مع فتح باب الترشح للانتخابات الرئاسية الاثنين 31 مارس وحتى 20 ابريل ، تصاعدت احتجاجات أنصار جماعة "الإخوان" الإرهابية بالشارع المصرى .. مما اثار التساؤلات عن ملامح المشهد الانتخابى ما بين آمال الاستقرار ومخاوف الارهاب وما اذا كانت المنافسة ستكون هادئة أم ساخنة ؟ وإلى أى مدى يتحقق تكافؤ الفرص بين المرشحين ؟ وهل هناك معايير محددة للاختيار وتقييم البرامج الانتخابية ؟ . وفى محاولة لقراءة هذا المشهد مع بداية العملية الانتخابية ، التقى موقع أخبار مصر مع نخبة من المحللين السياسيين والخبراء الاستراتيجيين وأساتذة الاجتماع والقوى الثورية .. فماذا قالوا : احتجاجات وحملات مغرضة د.عمرو هاشم ربيع الخبير والمحلل السياسى قال فى تصريح خاص للموقع إنه من المتوقع أن تنشط العمليات الارهابية الرامية لعرقلة الانتخابات الرئاسية وتكثر المسيرات الرافضة لترشح المشير عبد الفتاح السيسى من قبل تنظيم "الاخوان " الارهابى. ونبه د.هاشم ربيع الى أنه مع إنطلاق ماراثون الحملات الانتخابية ،قد تظهر محاولات أوحملات لتشويه أحد المرشحين أو تزييف تاريخه وتضليل الناخبين مثل شائعات الاتجاه لاستقطاب أصوات هذه الجماعة من جانب مرشح لكسب منافسه . وأكد المحلل السياسى تعاظم مهمة وسائل الاعلام فى التوعبة والتوجيه والتصدى لاية شائعات مغرضة مع ضرورة تدريب الناخبين خاصة البسطاء على كيفية الاختيار وقراءة البرامج وتقييمها كى يحسن الشعب الاختيار . مواجهة الارهاب محسومة بينما أكد اللواء الدكتور ابراهيم شكيب الخبيرالعسكرى والاستراتيجى أن الانتخابات الرئاسية ستمر بسلام ونزاهة لأن التجربة السابقة جعلت الشعب أكثر وعيا ورفضا لمخططات "الاخوان" ، وبالتالى سيتصدى مع الأمن لأى عمليات تعطيل للعملية الانتخابية معربا عن تفاؤله بأن مصر تسير للأمام . وأكد اللواء ابراهيم شكيب أن مواجهة الارهاب محسومة لصالح سلطة الدولة ، فعلى مر التاريخ لم يحدث أن انتصر فصيل على إرادة الدولة والشعب مشيرا الى ضرور ة الحسم والردع مثلما حدث بعملية " عرب شركس" لأن طريق المحاكمة عادة يكون طويلا . ونبه الخبير الاستراتيجى الى أن التحدى الاكبر سيكون فى الانتخابات البرلمانية لأن الدستور قلص سلطة الرئيس لصالح البرلمان ورئيس الوزراء وبالتالى قد تضخ أموال خارحية لنصرة تيار معين ولابد من مخطط شامل لمواجهة هذا التدخل خاصة ان هناك 82 حزبا ربما يدخلون السباق رغم غيابهم بالشارع المصرى . منافسة هادئة واختيار عقلانى أما د.على ليلة أستاذ علم الاجتماع السياسى، فيرى أن المنافسة لن تكون محتدمة لأنها محصورة بين مرشحين بارزين بعد تراجع العديد من المرشحين عن خوض السباق الرئاسي حيث لم يتقدم للترشح أمام وزير الدفاع المستقيل عبد الفتاح السيسي الذي يحظى بشعبية كبيرة، سوى مؤسس التيار الشعبي حمدين صباحي حتى فتح باب الترشح رسميا. واستطرد ليلة ، قائلا "حتى إن تقدم عدد من المرشحين الاخرين لن يكون كبيرا بسبب شرط الحصول على 25 ألف صوت على الأقل من 15 محافظة حسب المادة "142" من الدستور الجديد ولن يكونوا مؤثرين فى مسار الصراع".. متوقعا سباقا هادئا وعقلانيا . وتنص المادة 142 على "يشترط لقبول الترشح لرئاسة الجمهورية ان يزكى المترشح عشرون عضوا على الاقل من أعضاء مجلس النواب أو أن يؤيده مالايقل عن 25 ألف مواطن ممن لهم حق الانتخاب فى 15 محافظة على الاقل وبحد أدنى ألف مؤيد من كل محافظة منها، وفى جميع الاحوال لا يجوز تأييد أكثر من مرشح وذلك على النحو الذى ينظمه القانون" . وأضاف د.على ليلة أن تجارب الشعب السابقة رغم ارتفاع نسبة الأمية ستعلمه التريث والاختيار بعقلانية ومن المحتمل أن ينحاز لأحد المرشحين الأكثر شعبية ومصداقية ليس بدافع العاطفة وإنما من واقع الثقة فى قراراته ومنهج عمله وجدوى برنامجه على اعتبار أن المستقبل امتداد للمواقف السابقة . ودعا أستاذ الاجتماع السياسى أجهزة الدولة ووسائل الاعلام الى مراعاة تكافؤ الفرص فى التصريحات والحملات الانتخابية خاصة مع وجود فارق واضح فى شعبية المرشحين البارزين ، وإن كان أحدهما قد حصل على نسبة كبيرة من الأصوات في الجولة الأولى بانتخابات الرئاسة عام 2012. وأشار إلى أن معايير الاختيار وقراءة ملامح البرنامج الانتخابى تقتصر عادة على المثقفين وأهالى المدن والحضر ومن ثم لن تكون مؤثرة بدرجة كبيرة فى حسم نتيجة الانتخابات . تجارب الشعب السابقة واتفق معه محمد جمال نائب رئيس حزب الثورة المصرية ،قائلا" أعتقد أن الشعب تجاوز مرحلة انتظار البرامج الانتخابية و قراءة التاريخ وفحص السيرة الذاتية وإنما لديه رؤية وخبرة و دراية بالسمات الشخصية لمن يقع عليه الاختيار من خلال تجارب سابقة توازن بين الأهلية للمسئولية والقدرة على التخطيط والتنفيذ والحسم والاحساس بهموم الشعب والتعبير عن نبض الشارع من خلال منافسة ومعركة حقيقية لترسيخ قيم الديمقراطية". وأكد محمد جمال أهمية إجراء الكشف الطبى على المرشحين لأن معاناة المرشح من أى مرض عضوى أو نفسى قد تؤثر على قراراته وتعنى خطورة تسليمه مقاليد الأمور مؤكدا الثقة بحيادية ونزاهة اللجان الطبية لأن المسألة تتعلق بمستقبل مصر لافتا الى أن إصابة الرئيس السابق بنوع من الأمراض العصبية كانت ظاهرة فى إدارته للبلاد مما نبه لأهمية تقنين إجراء الكشف الطبى على الرئيس القادم . وأكد جمال أن القوى الثورية ستتحالف مع الشعب وتشكل لجانا شعبية للتصدى لأى اعتداءات على اللجان الانتخابية بالتعاون مع رجال الشرطة والجيش مثلما حدث فى الاستفتاء على الدستور كى لاتتمكن العناصر المتطرفة من إفساد الاستحقاق الثانى من خريطة الطريق بانتخاب رئيس يعبر بمصر الى بر الأمان . * ومازال الشعب يترقب إجراءات وتطورات المشهد الانتخابى وما يطرأ على سباق الرئاسة من مستجدات وما قد يحمله من مفاجآت فى انتظار التعبير عن كلمته الفاصلة فى صناديق الاقتراع لاختيار ربان سفينة المستقبل .