وسط مساعي القادة السياسيين العراقيين لحلحلة الأزمة السياسية التي يمر بها البلد، فإن تصريحات القادة الأميركيين ازدادت في الآونة الأخيرة دعوات تغيير الحكومة وإسقاط رئيس الوزراء نوري المالكي، فيما اعتبره البعض مقدمة للتقرير المنتظر أن يرفعه قائد القوات الأميركية في العراق الجنرال ديفيد بترايوس والسفير الأميركي رايان كروكر. ورفض سياسيون هذه الدعوات وعدوا المسألة شأناً داخلياً، ولا يجوز لهؤلاء الساسة الأميركيين تجاوز المواطن العراقي، فيما يرى البعض الآخر أن الأميركيين أدركوا فشل الحكومة في جميع المجالات. وقال النائب قاسم داود عن كتلة التضامن في الائتلاف العراقي الموحد: «إننا نرفض الدعوات التي يطلقها الساسة الأميركان لإسقاط حكومة رئيس الوزراء نوري المالكي». وأضاف: «أن هذه الدعوات غير مقبولة وغير لائقة، وهناك عملية دستورية يلتزم بها أبناء الشعب العراقي هي من تنظم تداول السلطة سلميا». وتابع داود: «الجميع يعلم أن هناك تدهورا كبيرا في الأوضاع الأمنية والخدمية والصحية والاقتصادية والمعاشية، لكن توجد آليات دستورية وتشريعية نستطيع من خلالها تصحيح هذه الأمور». وتأتي تصريحات القادة الأميركيين قبيل تقديم تقرير بترايوس كروكر حول الأوضاع في العراق إلى الكونغرس الأميركي، والتقدم الحاصل منذ قرار الرئيس بوش إرسال تعزيزات عسكرية إضافية لضبط الأمن في بغداد على وجه الخصوص، والذي سيقدم في منتصف سبتمبر المقبل. وتعكس تصريحات السفير الأميركي ببغداد رايان كروكر نظرة تشاؤمية لهذا التقرير، إذ قال: «إن التقدم الذي أحرزه الزعماء العراقيون على طريق المصالحة الوطنية كان محبطا للغاية». وحذر كروكر، الذي استخدم عبارات فيها قدر من الشدة والصرامة تجاه حكومة المالكي، أكبر من أي مسؤول أميركي آخر، من أن الدعم الأميركي لحكومة المالكي ليس مضمونا إلى ما لا نهاية. وعزا رئيس جبهة التوافق العراقية عدنان الدليمي سبب دعوات الساسة الأميركان إلى إسقاط أو تعطيل حكومة المالكي لإدراكهم أن لا جدوى من هذه الحكومة. وقال: «إن هذه الدعوات جاءت بعد جمع معلومات موثقة بطرق مختلفة توضح وضع حكومة المالكي التي تبين فشلها في كافة المجالات الأمنية والاقتصادية المالية». وأضاف: «أن هذه المعلومات جعلت الأصوات داخل الولاياتالمتحدة ترتفع لتغيير حكومة المالكي ورفع التأييد عنها». ورفضت الكتلة الصدرية التصريحات الأميركية بشأن العراق محملة حكومة المالكي التي وصفتها بأنها «غرقت بانبطاحها للأميركان وتنفيذها أجندة أجنبية» مسؤولية تدهور الأوضاع السياسية والأمنية. وقال نصار الربيعي رئيس الكتلة الصدرية في مجلس النواب: «إن الكتلة الصدرية ترفض التدخل الأميركي وأي تدخل آخر، إذ أن الساسة الأميركان لاتهمهم مصلحة الشعب العراقي، بل تهمهم مصالحهم الخاصة».