قررت محكمة جنايات الجيزة في جلستها المنعقدة اليوم بمعهد أمناء الشرطة بطره برئاسة المستشار معتز خفاجي،تأجيل محاكمة 23 متهما إلى جلسة 11 يونيو المقبل،وذلك في قضية اتهامهم بقتل اللواء نبيل فراج مساعد مدير أمن الجيزة،عمدا مع سبق الإصرار والترصد بمنطقة كرداسة بمحافظة الجيزة،أثناء اقتحام قوات الأمن لمعاقل الإرهابيين بالمنطقة،وكذلك اتهامهم أيضا بتكوين تنظيم تكفيري إرهابي لقتل رجال الشرطة والجيش. وجاء قرار التأجيل لبدء الاستماع إلى مرافعة هيئة الدفاع عن المتهمين. استمعت المحكمة بجلسة اليوم إلى مرافعة النيابة العامة،والتي طالب ممثلها بالجلسة بتوقيع أقصى عقوبة مقررة قانونا بحق المتهمين في شأن ارتكابهم لجرائم القتل العمد والشروع فيه والإرهاب. واستعرض ممثل النيابة وقائع القضية والتحقيق فيها وعدد من اعترافات المتهمي بارتكاب الجرائم المنسوبة إليهم،وكذا تلقي المتهمين لتدريبات قتالية على استخدام العنف والأسلحة النارية وصناعة المتفجرات،وقاموا بجمع وتخزين تلك الأسلحة في أوكار تابعة لهم،بغية استخدام القوة النارية وتجويهها لصدور المصريين الأبرياء،تحت ستار من "الجهاد" الذي هو في حقيقته مجموعة من الأعمال التخريبية الإرهابية ضد أبناء الوطن. وأشار ممثل النيابة العامة إلى أن المتهمين كونوا "مجموعات تنظيمية" تتولى التصدي لقوات الشرطة في حال وقوع مداهمات أمنية لمقارهم بكرداسة،وأن تلك المجموعات كانت مسلحة بأسلحة نارية ألية وذخيرة ومتفجرات. وقالت النيابة إنه في الحملة الأمنية لمداهمة مقار الأماكن التي يتمركز بها المتهمون في كرداسة،قام إثنان من المتهمين بقنص اللواء نبيل فراج أثناء قيامه بترتيب صفوف القوات وإعطاء التعليمات قبيل بدء المداهمة،على نحو أدى إلى مقتله.. مشيرة إلى أن عملية قنص اللواء فراج تمت بدقة ومهارة متناهية ولم تقع بصورة عشوائية وإنما بصورة متعمدة تدل على تلقي الجاني (المتهم أحمد ويكا) تدريبات مكثفة في مجال القنص عن بعد. وأضاف ممثل النيابة أنه في أعقاب عملية قتل اللواء نبيل فراج،قام المتهمون بإطلاق النيران بكثافة صوب قوات الشرطة والتصدي لها في محاولاتها لاقتحام معقل الإرهابيين بكرداسة وضبط المتهمين،وقام أحد المتهمين (محمد القصاص) بإلقاء قنبلة يدوية على القوات أثناء محاولتها ضبطه. وأشار إلى أن عددا من المتهمين الذين استطاعوا أن يلوذوا بالفرار عقب اقتحام كرادسة،تم ضبطهم قبيل احتفالات ذكرى نصر أكتوبر،وتبين أنه كان بحوزتهم كميات من المتفجرات،وأنهم كانوا بصدد استخدامها في تفجير إحدى المدرعات الأمنية. وكانت النيابة العامة قد أسندت إلى المتهمين ارتكابهم للجرائم المسندة إليهم خلال الفترة من 14 أغسطس وحتى 5 أكتوبر. وأسندت النيابة إلى المتهمين ارتكاب جرائم الإرهاب وتمويله،وإنشاء وإدارة جماعة على خلاف أحكام القانون الغرض منها منع مؤسسات وسلطات الدولة من ممارسة أعمالها،والاعتداء على الحرية الشخصية للمواطنين،والإضرار بالوحدة الوطنية والسلام الاجتماعي واستهداف المنشآت العامة بغرض الإخلال بالنظام العام،واستخدام الإرهاب في تنفيذ تلك الأغراض. كما أسندت النيابة إلى المتهمين تهمة قتل اللواء نبيل فراج مع سبق الإصرار والترصد،والشروع في قتل ضباط وأفراد الشرطة،وإحراز الأسلحة النارية والذخائر والمفرقعات والمتفجرات وصنعها،ومقاومة السلطات،وحيازة أجهزة الاتصالات بدون تصريح من الجهات المختصة لاستخدامها في المساس بالأمن القومي للبلاد. وكشفت تحقيقات نيابة أمن الدولة العليا عن توافر الأدلة على أن المتهمين محمد نصر الدين فرج الغزلاني،وعصام عبد الحميد دياب،اعتنقا أفكارا تكفيرية قوامها تكفير الحاكم والقوات المسلحة والشرطة،وشرعية مقاومتهم وقتالهم،والاعتداء على أبناء الديانة المسيحية واستحلال أموالهم وممتلكاتهم. كما ثبت من التحقيقات أن المتهمين المذكورين كونا تنظيما إرهابيا للقيام بالأعمال التخريبية والعدائية داخل البلاد،واستطاعا أن يستقطبا بقية المتهمين،وضمهم للتنظيم، وتدريبهم على حمل السلاح وتصنيع المتفجرات وأساليب كشف المراقبة الأمنية والتخفي،وبثا في رؤوسهم الأفكار التكفيرية وضرورة مهاجمة قوات الجيش والشرطة والمنشآت والدوريات الأمنية والكنائس،ومقاومة عمليات تأمين الشرطة لأهالي مدينة كرداسة وممتلكاتهم،وذلك بعد ان تمكن زعيما التنظيم من الهرب من المدينة عقب وصول قوات الشرطة إليها في أعقاب إشعالهما وآخرين النيران في مركز شرطة كرداسة وقتل من فيه من ضباط وأفراد. وأظهرت التحقيقات أن أعضاء التنظيم الإرهابي تمكنوا من تدبير الأموال اللازمة لشراء الأسلحة والذخائر والمتفجرات وجلبها عبر الحدود الغربية للبلاد،وإخفائها داخل مزرعة بتقسيم جمعية السلام للإصلاح الزراعي بمنطقة الجبل الغربي القريبة من سجن القطا،والتي كانوا يعقدون بها لقاءات تنظيمية. كما كشفت التحقيقات أن قوات الشرطة،تمكنت من تنفيذ إذن النيابة العامة بتفتيش تلك المزرعة،وضبط بعض أعضاء التنظيم الإرهابي داخلها،وضبط كمية هائلة من الأسلحة,بلغت 8 قذائف صاروخية من طراز (آر بي جي) و8 عبوات دافعة للقذائف من ذات النوع،والقاذفين الخاصين بهم،و 2 رشاش متعدد،و 10 بنادق آلية،ومسدس حلوان،وفردي خرطوش تمت صناعتهما محليا،و 25 خزينة سلاح آلي،و 1088 طلقة آلي متعدد،و 1334 طلقة بندقية آلية،و 28 طلقة خرطوش،و 8 أقنعة واقية من الغاز،و 40 قنبلة محلية الصنع،و 4 مفجرات خاصة بالقنابل،وقنبلة غاز،وعدد من الهواتف المحمولة متصل بعضها بدوائر التفجير،ومواد كيماوية،ودوائر كهربائية ومسامير وقطع معدنية صلبة خاصة بصنع القنابل والمفرقعات،وأجهزة حواسب آلية وأجهزة رؤية ومراقبة واتصالات لاسلكية،وعدد من شرائح الاتصالات،ومبالغ مالية كبيرة. كما كشفت تحقيقات النيابة العامة أن اثنين من المتهمين حملا أسلحة نارية وذخائر من بينها مسدس تمت سرقته من مركز شرطة كرداسة وقت الهجوم عليه،وتوجها لمدينة كرداسة لتنفيذ المخطط الإرهابي الذي أعده زعيم التنظيم محمد نصر الدين فرج الغزلاني،لمقاومة قوات الشرطة حال وصولها مدينة كرداسة في 19 سبتمبر 2013 . وذكرت التحقيقات أن المتهمين المشار إليهما أعدا كمينا داخل المدينة،ثم اطلق أحدهما النيران تجاه اللواء نبيل عبد المنعم فراج،فأصابا صدره وأسفر عن وفاته. كما ثبت من التحقيقات ان بعض المتهمين ألقوا على قوات الشرطة المكلفة بتنفيذ أمر النيابة بضبطهم،قنابل يدوية،فأصابوا 9 من ضباط وأفراد الشرطة. وأثبتت التقارير الفنية سلامة جميع الأسلحة والطلقات النارية والقذائف الصاروخية،والقنابل والمفرقعات المضبوطة،وأنها كانت معدة للاستعمال. وأن الهواتف المحمولة تم تعديلها وضبطها وتوصيلها بالدوائر الكهربائية لتشغيلها عقب الاتصال بها عن بعد واستخدامها في التفجير،وأن الأجهزة اللاسلكية تعمل مع ترددات وزارة الداخلية.