الاهرام 21/11/07 عمليات التطوير التي تشهدها مدينة الاقصر حاليا والتي تتكلف1.2 مليار جنيه لتحويلها إلي متحف مفتوح هذه العمليات يجب ألا تقتصر فقط علي الشوارع والميادين الرئيسية وأن يكون للشوارع الداخلية والجانبية نصيب من هذا التطوير وأن يشمل العشوائيات والمناطق التي توجد بها مبان متهالكة.. فالتطوير يجب أن يشمل كل مكان في المدينة حتي يشعر المواطن الأقصري بأنه في بؤرة الاهتمام وليس السائح وحده.. وهذا ما يقوله المواطنون ونرصده في هذا التحقيق الذي نورد فيه تعليق الدكتور سمير فرج رئيس المجلس الأعلي لمدينة الأقصر. في البداية يعبر بدوي أبو شنب المحامي الأقصري عن معاناة المواطن البسيط الذي تناساه المسئولون صحيح قائلا: إن ما تم في هذه المدينة العالمية من انجازات يشهد علي اهتمام الحكومة بها وعلي قدرة رئيس المدينة سمير فرج علي تحقيق هذا الانجاز إلا أن التطوير لم يتجاوز الشوارع الرئيسية ومسارات السائحين كما تصور البعض متناسين أن هناك نوعية من السياح يجوبون الطرقات والشوارع الداخلية. كما أن المواطن البسيط جدير بالاهتمام أيضا. ويضيف أن الشارع العادي في الأقصر لا يختلف نهائيا عن أي شارع أو حارة في أي مدينة صغيرة بالصعيد فالانضباط المروري منعدم والشاهد علي ذلك وقوع عشرات الحوادث التي تخلف مصابين وقتلي كما أن الباعة الجائلين احتلوا الأرصفة.. حتي وصل الأمر بالبعض إلي حد تأجيرها. أما السوق التجارية التي تم بناؤها لهم فلم تفتتح حتي الآن, ناهيك عن أزمة رغيف الخبز الذي إن وجد فحالته سيئة جدا ولا رقابة علي المخابز ويضيف: أن المدينة تشهد سرقات وانتشار المخدرات ولا رادع. وبجولة تحقيقات الأهرام في الشوارع الخلفية تجلت العشوائية التي تبدأ من شارع مصطفي كامل في أصعب صورها. فحركة السيارات والموتوسيكلات وعربات الكارو تؤكد انعدام الرقابة أو التنظيم فضلا عن مئات الباعة الجائلين المفترشين لنهر الشارع بعد أن تكدست بغيرهم الأرصفة ورغم التطوير الرائع الذي حظي به شارع عبدالحميد طه سعودي والذي كان من قبل شارعا عشوائيا يؤكد القدرة علي ضبط الايقاع واظهار جماليات المدن, إلا أن هذا التطوير لم يصل إلي امتداده بشارع مدرسة الصنايع ولا يفصل بينهما حاجز يمنع السائح عن مواصلة السير في شارع أشبه بسوق الجمعة من عشوائية وضجيج وإهمال, إضافة إلي انتشار القمامة. العشوائيات والباعة الجائلون والقمامة يحتلون الشوارع الجانبية للمدينة الاثرية وبرغم أن شركة النظافة تحصل علي نصف مليون جنيه شهريا فإن حالة النظافة في هذا الشارع والشوارع الخلفية بلا استثناء سيئة مما يؤكد غياب الرقاية والمتابعة من أجهزة المدينة. أمر آخر ينبه اليه المواطن اسماعيل العبودي وهو الأسعار البخسة التي حددها مجلس المدينة كتعويض لملاك العمارات التي تم هدمها فيقول: نحن مع المصلحة العامة بدون شك, ولم نعترض علي الهدم للتوسع وللمصلحة العامة ولكننا نعترض علي تحديد سعر المتر بألف جنيه فقط في حين أن القيمة الحقيقية ثمانية آلاف. ويقول عبدالستار العبودي صاحب أحد أقدم محلات الأقصر انه ليس ضد مشروع السوق السياحية الجديدة بساحة معبد الكرنك مشيرا إلي أن وزارة السياحة سبق أن طلبت منا في الستينات اعادتنا لمسافة بعيدة عن المكان الأصلي لكشف معبد الكرنك وعدم حجب الرؤية فوافقنا لأن الدولة وفرت لنا محلات بديلة قبل أن نترك محلاتنا في نفس المكان. ولكن البديل الذي أعلن عنه رئيس المجلس الأعلي للمدينة الآن غير مناسب لنا لأنه ينقلنا من وسط حركة المدينة وفنادقها إلي ساحة المعبد الذي يكون السائح فيه اما متعجلا للزيارة أو متعبا منها. ويضيف العبودي ان هذه الازالات شملت قصر الثقافة قبل أن تتسلمه الوزارة بعد انتهاء تشطيباته وتقترب من المسجد والمحلات إذا لم تكن تفريغا للمكان لتسليمها لمستثمر عربي لاقامة مشروع سياحي استثماري خاص كما علمنا وللمصلحة العامة كما يقولون فنحن نوافق ولكن الحقيقة انهم سيقومون ايضا بإزالة فندق نيو ونتر بالاس الذي بني في الستينات ويحتمل البقاء لعشرات السنين, وكانت تحقيقات الأهرام قد تجولت بالمنطقة المزمع ازالتها والتي تضم السوق السياحية ونيو ونتر وقصر الثقافة الذي تكلف بجزءيه القديم والحديث الذي كان الانتهاء من تشطيباته قبل أن يهدم بأيام68 مليون جنيه. هشام محسب صاحب أحد بازارات السوق السياحية يقول: استجبنا لطلب الأمن بعدم الاعتصام ولكننا لن نبرح محلاتنا, وإذا كان الهدف من الإزالة اتاحة الرؤية أمام المعبد فيمكن أن يتم إعادة بناء المحلات علي حواف منطقة السوق واعادتها لمسافة عشرات الأمتار ولكن في نفس المكان كما تم في الستينات ولكن نرفض الهدم وقد وعدنا اللواء سمير فرج والعميد أحمد عبدالعزيز بقبول نقلنا إلي محلات ساحة معبد الكرنك ثم إعادتنا بعد بناء محلات السوق السياحية مرة أخري. وعلي النقيض فان الدكتور عماد قديس صاحب أحد المحلات بالسوق السياحية فيؤكد أن المحلات البديلة بساحة المعبد أفضل وانها منشأة بطريقة جيدة ولا مانع من الاخلاء إذا كان الهدف هو المصلحة العامة والبحث عن الآثار المدفونة في باطن الأرض وانقاذها. ويقول اللواء سمير فرج رئيس المجلس الأعلي لمدينة الاقصر انه يعمل علي توسيع ساحة معبد الكرنك من خلال مشروع السوق السياحية الجديدة الذي يهدف ايضا إلي التنقيب عن الآثار المدفونة أسفل هذه المنطقة وحماية للمعبد من الاهتزازات نتيجة حركة السيارات. ويؤكد فرج عدم وجود نية اطلاقا لبناء أي مشروع في هذه المساحة مضيفا: سننقل أصحاب هذه المحلات إلي المحلات الجديدة التي أنشئت بساحة معبد الكرنك ولكي يطمئن هؤلاء فأنا علي استعداد للتوقيع علي تعهد باعادتهم إلي هذه المنطقة مرة أخري إذا أقيم أي مشروع استثماري فيها, وعن الخبز قال: لدينا رغيفان لكل مواطن حسب معدل انتاج الخبز وعدد المواطنين أما شارع مدرسة الصنائع فسيمتد التطوير به الي أن يلتقي بالطريق الدائري الجديد.