طالب الرئيس الإريتري أسياسي أفورقي مصر والسعودية بطرح مبادرة لإيجاد آلية تنظم التعاون الاستراتيجي بين دول البحر الأحمر وبدعم التعاون الثنائي بين مصر وإريتريا في التجارة والاستثمار . قال أفورقي - فى حوار مع رئيس تحرير صحيفة الأهرام الأستاذ أسامة سرايا نشرته الخميس "البحر الأحمر ممر استراتيجي معروف تربطنا به روابط ثقافية وتاريخية ومصالح اقتصادية وأمنية ومن البديهي أن تكون هناك آلية تنظم التعاون الاستراتيجي بين الدول المرتبطة به .. ولكن حتى الآن هذه الاستراتيجية غير موجودة". واعتبر أن مناقشة تلك القضية أصبحت مسألة حتمية بصرف النظر عن التكتلات الإقليمية الموجودة في منطقة الشرق الأوسط وقال " لكل هذا نرى أنه لابد من وجود شكل من أشكال التعاون بين الدول المطلة على البحر الأحمر والمرتبطة به بمصالح استراتيجية". ووصف الرئيس الإريترى دور مصر بأنه مهم وله وزنه في المنطقة بأسرها وأعرب عن أمله في أن تولي مصر اهتماما أكبر بالقرن الإفريقي ودول حوض النيل. وحول مجالات التعاون بين مصر وإريتريا قال أفورقي " إن هناك علاقات تجارية واستثمارية بالفعل ونستورد من مصر مواد البناء مثل الحديد والأسمنت والمواد الأساسية المرتبطة بمشروعات التنمية ونطمح أن يكون التعاون أكبر " وطالب بأن تكون هناك مجالات أوسع للتعاون والاهتمامات بين مصر ودول حوض النيل . وأكد أفورقي أن المنطقة ليست في حاجة إلي حروب جديدة بل إلى أمن واستقرار وتعاون بين دولها مشددا على أن بلاده لا ترغب في الدخول في أي مشكلات مع الولاياتالمتحدة. واتهم الرئيس الإريتري أسياسي أفورقي إثيوبيا وأمريكا بأنهما سبب تعقد المشكلات في القرن الإفريقي وطالب بترك دول المنطقة لحل مشكلاتها بنفسها ورفض اتهام إريتريا بدعم الإرهاب أو إذكاء الصراع في الصومال. وحول مبادرة دول حوض النيل التي تهدف إلي التعاون بين دول الحوض لاستثمار المياه علي أفضل وجه ممكن قال الرئيس أفورقى "إنه بالرغم من أهمية حوض النيل وقضية المياه فإن إريتريا لها تحفظات تستحق النقاش ورأي أن الآراء والقضايا المطروحة غير مشجعة حتي الآن .. موضحا أن لدي إريتريا اقتراحات جادة للتعاون بين دول الحوض . وأوضح أن إريتريا ستنضم الى المبادرة عندما تتضح العلاقات التي تربط بين هذه الدول والآلية التي تنطلق من خلالها والتي يجب أن تكون مبنية على مصالح مشتركة وقال "أي رابط إيجابي بين إريتريا وبين دول حوض النيل يحتاج إلى أرضية مشتركة صلبة وتوجه إيجابي بناء". وعما إذا كان القرن الإفريقي مقبلا علي حروب أخرى بين أثيوبيا وإريتريا مثلا قال أفورقي " إن الحرب بالنسبة لبلاده انتهت عام 1991 وأن المنطقة ليست في حاجة إلي حروب جديدة بل إلي أمن واستقرار وتعاون بين دول القرن الإفريقي . ووصف أفورقي اتهام بلاده بمساندة الإرهاب والتطرف وبأن لها مصلحة في استمرار الصراع في الصومال بأنها "مغالطات متعمدة" .. وقال "إن حروب وويلات الصومال رعتها أثيوبيا والولاياتالمتحدة وغيرهما .. ومادام هناك تدخل خارجي واقليمي ودولي فلن تكون هناك حلول لمشكلات الصومال". وحول علاقة إريتريا بالولاياتالمتحدة والدور الأمريكي في القرن الإفريقي قال الرئيس الإريتري أسياسي أفورقي "لا توجد لدينا أدني رغبة في الدخول في أي مشاكل مع الولاياتالمتحدة وأعتقد أن أمريكا تصنع مشكلات لنفسها وهي التي خلقت المشكلات الحدودية بيننا وبين أثيوبيا" . وأضاف " إريتريا لم تكن جزءا من إثيوبيا حتى القرن العشرين .. لقد حدث هذا بقرار أمريكي يتماشى مع المصالح الاستراتيجية الأمريكية". واعتبر أفورقي أن الاقتراح الأمريكي باعتبار إريتريا بلدا راعيا للإرهاب "كان قمة في الديكتاتورية من إدارة تدعى أنها تدعم الديمقراطية" وقال " إن ما يحدث إهانة للإدارة الأمريكية قبل أى شىء أخر الادارة التي تدعى أنها ترعى الديمقراطية وتريد نشر ثقافة السلام وحقوق الإنسان ولكنها تختلق أشياء وترهب من يعارضها القول من خلال التلويح بإدراجه في قائمة الدول الإرهابية ". وأكد الرئيس الإريتري أن السودان يمكنه حل مشكلاته الداخلية دون تدخل خارجي وقال " التدخلات الخارجية عقدت المشكلات في السودان سواء فيما يتعلق بدارفور أو تشاد السودان في رأيي لو ترك لحاله لديه من الوعي والإدراك العميق لمشكلاتنا ومصالحنا المشتركة ما يؤهله لحل مشكلاته". (ا ش ا)