سيحاول الرئيس الأمريكي جورج بوش الاثنين في آخر خطاب يلقيه عن حالة الاتحاد تهدئة أعصاب الأمريكيين بشأن جهوده لانقاذ الاقتصاد الأمريكي والبقاء على صلة بنبض الشارع الأمريكي في عامه الأخير في البيت الأبيض. وفي الوقت الذي ضعف فيه بوش سياسيا بسبب حرب العراق التي لا تلقى تأييدا من المواطنين الأمريكيين وأفل نجمه بسبب السباق الجاري على من يخلفه في مقعد الرئاسة سيحرص بوش على اعادة تدوير بعض أفكاره القديمة لا طرح مقترحات جديدة جريئة. وخطاب حالة الاتحاد الذي يلقيه الرئيس الأمريكي الاثنين أمام الكونجرس وينقل على الهواء مباشرة في شتى أنحاء البلاد قد يكون فرصته الأخيرة المواتية لتحديد لغة الخطاب للفترة التي بقيت له في البيت الأبيض ومحاولة انقاذ منجزاته خلال فترتين رئاستين والتي تتعرض لانتقادات حادة. ويواجه بوش الذي وجد نفسه بين قطبي رحى بعد انتخابات أولية ديمقراطية أجريت السبت في ساوث كارولاينا وانتخابات أولية جمهورية تجري في فلوريدا الثلاثاء تحديا ليجد اذانا صاغية وسط ضجيج حملة الانتخابات الرئاسية الأمريكية لعام 2008 . ويتصدر سابع خطاب له عن حالة الاتحاد رغبته في اقناع الأمريكيين ببرنامج لتحفيز الاقتصاد قيمته 150 مليار دولار يأمل هو واخرون ان يجنب البلاد حالة كساد في الوقت الذي يعاني فيه الاقتصاد الأمريكي من ارتفاع أسعار النفط وركود في سوق العقارات. ويحاول بوش الآن تفادي جهود بعض الديمقراطيين في مجلس الشيوخ لتوسيع نطاق الخطة لأكثر من مجرد التيسيرات الضريبية وتقديم حوافز استثمارية وضعها بوش بالتشاور مع زعماء مجلس النواب الاسبوع الماضي. وعلى الرغم من سيطرة قضية الاقتصاد من المتوقع أن يركز بوش الاثنين في خطاب حالة الاتحاد على المكاسب الأمنية التي تحققت في العراق ومكافحة مرض الإيدز في افريقيا التي يزورها في منتصف فبراير وجهود مكافحة ظاهرة ارتفاع حرارة الأرض المعروفة باسم الاحتباس الحراري والبيوت الزجاجية وهي جهود تلكأ في الانضمام إليها طويلا. وفي اعتراف بالواقع السياسي -ولم يبق له في الرئاسة سوى أقل من عام -من غير المتوقع أن يروج بوش لسياسات جديدة كما فعل في السنوات الماضية فيما يتعلق بالهجرة واصلاح الأمن الاجتماعي وكانتا من المقترحات الطموحة التي لم تصل إلى شيء يذكر. جدير بالذكر ان نسبة التأييد التي يحصل عليها بوش مازالت متدنية عند 30 في المئة قرب أدنى نسبة تأييد حظي عليها خلال رئاسته. كما لا يبدي الكونجرس الذي يهيمن عليه الحزب الديمقراطي المعارض اي استعداد لتقديم تنازلات لرئيس جمهوري يعتبرونه الآن بطة عرجاء. وأظهر استطلاع جديد للرأي أجرته مؤسسة هاريس ان أربعة من بين كل خمسة أمريكيين يعتبرون حالة البلاد ضعيفة او متوسطة. وفي محاولة لاستباق ما سيقوله بوش الاثنين شن زعماء ديمقراطيون هجوما على سياسته في حربي العراق وأفغانستان ورفضه التعامل دبلوماسيا مع إيران واستخدام سجن جوانتانامو الحربي في كوبا لاحتجاز معتقلين يشتبه انهم ارهابيون. وحث هاري ريد زعيم الأغلبية الديمقراطية بوش على استغلال خطابه لبدء استعادة "السلطة الأخلاقية" للولايات المتحدة في العالم. وسيحاول بوش التركيز على تراجع العنف في العراق والذي ينسبه إلى قرار إرسال قوات إضافية إلى العراق في يناير قبل القائه خطاب حالة الاتحاد لعام 2007، ويرى ديمقراطيون إنه لو كان الحال كذلك لكان عليه أن يسرع الآن من وتيرة سحب القوات. وفي الوقت الذي يتطلع فيه كثير من الأمريكيين الآن لمعرفة الرئيس الأمريكي القادم بدأ البعض بالفعل إصدار أحكام على ما حققته رئاسة بوش.