هل يمكن أن يكون النفط سلاحا مؤثرا تسخدمه الدول العربية أو دول أوبك علي غرار ما حدث إبان حرب أكتوبر 1973؟ فكما هو معروف قامت الدول العربية عندما وقعت حرب أكتوبر بقطع إمدادات النفط عن الدول العربية التي كانت تساند إسرائيل في تلك الحرب خاصة !! »الولاياتالمتحدة، هولندا، البرتغال« مما أدي إلي حدوث أزمة نفطية عالمية، فقفزت الأسعار من دولارين للبرميل في أكتوبر 1973 إلي 11 دولاراً للبرميل في ديسمبر 1974. الآن وبعد مرور 34 عاما علي تلك الأزمة أصبح من المستبعد أن يتكرر هذا السيناريو مرة أخري لعدة أسباب من بينها التواجد العسكري الأمريكي الكبير في مناطق إنتاج النفط، فهذا الكم من الآلة العسكرية المتواجدة في الخليج ليست للفرجة أو للنزهة ولكنها من أجل حماية المصالح الأمريكية النفطية، فأمريكا تستورد النفط بقيمة 25 مليار دولار سنويا وهذا المبلغ يذهب إلي خزائن دول الخليج الحليفة لواشنطن. ولا يتوقف التواجد العسكري الأمريكي عند منطقة الخليج فقط، بل يتخطاه إلي مناطق إنتاج النفط في أفريقيا خاصة دلتا النيجر في نيجيريا وقد أعلنت وزارة الدفاع الأمريكية البنتاجون عن خطط عسكرية لحماية تلك المناطق المضطربة في حالة تعرضها لأي طارئ قد يؤثر علي تدفق النفط لأمريكا. علي الجانب الآخر فإن اللجنة القضائية التابعة للكونجرس الأمريكي تسعي إلي تمرير مشروع قانون في الكونجرس يدعي »نوبيك« وهذا القانون سيسمح لوزارة العدل الأمريكية وأيضاً للجنة التجارة الاتحادية الأمريكية برفع دعاوي ضد الدول الأعضاء في منظمة الدول المصدرة للنفط »أوبك« بهدف تثبيت أسعار النفط ومنع الأنشطة الاحتكارية. ومن جهة أخري فإن ما كان يسمي بالوحدة العربية والذي ظهر وقت حرب أكتوبر أصبح ماضيا، فكل دولة الآن تبحث عن مصالحها ومن غير المتوقع أن تدخل في مواجهة مع الولاياتالمتحدة في ظل العلاقات الوطيدة بين الأنظمة الحاكمة في الدول العربية عامة والخليجية بصفة خاصة مع واشنطن وهي التي ساهمت في بقاء تلك الأنظمة التي تؤدي مهمتها بنجاح في الحفاظ علي المصالح الأمريكية سياسيا واقتصاديا.