موضوع الحلقة وضيفها : العلاقات المصرية – الروسية – أ.أبو بكر الدسوقى – رئيس تحرير مجلة السياسة الدولية **************************** نادر دياب : نرصد فى حلقة اليوم العلاقات المصرية – الروسية التى مرت بالعديد من المراحل والتى شهدت صعودا وهبوطا ثم اتجه المؤشر مرة أخرى إلى الصعود البدايات فيها جاءت على خلفية محاولة القيادة السياسية أنذاك الابتعاد عن الابتزاز الدولى والاقتصادى من قبل أمريكا ثم استمرت العلاقة بين القاهرة وموسكو لفترة جيدة بعدها ومع تغير التوجه السياسى والقيادة السياسية المصرية شهدت ضعفا خاصة بعد تفكك الاتحاد السوفيتى إلى دول مستقلة عادت الآن إلى الصعود بعد ثورة الثلاثين من يونيو وموقف روسيا الداعم لإرادة الشعب المصرى خلافا لما حدث من الغرب الذى يقف أمام الإرادة الشعبية حول العلاقات المصرية الروسية معنا فى الاستديو ضيفنا وضيفكم الأستاذ أبو بكر الدسوقى رئيس تحرير مجلة السياسة الدولية لعل العلاقات المصرية – الروسية التى نحن بصددها هذه الليلة مرت بفترات كثيرة من المد والجذر ولعل من المناسب فى البداية أن نلقى الضوء على العلاقات المصرية – الروسية وتطورها حتى الآن أ.أبو بكر الدسوقى : العلاقات المصرية – الروسية أحد الموضوعات الهامة على السياسة الخارجية المصرية منذ زمن بعيد بدأت هذه العلاقات منذ الخمسينات عندما قامت الثورة المصرية فى 52 وما تلا هذه الثورة من تطلعات وآمال عريضة بناء مصر الحديثة والمستقلة كانت أحد المشاريع التى خططت لها القيادة المصرية فى ذلك الوقت وهو مشروع بناء السد العالى فكانت النتيجة أن الولاياتالمتحدة والغرب تمنعوا فى إمداد مصر بالمعونات أو المساعدات أو القروض المطلوبة لإتمام مشروع السد وبدءوا يضعوا كثيرا من الشروط ودخلنا فى مفاوضات طويلة انتهت برفض مصر هذه القروض فى حين كان الاتحاد السوفيتى هو يد العون سارعت بمد يد العون إلى مصر ومدت مصر بالقروض المطلوبة بسعر فائدة ضئيل جدا كان ما يقرب 2 ونصف % مقارنة ب 19 % من البنك الدولى أو صندوق النقد وفى نفس الوقت روسيا مدتنا بكثير من التكنولوجيا فى بناء هذا المشروع .. مشروع السد العالى ساعد كثير فى وقف فيضان نهر النيل وفى الكهرباء .. كان هناك حرب باردة أو صراع رهيب ما بين الاتحاد السوفيتى والولاياتالمتحدةالأمريكية .. الهدف الروسى فى ظل رئاسة بوتين هى عودة روسيا لبعض مكانتها التى كانت تتمتع بها من قبل لكنها لا تسعى إلى حرب باردة من جديد .. بوتين يريد استعادة قوة روسيا لكن هذا لا يمنع التنافس ولا يمنع الدفاع عن أمنها القومى كما رأينا فى قضية أوكرانيا .. الروس بدءوا يدركون أن مصر لا ترغب فى علاقات كبيرة مع روسيا وأن هذه التصرفات وهذه السياسات مجرد مناورات للضغط على الحليف الأمريكى ما حدث بعد 30 يونيو 2013 أن روسيا بدأت تشعر بنوع من القناعة ونوع من المصداقية أن المصريين فى هذه المرة لديهم الرغبة ولديهم القدرة ولديهم الجدية فى الدخول فى علاقات طبيعية وتنويع هذه العلاقات مع روسيا بغض النظر عن علاقاتهم بالولاياتالمتحدةالأمريكية التى شهدت تذبذبا وتوترا كبيرا بعد عدم تأييد الغرب للثورة المصرية بشكل أو بآخر فى مقابل تأييد روسيا للثورة المصرية فى 30 يونيو شاهدنا توترا كبيرا ومعاداة لهذه الثورة من بعض القوى الغربية وعلى رأسها الولاياتالمتحدة نادر دياب : ميزان القوى ما بين مصر وروسيا كيف يكون فى نصابها الصحيح وما أهمية مصر لروسيا وما أهمية روسيا لمصر أ.أبو بكر الدسوقى : هذه القضية كانت عنوان ندوة كبيرة قمنا بتنظيمها أمس فى المؤسسة الدولية للأهرام وكان فى ضيافتنا السفير الروسى بالقاهرة سعادة السفير سجى كاراباتشينكو ومجموعة كبيرة من الخبراء ورئيس مجلس إدارة مؤسسة الأهرام وتناولنا هذه القضية بشكل تفصيلى كبير أولا أهمية روسيا بالنسبة لمصر روسيا دولة كبيرة ولديها إمكانيات كبيرة على مختلف الأصعدة روسيا دولة تتمتع بحق الفيتو فى مجلس الأمن .. زيارة السيسى لروسيا كانت زيارة تاريخية ومثلت نقلة نوعية فى العلاقات المصرية – الروسية .. روسيا هى دولة وريثة للاتحاد السوفيتى ولديها إمكانيات سياسية واقتصادية وعسكرية كبيرة يمكن أن تستفيد منها مصر بشكل أو بآخر .. أيضا مصر مهمة لروسيا بشكل كبير كون مصر دولة كبيرة فى الإقليم العربى وإقليم الشرق الأوسط روسيا تسعى أيضا أن يكون لها موطئ قدم فى المياه الدافئة على شواطئ البحر المتوسط روسيا تريد أن تستعيد علاقاتها الوثيقة بأصدقائها القدامى روسيا تدعم النظام السورى بشكل أو بآخر حفاظا على هذا الوجود .. نأمل فى أن المرحلة القادمة سوف تشهد العديد من الخطوات الكبرى لتعميق هذه العلاقات فى المجال العسكرى وفى المجال الاقتصادى فى المجال العسكرى مازالت مصر تعتمد على ما يقارب بنسبة 40 % من مصادر التسليح على السلاح الروسى مصر تريد تنويع مصادر السياسة مثلما تريد تنويع مصادر السلاح بحيث يكون القرار المصرى فى كل الأوقات حرا ومستقلا ولا يخضع للضغط أو الابتزاز من هذا الطرف أو ذاك .. زمن الحلفاء قد ولى الجميع يدافع الآن عن مصالحه . نادر دياب : شكرا لحضراتكم سلام عليكم