انتشرت وحدات للجيش اللبناني في ثاني أكبر مدينة في لبنان الإثنين في مسعى لوضع حد للاشتباكات الطائفية المستمرة منذ يومين التي قتل خلالها ما لا يقل عن تسعة أشخاص وتسببت في تقويض اتفاق لإنهاء الأزمة السياسية في البلاد. وقال شهود إن جنودا ورجال شرطة في ناقلات جند مدرعة دخلوا مشارف مدينة طرابلس الشمالية التي شهدت معارك بين أنصار للحكومة السنية ومسلحين علويين مقربين من المعارضة التي تقودها جماعة حزب الله. وتراجعت المعارك مع انتشار القوات على الخط الأمامي بين منطقة باب التبانة السنية ومنطقة جبل محسن العلوية. وانتشرت قوات الجيش في الشوارع الصغيرة في المنطقتين فيما اختفى المسلحون وعاد المدنيون خلف الجيش لتفقد ممتلكاتهم الواقعة على خط القتال. كانت الاشتباكات قد تجددت بين أنصار الموالاة والمعارضة لليوم الثانى في طرابلس -كبرى مدن شمال لبنان- فجر الإثنين ، لترتفع حصيلة الضحايا إلى 9 قتلى و50 مصابا منذ اندلاعها فجر الأحد . مما يلقي بظلاله على الاتفاق الذي توسطت فيه قطر لإنهاء أزمة البلاد السياسية. يأتى ذلك على الرغم من اتفاق بوقف إطلاق النار بين أنصار الحكومة والمعارضة. وتبادل الجانبان إطلاق نيران مدافع رشاشة وقنابل وقذائف هاون ، وفرت العديد من العائلات بحثا عن ملاذ آمن في أجزاء أخرى في المدينة والقرى القريبة. كانت الاشتباكات التي بدأت فجر الأحد بين ناشطين سنة من أنصار الأكثرية متمركزين في حي باب التبانة وبين عناصر من العلويين من أنصار المعارضة في جبل محسن قد أسفرت عن مقتل أربعة أشخاص وجرح 33 آخرين على الأقل بحسب حصيلة سابقة. ووفي الشهر الماضي ، أنهى لبنان أزمة سياسية استمرت 18 شهرا بتوصل الائتلاف الحاكم المدعوم من الغرب والمعارضة بقيادة حزب الله إلى اتفاق بوساطة قطرية. وكان الصراع أدى إلى أعمال عنف بين الجانبين هددت بانزلاق البلاد صوب حرب أهلية جديدة ،ومنذ ذلك الوقت تقع حوادث أمنية صغيرة. وأثار التأخير في تشكيل حكومة وحدة وطنية وفقا للاتفاق الذي جرى التوصل إليه الشهر الماضي مخاوف من تدهور الوضع الأمني من جديد. (ا ف ب ، رويترز)