قدمت فرقة بريتيوم الصربية عرضها الراقص "قصص من القطار" على مسرح وسينماتك القصبة في رام الله بالضفة الغربية ضمن فعاليات مهرجان رام الله للرقص المعاصر. وعلى خلفية عرض فيلم بالابيض والاسود لرحلة قطار تراقصت اجساد خمس راقصات وراقص لتروي رحلة اناس حاولوا الهرب من ضغوط الحياة وهمومها في بلدهم الى عالم مجهول كان القطار يأخذهم فيه من محطة الى اخرى. وقالت سفيتلانا دوروفيتش مخرجة العمل الراقص بعد عرض استمر اكثر من ساعة ليل السبت "هذا العرض قصة حقيقية لاناس عاديين قرروا البحث عن الرحيل تحت الضغوط النفسية والسياسية عليهم ليبحثوا عن مكان يعيشون فيه بقليل من الكرامة." لم تتعد أدوات العرض ستة مقاعد بين لوحين ليبدو المكان كأنه عربة قطار. وفي الخلفية كان هناك عرض لفيلم بالابيض والاسود صاحبته موسيقى صاخبة بينما كان الراقصون يأتون بحركات أشبه بحركات الانسان الالي على وقع انغام موسيقية منسجمة مع طبيعة الحركة. وارتدى الراقصون ملابس عادية تعكس انهم اناس عاديون. وعبرت الرقصات عن لحظات رومانسية واخرى فيها التحدي بين هؤلاء الذين جمعتهم الصدفة في محطة قطار من المفترض أنهم سينطلقون فيه ليواجهوا ذات المصير. وأظهر الفيلم قائمة طويلة لمواعيد رحلات القطار المغادرة والقادمة لا تظهر فيها اسماء الاماكن. كل ما يظهر منها كلمتا "القادمون" و"المغادرون". وخلال رحلة القطار يقدم الراقصون عروضا تضيف الى الرحلة حيوية وجمالا. ثم ظهر رجل مسلح داخل القطار بدا وكأنه يبحث عن شخص محدد يريد ان يطلق النار عليه. وبدت تعبيرات الخوف والارتباك على وجوه واجساد الراقصين بينما يظهر القطار فوق جسر ينفجر. تمدد الراقصون على الارض دون حراك كأنهم ضحايا لهذا التفجير واستبدل الجميع ثيابه على خشبة المسرح بثوب ابيض. وبدا ان الحاضرين يجهلون مكان وجودهم وبدأوا في التقدم في صف كأنهم الة متحركة دون أن يصلوا الى مكان. وبعد العرض قال رانكو لاسيكا الراقص الوحيد بين خمس راقصات والمدير الفني للفرقة "الموسيقى قوية ويجب ان ترقص بقوة. كنا نخشى ردة فعل الجمهور الفلسطيني فهذه المرة الاولى التي نقدم فيها عرضا امامه ولكن شعرنا بدعم كبير عندما كان يصفق بين مشهد واخر. كنا نشعر ان الرسالة وصلت واضحة." واضاف "يبدو ان وجود تشابه بيننا وبين الفلسطينيين جعل التفاعل اكبر بيننا وبينهم من عروض اخرى قدمناها في دول اخرى." وقالت دوروفيتش ان الرسالة التي يحملها هذا العرض هي "مهما كانت الضغوطات كبيرة ومهما كانت الحياة الصعبة حيث ولدت وتعيش فانها ستكون افضل من السفر الى المجهول الذي ربما تلاقي فيه حتفك." وقال الشاب ابراهيم الحصري بعد مشاهدته العرض "العرض بسيط وجميل في نفس الوقت فيه تقنيات عالية جدا والراقصون محترفون. اللغة كانت لغة الجسد وهي مشتركة بين كل الناس بغض النظر عن جنسياتهم." وتتواصل عروض مهرجان رام الله للراقص المعاصر حتى الخامس من مايو ايار وستقدم ليل الأحد فرقة الفنون الشعبية الفلسطينية لوحات راقصة مستلهمة من لوحات رسام الكاريكاتير الفلسطيني الراحل ناجي العلي. (رويترز)