى "ملفين وات" والنائب الجمهورى "توم ديفيز" والنائب الديمقراطى "مايكل كابوانو" والنائب الديمقراطى "جيم موران" والنائب الجمهورى "لويس فورتونو" والنائبة الدميقراطية "جوندولين مور"، كما حضرت اللقاء قرينات النواب الزائرين والسفيرة "مارجريت سكوبى" سفيرة الولاياتالمتحدة لدى مصر. على جانب آخر، استقبل الرئيس مبارك "موسى فاكى محمد" وزير الشئون الخارجية بجمهورية تشاد حاملا رسالة للرئيس مبارك من الرئيس التشادى "إدريس ديبى". وصرح وزير الشئون الخارجية التشادي عقب اللقاء بأن الرسالة التي حملها من الرئيس التشادي تتعلق بتدهور العلاقات مؤخرا بين تشاد والسودان . مشيرا أن الرسالة تأتي في إطار تبادل الآراء بين الرئيسين . وتطرق الوزير التشادي للمشكلة الأخيرة بين السودان وتشاد بعد اقتحام متمردين لمدينة أم درمان السودانية في العاشر من مايو الجاري موضحا أن حكومة تشاد أدانت ذلك الهجوم ووصفته بأنه "مغامرة". وأضاف أن تشاد والسودان كانا قد وقعا اتفاقا للسلام في داكار في مارس2008 ينص على عدم تدخل أي من الدولتين في الشئون الداخلية للدولة الأخرى وألا تساند أية دولة أي متمردين من الدولة الأخرى . وقال إن السودان من جانبه قد أدان تشاد عقب الهجوم على أم درمان وحملها المسئولية عن تلك المشكلة . لكننا في تشاد نؤكد أنها مشكلة سودانية سودانية وشأن داخلي سوداني .. واتهم الوزير التشادي المخابرات السودانية باقتحام السفارة التشادية بالخرطوم . وقال الوزير التشادي "اتخذت الحكومة السودانية قرارا من طرف واحد بقطع علاقات السودان مع تشاد وهو ما أحزننا في تشاد خاصة بعد الحملة الإعلامية الدعائية الكبيرة من جانب السودان ضدنا " . وأضاف الوزير التشادي أنه من الطبيعي أن يرسل الرئيس التشادي وفدا إلى مصر للقاء الرئيس مبارك ليشرح ويفسر ما حدث على الأقل من جانبنا وليشدد على التزام تشاد باحترام اتفاق داكار " . وردا على سؤال عما إذا كانت هناك نية لعودة السودان وتشاد إلى مائدة المفاوضات مرة أخرى . قال الوزير التشادي "موقفنا واضح فما حدث يعد نتيجة لنزاع في إقليم دارفور فهو نزاع بين الحكومة والمعارضة المسلحة وتشاد ليست لها أية علاقة من قريب أو بعيد بهذه المشكلة وأن الوفد جاء لمصر ليشرح الموقف للرئيس مبارك الذي قرر أن يقوم بجهود للعمل على عودة العلاقات بين السودان وتشاد إلى طبيعتها " . حضر المقابلة وزير الخارجية أحمد أبوالغيط فيما حضرها من الجانب التشادى "مصطفى على اليفاى" مستشار الرئيس التشادى للشئون الدولية "وليمان محمد" مستشار الشئون القانونية برئاسة الجمهورية التشادية والسفير "محمود آجى" سفير تشاد بالقاهرة . كما استقبل الرئيس مبارك الطيب الفاسي الفهرى وزير الشئوون الخارجية والتعاون المغربى الذى يزور مصر حاليا وتم خلال اللقاء تناول العلاقات الثنائية بين مصر والمغرب. حضر المقابلة وزير الخارجية أحمد أبوالغيط وحضرها سفير المغرب بالقاهرة السفيرفرج الدوكالى. على جانب آخر، بحث الرئيس مبارك مع الأمير "فيليب" ولي عهد بلجيكا العلاقات الثنائية بين البلدين وسبل تعزيزها فى المجالات المختلفة وبخاصة فى مجالات الاقتصاد والتجارة والاستثمار حيث يرأس الأمير فيليب بعثة اقتصادية وتجارية كبيرة تضم نحو مائة من رجال الأعمال البلجيك . مبارك خلال لقاءه مع ولي عهد بلجيكا كما تم خلال اللقاء تبادل الآراء حول تطورات الأوضاع على الساحة الإقليمية وبخاصة جهود دفع عملية السلام والمفاوضات الفلسطينية الإسرائيلية وجهود مصر للتهدئة فى غزة وتخفيف المعاناة عن الشعب الفلسطينى إضافة إلى مناقشة قضايا لبنان والعراق والعلاقات المتنامية بين مصر والاتحاد الأوروبى بما فى ذلك مناقشة اقتراح الرئيس الفرنسى "نيكولا ساركوزى" إنشاء الاتحاد من أجل المتوسط كآلية للتعاون الأورومتوسطى المعروف باسم (عملية برشلونة) . حضر المقابلة "فانسان فان كيكنبورن" وزير المشروعات والإصلاح الإدارى البلجيكى و"دانيال ليروى" سفير بلجيكا بالقاهرة . تجدر الإشارة أن ولى العهد البلجيكى يتولى فى إطار مهامه الدستورية العمل على توثيق الروابط التجارية والعلاقات الاقتصادية مع الدول المهمة لبلاده ومن المتوقع أن يتم خلال الزيارة التوقيع على عدد من الاتفاقيات ومذكرات التفاهم فى مجالات الطاقة والموانىء والتعاون فى المجال التكنولوجى . (أ.ش.أ)