تجدد الاشتباكات في لبنان ورايس تتعهد بدعم السنيورة

تجددت الاشتباكات في عدة مناطق فى جبل لبنان و أسفرت عن وقوع أربع إصابات ، ووزيرة الخارجية الأمريكية تعد فؤاد السنيورة بكل الدعم.
فقد تجددت الاشتباكات مساء الجمعة بمنطقة "رأس الجبل" فى جبل لبنان وأسفرت عن وقوع أربعة جرحى ، كما تجددت الاشتباكات أيضا فى مدينة "عالية" في جبل لبنان فى الوقت نفسه شهدت مدينة صيدا جنوب لبنان إطلاق نار بالعديد من الأحياء.
وقال مصدر بارز في المعارضة اللبنانية الجمعة إن المعارضة ستبقي على حصار بيروت حتى ترجع الحكومة عن قراراتها و تقبل بالتحاور والتوصل إلى حل سياسي ينهي 17 شهرا من الأزمة السياسية.
تأتى تلك التصريحات بعدما سيطر مسلحون من جماعة حزب الله على أجزاء كبيرة من بيروت الجمعة في ثالث يوم من المعارك بين الجماعة ومقاتلين موالين للتحالف الحكومي.
في الوقت نفسه ، قالت مصادر أمنية إن الاشتباكات المسلحة توقفت فى القسم الغربي من بيروت بعدما سيطر مناصرو المعارضة عليها.
على الجانب الآخر جددت وزير ة الخارجية الأمريكية كوندوليزا رايس تأكيد التزام الولايات المتحدة بدعم رئيس الوزراء اللبنانى فؤاد السنيورة وتقديم كل الدعم الذى يحتاجه.
ومن جانبه قال الائتلاف الحاكم في لبنان إن سيطرة حزب الله على منطقة بيروت الغربية "انقلاب مسلح" يرمي إلى إعادة سوريا إلى البلاد وخدمة مصالح إيران.
و فى وقت سابق ، تبادل مقاتلون من حزب الله بجانب حركة أمل إطلاق نيران البنادق والقذائف الصاروخية ضد مسلحين موالين للحكومة ومنهم مقاتلون موالون لتيار المستقبل السني في عدد من المناطق في العاصمة بيروت.
وقالت مصادر أمنية إن مقاتلين من حزب الله اجتاحوا مكاتب تابعة لتيار المستقبل الذي يتزعمه سعد الحريري ، و أعلن مصدر مقرب من الحريرى أن قذيفة صاروخية أطلقت على قصر قريطم مقر إقامة الحريرى و أصابت السور المحيط به دون وقوع إصابات أو أضرار .
على صعيد آخر أكد إيلى زخور رئيس غرفة الملاحة أن نقابات عمال مرفأ بيروت قررت وقف كل الأنشطة بالمرفأ بسبب الاشتباكات التى شهدتها بيروت بين الأكثرية و المعارضة .
وقف بث قناة المستقبل
في غضون ذلك ، أعلن نديم الملا رئيس مجلس إدارة محطة "أخبار المستقبل" التابعة لتيار المستقبل بزعامة سعد الحريري أن المحطة توقفت عن البث صباح اليوم بعدما "طوقها مسلحون وهددوا باقتحامها في حال عدم توقف البث".
وأضاف الملا "طوق مسلحون مبنى المحطة في شارع سبيرز وانتشروا في ممراته وطلبوا عبر قيادة الجيش توقف البث أو يقومون باقتحام المبنى" ، وأضاف "تركنا المحطة في عهدة الجيش"، وناشد الملا "وسائل الإعلام اتخاذ وقفة موحدة ليعود الصوت حرا".
وفي السياق ذاته ، قالت مصادر أمنية إن عشرة أشخاص على الأقل قتلوا وعشرين آخرين أصيبوا بجراح. وترددت أصداء انفجار القنابل وقرقعة نيران الأسلحة الآلية خلال الليل في أسوأ عنف داخلي تشهده البلاد منذ الحرب الأهلية بين عامي 1975 و1990.
من جهة أخرى ، تتواصل الاشتباكات المسلحة في عدد من أحياء غرب بيروت بين المعارضة والأكثرية في وقت ظلت تسمع فيه أصوات الرشاشات والقاذفات الصاروخية حتى ساعات الصباح الأولى.
كانت المعارضة قد رفضت مبادرة طرحها زعيم تيار المستقبل سعد الحريري تقترح بترك الجيش يبت في قراري الحكومة موضعي الخلاف وهما شبكة الاتصال التابعة لحزب الله وإقالة رئيس جهاز أمن المطار العميد وفيق شقير على أن ينتخب العماد ميشال سليمان رئيسا على الفور.
يذكر أن الأمين العام لحزب الله قد شدد على ضرورة تراجع الحكومة عن قراراتها التي اعتبرها "إعلان حرب" ثم الجلوس على طاولة مفاوضات للبحث في النقاط الخلافية.
و قد أعلن حزب الله رفضه مقترح سعد الحريري بشأن تسوية الأزمة الناجمة عن قرار الحكومة الأخير المتعلق بالتحقيق في شبكة اتصالات خاصة بحزب الله.
وقد تصاعدت حدة الاشتباكات المسلحة الخميس في بيروت بين أنصار الأكثرية والمعارضة وأدت إلى مقتل ثمانية أشخاص وإصابة 16 شخصا على الأقل ، وشملت المواجهات اشتباكات عنيفة بالأسلحة الرشاشة والمتوسطة، وذلك على خلفية قرار للحكومة اللبنانية بالتحقيق في شأن شبكة اتصالات خاصة ب"حزب الله".
صفقة لحل الأزمة
وفى محاولة لاحتواء العنف المتصاعد، اقترح زعيم التحالف الحكومي سعد الحريري صفقة لحل الأزمة اللبنانية فيما يبدو أنه تراجع عن قرارات الحكومة التي اعتبرها حزب الله بمثابة إعلان حرب عليه.
وقال الحريري في خطاب بث على شاشات التلفزيون "وضع القرارين اللذين سببا سوء التفاهم في عهدة قيادة الجيش اللبناني انطلاقا من المهمات المنوطة بالجيش في حماية النظام العام وتوكيدا لسلطة الدولة على كامل أراضيها والحرص على حماية لبنان من كل المخاطر الخارجية."
سعد الحريرى
وتصريحات الحريري تأتى في عقب الكلمة التي ألقاها حسن نصر الله الأمين العام لحزب الله، وأكد فيها أن الحكومة اللبنانية أعلنت الحرب ضد الجماعة باستهداف شبكتها للاتصالات، وتعهد "بقطع اليد" التي تحاول تفكيكها. وهدد الأمين العام لحزب الله قائلا "لن نقبل بعد الآن أى تآمر على سلاحنا أو المس بوجودنا".
وقال نصر الله في مؤتمر صحفي "هذا القرار هو بمثابة إعلان حرب وبدء حرب وليس إعلان نوايا.. وبدء حرب من قبل حكومة وليد جنبلاط (في إشارة إلى ضعف السنيورة) على المقاومة وسلاحها لمصلحة أمريكا وإسرائيل وبالنيابة عنهما."
وأضاف الأمين العام لحزب الله أن "الفريق الحاكم أدخل البلاد في مرحلة جديدة بعد قراراته الأخيرة نظرا إلى خطورتها وخلفياتها وأبعادها" موضحا أن"شبكة الاتصالات هي ما يعرف بسلاح الإشارة في كل جيوش العالم وهو العنصر الأهم وجزء أساسي وجوهري في إدارة أي معركة مع العدو".
كان نصر الله يشير إلى القرار الذي اتخذته الحكومة الثلاثاء ببدء تحقيق في شبكة الهاتف الخاصة بحزب الله والاتهامات التي وجهها له بنشر كاميرات مراقبة حول مطار رفيق الحريري بالعاصمة بيروت لمراقبة السياسيين القادمين إلى لبنان والمغادرين منه.
(ا ف ب -رويترز)