لم يكن إعلان اللواء حبريل الرجوب القيادي البارز في حركة فتح ومستشار الرئيس الفلسطيني للأمن القومي، نيته الترشح لرئاسة اتحاد كرة القدم الفلسطيني حدثًا عاديًا بالنسبة إلى الشارع الرياضي الفلسطيني الذي يتطلع بشغف لإنقاذ الكرة الفلسطينية من وضعها المزري الذي وصلت إليه، جراء الظروف الصعبة التي تمر بها الأراضي الفلسطينية، حيث يُمنى الفلسطينيون النفس برؤية اتحاد فلسطيني قادر على القيام بذلك حين يترأسه شخصية قيادية بارزة كالرجوب الذي سيلقى منافسة على رئاسة الاتحاد من قبل سياسي آخر، وهو جهاد طمليه النائب في المجلس التشريعي عن حركة فتح. ويرى الفلسطينيون أن تسابق السياسيين للعمل في اتحاد الكرة يعد حدثًا رائعًا للرياضة الفلسطينية بشكل عام ولكرة القدم تحديدًا، حيث أن وجود سياسيين داخل الاتحاد الكروي سيسهم أيضًا بشكل ايجابي في تطبيق القوانين المعمول بها سواء في ما يتعلق بالاتحاد الفلسطيني او الاتحادين الدولي والاسيوي لكرة القدم، علمًا بأن رئاسة اتحاد الكرة الفلسطيني كانت في السنوات العشر الماضية من نصيب رجل أمن وهو اللواء احمد العفيفي الذي كان بدوره مسؤولاً في جهاز المخابرات الفلسطينية العامة. ومن المقرر أن يقدم الرجوب والذي سبق له وأن تولى مناصب سياسية وأمنية رفيعة المستوى في الساحة الفلسطينية ترشيحه الرسمي لرئاسة اتحاد الكرة الفلسطيني قبل مساء يوم الأربعاء المقبل، وهو الموعد الذي حدده الاتحاد الفلسطيني لذلك، أي قبل 10 أيام من العملية الانتخابية التي ستجري في العاشر من الشهر المقبل في الضفة الغربية وقطاع غزة في آن واحد. ويتطلع الرياضيون الفلسطينيون لشخصية قيادية قادرة على انتشال الكرة الفلسطينية من عزلتها، ولا يأبهون بكاريزما هذه الشخصية بقدر ما يريدون شخصية تملك الامكانيات لتحقيق ذلك، وإن اختلف بعضهم في تقليد السياسيين لمناصب رياضية، ولكن تبقى الأهداف المعلنة لذلك هي تطوير الكرة الفلسطينية بشتى الطرق والوسائل. وقد أحدث ترشيح الرجوب لرئاسة الاتحاد، ونيته الجادة في ترشيح نفسه لانتخابات اتحاد كرة القدم ، ضجة كبيرة ومفاجأة للجميع، كون الرجوب الذي يشغل عضوية المجلس الثوري لحركة فتح وكان قد شغل سابقا مناصب امنية رفيعة منها مسؤول جهاز الامن الوقائي في الضفة الغربية كما كان مستشارًا امنيًا للرئيس الراحل ياسر عرفات وللرئيس الفلسطيني الحالي محمود عباس، أقدم على هذه الخطوة في الوقت الذي تمر فيه الكرة الفلسطينية مراحل صعبة وخطرة في ظل الحصار الاسرائيلي المتواصل الذي حرم فرقها من المشاركة في البطولات والاستحقاقات الدولية. وسيلقى اللواء الرجوب منافسة على رئاسة الاتحاد من قبل سياسي آخر، وهو عضو المجلس التشريعي عن حركة فتح النائب جهاد طمليه، حيث ستنحصر المنافسة كليًا بين الرجلين، في الوقت الذي ترجح في الأوساط الرياضية والسياسية في آن واحد أن يتمكن الرجوب من حسم المعركة الانتخابية لمصلحته نظرًا لنفوذه وقوته وشخصيته المعروفة لدى الجميع. ويقول المقربون من الرجوب أن الأخير قرر ترشيح نفسه لرئاسة الاتحاد بناءً على ضغوطات تعرض لها من الكودار الرياضية والوطنية في الضفة وغزة، إضافة إلى تلقيه دعم كامل من قبل الرئيس الفلسطيني محمود عباس ورئيس الوزراء الدكتور سلام فياض ومسؤولين في الاتحاد الدولى لكرة القدم الفيفا ابرزهم نضال الحديد مدير مكتب الفيفا في الاردن، من أجل ترشيح نفسه. ولهذا الغرض استدعى الرجوب العديد من الكوادر الرياضية الفلسطينية لدراسة آلية الانتخابات، كما أجرى مشاورات معهم للغرض نفسه، في الوقت الذي تشير فيه مصادر فلسطينية مطلعة ان منافسه طمليه قد يلغي فكرة ترشيحه بناءً على ضغوطات عالية المستوي عليه، لكن لم يرشح ذلك بشكل رسمي. وغير بعيد عن ترشيح الرجوب لرئاسة الاتحاد، فدخلت حركة فتح وحركة حماس في صراع المنافسة على مقاعد العضوية لإتحاد الكرة، حيث تجهز كل منهما قوائم مختلفة أو بالأحرى شخصيات محسوبة عليها للتنافس على عضوية الاتحاد. وحسمت حركة فتح أمر المرشحين الذين سيمثلونها في انتخابات اتحاد الكرة، حيث شكلت اللجنة الحركية الرياضية التابعة للحركة، لجنة خاصة لإختيار المرشحين لخوض الانتخابات، حيث أفرزت الأسماء السبعة التي استقرت عليها للدخول والتنافس على قائمة الحركة التي ستدخل الانتخابات. أما حركة حماس فتعمل لجنتها الرياضية في صمت لاختيار مرشحيها للدخول في المعترك الانتخابي وسيكون الاعلان الرسمي عن اسمائهم لحظة اقفال باب الترشيح للانتخابات، وفقًا لمصادر فلسطينية رياضية ذات الصلة. وكان من المفترض ان يجري الاتحاد الفلسطيني انتخاباته في شهر أغسطس ( آب) المقبل، إلا أن الإتحاد الدولي لكرة القدم (الفيفا) تدخل إثر اشكاليات وقعت ما بين وزيرة الشباب والرياضة تهاني أبودقة واعضاء الاتحاد الحالي واتهمتهم بالقيام بخروقات مالية، في سابقة تاريخية في الكرة الفلسطينية، الأمر الذي رفضه اعضاء الاتحاد وعلى مدار 4 أشهر كان المد والجزر في كيل الاتهامات والانتقادات بين الجانبين عبر وسائل الاعلام المختلفة قبل إن يتدخل الفيفا ويحسم الامر بإجراء الانتخابات. يذكر ان انتخابات الاتحاد الفلسطيني لكرة القدم ستجري في العاشر من شهر مايو ( ايار ) المقبل، بنظام التصويت المباشر من قِبَل جميع أعضاء الجمعية العمومية للاتحاد في غزة والضفة على منصبي رئيس ونائب رئيس الاتحاد، فيما ستختار غزة ستة من أعضاء الاتحاد، والضفة ثمانية، ليبلغ عدد الأعضاء (16) عضوًا. ومن المقرر أن يشرف على هذه الانتخابات لجنة دولية مكونة من الاتحاد الدولي لكرة القدم ( الفيفا ) والاتحاد الاسيوي، حيث سيكون على رأس هذه اللجنة جيروم شامبين، مسؤول العلاقات الدولية بالفيفا الذي سيراقب انتخابات الاتحاد أيضًا، كما سيضم الوفد كل من ديفيد برجو، مسؤول مكتب التطوير بالفيفا، والمهندس نضال الحديد، مدير مكتب الفيفا في منطقة الشرق الأوسط، ومساعده ماجد العبوة الذي سيشرف على الانتخابات في غزة. وبين المنافسة ودخول السياسيين لعالم كرة القدم تبقى جماهير الكرة الفلسطينية في حالة ترقب شديد مع بدء العد التنازلي لانتخابات الاتحاد الذي يشغل بال الجميع نظرًا لقوته وامكانياته الكبيرة، إضافة إلى لعبة كرة القدم التي تعتبر الأكثر جماهيرية.