أجرى الرئيس الأمريكي جورج بوش اتصالاً هاتفياً أمس بنظيره الروسي فلاديمير بوتين وأبلغه استعداد بلاده لمناقشة خططها بالتفصيل مع موسكو في إطار المساعي الأمريكية للتقليل من المخاوف الروسية والأوروبية تجاه مشروعها الخاص بنشر أنظمة الدفاع المضادة للصواريخ ("الدرع الصاروخي") وسط أوروبا، وفي بيان رسمي أعلن الكرملين أن عرض بوش قوبل بارتياح من الرئيس الروسي- الذي استعرض أسباب قلق بلاده من الخطط الأميركية. وخلال مؤتمر صحفي في واشنطن مساء أمس، قال جوردون جوندرو المتحدث الرسمي باسم مجلس الأمن القومي الأميركي إن بوش أوضح خلال الاتصال أن "الدفاعات الصاروخية في أوروبا تهدف إلى الحماية من كافة التهديدات الصاروخية القادمة من منطقة الشرق الأوسط.. تلك التهديدات التي تمس بالولايات المتحدة وبأوروبا وبروسيا- على حد سواء". وأضاف جوندرو أن الرئيسين الأمريكي والروسي ناقشا أيضاً أهمية استمرار المشاورات في حلف شمال الأطلسي بخصوص التهديدات الصاروخية والدفاعات المضادة لها.
من جانبه صرح الجنرال هنري أوبرينج رئيس وكالة الدفاع الصاروخي بأن "البنتاجون (وزارة الدفاع الأميركية) منفتح للغاية" للتعاون مع روسيا من أجل تعزيز الدفاعات الصاروخية.. بما في ذلك إمكان نقل التكنولوجيا والبيانات. ويشار إلى أن واشنطن وضعت خططاً لنشر نظام رادار في جمهورية التشيك وصواريخ مضادة للصواريخ في بولندا بحلولعام2011؛ وهو الأمر الذي عارضته موسكو بشدة واعتبرته تهديداً لأمنها القومي، خاصة أن تلك الخطط تتضمن إمكانية نشر جزء من النظام الصاروخي في إحدى هذه الدول الثلاثة: أرمينيا وأذربيجان وجورجيا. كما اعترضت بعض الدول الأوروبية على النهج الأمريكي قائلة إنها كانت تفضل مشروعا دفاعياً يشمل أوروبا بأسرها في إطار حلف الناتو. ورداً على ذلك رفض دان فريد مساعد وزيرة الخارجية الأميركية للشؤون الأوروبية- في مؤتمر صحفي بواشنطن- الانتقادات الأوروبية ووصفها بأنها "لا أساس لها"؛ وأضف أن الجدل يجب أن يستند إلى حقيقة الخطر وليس حسب رأيي إلى مسائل تعود إلى عشرين عاما حول ما يسمى بسباق التسلح".