في الوقت الذي أقر فيه مجلس الشيوخ الأمريكي تمويلا جديدا لقواته في العراق ، أعلن قائد القوات الأمريكية في العراق الجنرال "ديفيد بترايوس" أنه يتوقع أن يتمكن من تقديم توصية بخفض جديد لعديد القوات الأمريكية في العراق قبل أن يتولى منصبه على رأس القيادة الأمريكية الوسطى في أيلول/سبتمبر.وسيتولى "بترايوس" الإشراف على الحربين الجاريتين في أفغانستان والعراق وقال الجنرال بترايوس في جلسة استماع أمام لجنة القوات المسلحة في مجلس الشيوخ قبل تثبيته في منصبه الجديد "أعتقد أنه يمكنني أن أوصي بخفض جديد في عديد القوات في ذلك الوقت". وأضاف "لا ألمح بذلك إلى أن الخفض سيشمل لواء مقاتلا (بين 3500 وأربعة آلاف جندي) أو تشكيلا كبيرا، لكن قد يكون كذلك". وينتشر حوالى 155 ألف جندي أمريكي في العراق حاليا، سينخفض عددهم إلى 140 ألفا بحلول تموز/يوليو. بوش : الإنسحاب كارثة فى الوقت ذاته ، اعتبر الرئيس الأمريكي جورج بوش الخميس أن انسحابا سابقا لأوانه للقوات العسكرية الأمريكية من العراق سيكون "كارثيا لبلادنا" ، ويعزز القاعدة ويشجع طموحات إيران النووية ، لكنه رأى أيضا أن تحسن الأمن إلى درجة كافية في العراق يمكن أن يبرر خفض عديد القوات الجاري حاليا بنسبة 25% مقارنة بالسنة الماضية. ولم يتخذ بوش أي موقف من اقتراح قائد القوات الأمريكية في العراق الجنرال "ديفيد بترايوس" الخميس حول خفض مكثف للقوات. بوش وأعلن بوش تصميمه أن تواصل القوات الأمريكية في العراق حربها ضد ما سماه "الإرهاب" تفاديا لهجمات على الأراضي الأمريكية كالتي حصلت في 11 أيلول/سبتمبر. جاء ذلك في كلمة ألقاها بوش أمام الآلاف من مظليي الجيش العائدين حديثا من العراق إلى قاعدة "فورت براغ" في كارولاينا الشمالية بعد 15 شهرا من الخدمة . وقال "إن الانسحاب قبل النصر سيبعث رسالة إلى الإرهابيين والمتطرفين عبر العالم مفادها أن أمريكا ضعيفة وليست لها الشجاعة لخوض معركة طويلة". وأضاف "الانسحاب قبل النصر سيكون كارثيا لبلادنا وسيزيد في احتمال تعرضنا لاعتداء آخر مثل 11 ايلول/سبتمبر" مؤكدا أن الانسحاب "سيعرض للخطر أمن الأجيال المقبلة ولا يجوز أن نسمح بذلك ولن نسمح به"، كما اعتبر أن "الانسحاب سيشجع إيران وطموحاتها النووية وجهودها الرامية إلى الهيمنة على المنطقة". كان بترايوس عين الجنرال "رايموند أوديرنو" مساعده السابق قائدا للقوات الأمريكية في العراق وكان أوصى في نيسان/أبريل بتجميد عمليات سحب القوات من العراق لفترة شهر ونصف الشهر على الأقل لتقييم الوضع وإعطاء الأوامر بانسحابات إضافية محتملة, مثيرا غضب الديموقراطيين الذي يطالبون بإنهاء الالتزام الأمريكي في العراق بسرعة. الجنرال بتريوس واعترف بترايوس بأن نقل السلطات الأمنية في المحافظات العراقية ال 18 إلى قوات الأمن العراقية سيستغرق وقتا أطول مما توقعته وزارة الدفاع الأمريكية وقال "لا أعتقد أنها ستنقل إلا بحلول نهاية السنة الجارية, موضحا ان السبب يعود جزئيا إلى الوضع المرتبط بالموصل في شمال العراق. "الشيوخ " يقر تمويلا للحرب وفي وقت سابق ، وافق مجلس الشيوخ الأمريكي على 165 مليار دولار تمويلا إضافيا للحرب في العراق وأفغانستان لمدة عام آخر بعد رفض جداول زمنية مقترحة لسحب القوات الأمريكية من العراق. ويعد مدى سرعة خفض القوات الأمريكية في العراق والبالغ عددها 155 الف جندي قضية رئيسة في انتخابات الرئاسة الأمريكية التي ستجرى في نوفمبر تشرين الثاني ،لكنه خصص أيضا مليارات إضافية يتم توفيرها لعملية التعليم في العراق وللمحاربين القدامى في أفغانستان بالإضافة لتقديم إعانات البطالة. كان بوش هدد باستخدام حق النقض (الفيتو) ضد أي مشروع قانون يراه يتضمن أوجه إنفاق محلية غير ضرورية. ومن المقرر أن يقر مجلس النواب مشروع قرار مشابه في وقت لاحق. (ا ف ب/ رويترز)