يخوض الرئيس الفلسطيني محمود عباس - الذي ضعف سياسيا بعد أن خسر السيطرة على قطاع غزة لصالح حركة المقاومة الاسلامية حماس - معركة على جبهتين في إطار مساعيه للتعامل مع اسرائيل بشأن اقامة دولة فلسطينية. وتعقدت جهوده بسبب هجمات صاروخية على اسرائيل من جانب ناشطين في قطاع غزة واغلاق اسرائيل حدود القطاع مما أثار مخاوف من حدوث أزمة انسانية. علي صعيد الجبهة الداخلية يخوض الرئيس الفلسطيني معركة لانهاء الانقسام الفلسطيني الناجم عن "انقلاب حماس في غزة" من أجل الاستمرار في طريقه لتحقيق الاهداف الوطنية الفلسطينية التي يجسدها الاستقلال الفلسطيني. وعلي الجانب الاخر يواجه عباس عقبة مفهوم اسرائيل الضيق لنوع الاتفاق الذي تأمل في التوصل اليه مع عباس قبل انتهاء ولاية الرئيس الامريكي جورج بوش في يناير عام 2009. يأتي ذلك بينما ، يريد رئيس الوزراء الاسرائيلي ايهود أولمرت "اطار اتفاق" عاما لا ينتهي باعلان دولة وانما يلخص كيفية حل قضايا رئيسية مثل القدس والمستوطنات اليهودية واللاجئين الفسطينيين والحدود. وبدأت اسرائيل أول محادثات سلام جادة مع الفلسطينيين منذ سبع سنوات الاسبوع الماضي عندما حث بوش الجانبان على التعامل مع القضايا الجوهرية. يذكر ، أن عباس يعرض لضغوط محلية مكثفة في الاونة الاخيرة لوقف المحادثات مع اسرائيل مادامت تواصل التوسع في الاستيطان الاسرائيلي في الاراضي المحتلة. وبالرغم من أن أولمرت أمر بوقف البناء الجديد في المستوطنات بالضفة الغربية لكنه لم يدع الى الغاء خطط لبناء مئات المنازل الجديدة في منطقة بالقرب من القدس يطلق عليها الاسرائيليون هار حوما والفلسطينيون جبل ابو غنيم. فياض وبوش في رام الله ومن جانبه ، قال رئيس الوزراء الفلسطيني سلام فياض الاثنين ان سعي الرئيس الامريكي جورج بوش لتحقيق السلام بين اسرائيل والفلسطينيين قبل نهاية رئاسته قد لا ينجح اذا لم تكف اسرائيل عن البناء في الضفة الغربية. وأضاف "اذا لم تكف اسرائيل عن توسيع المستوطنات اليهودية على الفور فلن يمكن الوصول الى اتفاق سلام في غضون 11 شهرا فتوسيع المستوطنات اليهودية يعرض للخطر استمرار محادثات السلام." وكان مسؤولون اسرائيليون وفلسطينيون قد بدءوا مفاوضات سلام الاسبوع الماضي جائت كنتيجة لمؤتمر انابوليس الذي عُقد تحت رعاية الولاياتالمتحدة لكن تخيم الشكوك علي امكانية توصل الجانبان الى اتفاق سلام. وحمل فياض بشدة على اسرائيل لتقاعسها عن تنفيذ جانبها من خطة خارطة الطريق لعام 2003 ببنائها مستوطنات في الضفة الغربية.