أعلنت مصادر امنية عن مقتل مدير مكتب التيار الصدري في النجف رياض النوري في هجوم مسلح بعد صلاة الجمعة. واكد حيدر الطرفي عضو مكتب الصدر في النجف ان "مسلحين مجهولين اطلقوا النار على النوري قرب منزله في حي العدالة (شرق النجف) مما ادى الى مقتله في الحال". واعلن اللواء عبد الكريم مصطفى مدير شرطة النجف "حظر تجوال على السيارات والاشخاص في مدينة النجف اعتبارا من بعد ظهر الجمعة والى اشعار اخر". واكد مصطفى ان "الحظر جاء على خلفية اغتيال النوري"، ويعد النوري من كبار مساعدي زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر. وفى السياق نفسه،أفاد شهود عيان أن صاروخا أحدث ثقبا في الطابق الثاني من فندق فلسطين ببغداد الجمعة فيما قالت الشرطة أن ثلاثة مدنيين قتلوا وجرح سبعة. ويقيم بعض ممثلي وسائل الإعلام الدولية في الفندق المطل على نهر دجلة والواقع على الضفة المقابلة للمنطقة الخضراء شديدة التحصين التي تضم مجمع الحكومة وبعثات دبلوماسية. وكانت ميليشيا جيش المهدي الجناح العسكري للتيار الصدري خاضت اشتباكات ضد قوات الامن العراقية في البصرة (جنوب العراق) نهاية اذار/مارس الماضي وتوقفت اثر اعلان الصدر مبادرة بوقف المظاهر المسلحة في الثلاثين من الشهر نفسه. وامتدت هذه الاشتباكات الى بغداد ومدن جنوبية اخرى واسفرت عن مقتل المئات. مقتل 12 عراقياً في بغداد والبصرة وميدانيا ، أعلن الجيشان الأمريكي والبريطاني أن غارات جوية على معقل لميليشيات في بغداد ومدينة البصرة الواقعة بجنوب العراق أسفرت عن قتل 12 مسلحا مساء الخميس. وذكر الجيش الامريكي ان طائرة بلا طيار يشغلها جنود امريكيون فوق حي مدينة الصدر الشيعي ببغداد اطلقت صاروخا من طراز هيلفاير على مجموعة من رجال كانوا يحملون راجمات قذائف صاروخية فقتلوا ستة في ساعة متأخرة من مساء الخميس. وقال الجيش البريطاني ان القوات البريطانية شنت هجوما جويا على مقاتلين قال انهم كانوا يشتبكون مع قوات برية عراقية في مدينة البصرة ثاني اكبر مدن العراق فقتلوا ستة واصابوا واحدا. كما قتل احد مسلحى جيش المهدى واصيب ثلاثة مدنيين فى قصف شنته قوات التحالف واستهدف منازل وسط البصرة (550 كم جنوبى بغداد) . وقال شهود عيان ان طائرات القوات المتعددة الجنسيات فى العراق بقيادة الولاياتالمتحدة قصفت فجر الجمعة منازل فى حى الحسين وسط مدينة البصرة خلال مداهمات شنها الجيش العراقى مما تسبب بمقتل احد عناصر جيش المهدى الموالى للزعيم الشيعى مقتدى الصدر وجرح ثلاثة مدنيين والحاق اضرار كبيرة بعدد من المنازل. وواصلت القوات الامريكية فى بغداد وللاسبوع الثالث على التوالى قصف تجمعات ميليشيا جيش المهدى فى حى الصدر شرقى بغداد. وقالت مصادر امنية ان القصف استهدف احياء وسط المدينة المحاصرة منذ يوم 25 مارس الماضى وشوهدت سيارات الاسعاف تهرع الى موقع الانفجارات لنقل الضحايا . وذكرت مصادر فى التيارالصدرى ان القوات العراقية والامريكية قامت الخميس باقتحام مكتب الشهيد الصدر فى منطقة النعمانية بمدينة الكوت واعتقلت من فيه ثم اضرمت النيران فيه . وتشهد العلاقة بين الحكومة العراقية والتيار الصرى حالة من التوتر منذ انطلاق عملية "صولة الفرسان " التى اعلن عنها رئيس الوزراء العراقى المالكى فى 25 مارس الماضى لتعقب الخارجين عن القانون فى البصرة . وتغيرت الاوضاع بعد قيام جيش المهدى بالتصدى للقوات العراقية واندلاع معارك فى مدن البصرة والناصرية والكوت وكربلاء والحلة واحياء شيعية فى بغداد راح ضحيتها اكثر من 1500 شخص بين قتيل وجريح. جاء ذلك بعد عدة ساعات من اعلان الرئيس الامريكي جورج بوش الخميس ان العراق شهد " تغييرا استراتيجيا رئيسيا" في اعقاب زيادة عدد القوات الامريكية اواخر عام 2006. واكد فى كلمة له للشعب الامريكى بمناسبة تقييم الوضع فى العراق مع كبار المسؤولين ومنهم وزير الدفاع وقائد القوات الامريكية فى العراق والسفير الامريكى لدى بغداد ان الولاياتالمتحدة تمتلك المبادرة الان وتتطلع لالحاق ضربة كاسحة لتنظيم القاعدة في العراق. كما اشار بوش ان الجنرال ديفيد بتريوس قائد القوات الامريكية في العراق سيمتلك " كل الوقت الذي يحتاجه" لتقدير الخطوة المقبلة. تحذير امريكي من اتفاقيات طويلة الامد وفي سياق اخر، قال اعضاء بمجلس الشيوخ يوم الخميس ان الكونجرس ربما يحاول ارغام البيت الابيض على السعي للحصول على موافقته على خطط لتوقيع اتفاق استراتيجي بشأن العلاقات مع العراق وذلك بعد ان حذر احد الجمهوريين المسؤولين قائلا "لن تستطيعوا تحقيق ذلك " دون موافقة الكونجرس. وقالت ادارة بوش مرارا انها ستظل تطلع الكونجرس على تطورات الاوضاع لكنها لن تطلب موافقته على اي اتفاق اطار استراتيجي يحدد العلاقات على الامد الطويل مع العراق او اتفاق منفصل بشأن "وضع القوات" يحدد اللوائح واجراءات الحماية التي تحكم الانشطة العسكرية الامريكية في العراق. لكن رئيس لجنة العلاقات الخارجية بمجلس الشيوخ جو بيدن وصف خطط البيت الابيض لابرام اتفاق ربما يعتبره العراق التزاما على الامد الطويل بخصوص القوات الامريكية بأنها خطط "حمقاء". وقال بيدن وهو ديمقراطي من ديلاوير لمنسق وزارة الخارجية بشأن العراق ديفيد ساترفيلد خلال جلسة استماع بالكونجرس "اذا اصر الرئيس على هذا النهج فان الكونجرس سيصر على ان يكون له دور في الموافقة على هذه الاتفاقيات او رفضها." وحذر عضو مجلس الشيوخ الجمهوري جورج فوينوفيتش من ولاية اوهايو ساترفيلد بأن عدم رضا الكونجرس تجاه خطط الادارة لابرام اتفاق ثنائي كبير جدا لدرجة "انكم لن تستطيعوا تحقيق ذلك". وتعهد ساترفيلد "بالشفافية الكاملة" مع الكونجرس بشأن سير المفاوضات واصر على ان الاتفاقيات لن تقيد ايدي الرئيس الامريكي القادم في العراق. ويترك بوش منصبه في يناير كانون الثاني القادم. وقال ساترفيلد "انها لن تقيم قواعد دائمة في العراق ولن تحدد عدد القوات او دور القوات التي سترابط في البلاد." واضاف ان ادارة بوش "يجب ان تواصل ما تعتقد انها المصلحة القومية حتى اخر يوم واخر ساعة لها في السلطة." لكن بيدن قال انه ايا كانت رؤية الادارة بشأن مستقبل العلاقات مع العراق فانها تختلف عن رؤية السناتور هيلاري كلينتون وباراك اوباما المتنافسين على ترشيح الحزب الديمقراطي لانتخابات الرئاسة الامريكية. واقترح بيدن وفوينوفيتش ان تبحث الادارة حصر نفسها على التفاوض على اتفاق بشأن وضع القوات وان تترك الاطار الاستراتيجي للعلاقات على الامد الطويل للرئيس القادم . ( وكالات )